-
العنوان:سرّ المشروع القرآني!
-
المدة:00:00:00
-
الوصف:ما السرّ وراء تحوّل كُـلّ استهداف للمشروع القرآني إلى دافعٍ يجعله أكثر قوة؟ لقد رافقني منذ طفولتي فضولُ معرفة السرّ وراء المشروع القرآني وما فيه من إعجاز، فمذ كنتُ لم أستوفِ الثامنة من عمري بعد، وحتى اليوم –وفيما يزيد على العشرين عامًا– وكلما أتأمل المتغيرات التي تصاحب حركة المشروع القرآني في مقابل ما يتعرض له من الاستهداف وكميات العُدّة والعتاد والإعداد والتهديد والزخم الإعلامي الكبير المصاحب... إلخ.
-
التصنيفات:مقالات
-
كلمات مفتاحية:
أجد أنه بعد كُـلّ تهديد يخرج المشروع القرآني إلى الواقع أقوى وأكثر تماسكًا، برغم تباين الإمْكَانات في الواقع، وبشكلٍ إعجازيٍّ يخرج عن الأسس الفلسفية المعتادة وعن المجاري المألوفة للأشياء.
فبعد انتهاء الحرب الأولى واستشهاد
الشهيد القائد السيد حسين بن بدر الدين الحوثي –رضوان الله عليه– وبعد حروبٍ ستٍّ
وُجِّهت فيها إمْكَاناتُ جيشٍ من أقوى الجيوش العربية، وما رافقها من دعمٍ عالميٍّ
مساندٍ لها إعلاميًّا وماليًّا وثقافيًّا... إلخ، في مواجهة مجموعةٍ فتيةٍ محدودي
العتاد والعُدّة والإمْكَانات، انقلبت الموازين واستطاع المشروع القرآني بعد ذلك
أن يخرج في صورةٍ أقوى وأكثر تماسكًا، وزاد انتشاره في أغلب المحافظات في ربوع
البلاد، وشكّل بذرةً استطاع بها أن يُنقذ اليمن من مؤامرة التقسيم والخضوع بانطلاق
ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر.
بعد ذلك واجه هذا المشروع مؤامرةً
جديدةً أكثر قوةً وإعدادًا، شاركت فيها أكثر من ١٣ دولة، وحُشدت لها أقوى وأحدث الإمْكَانات
العسكرية والعُدّة والعتاد، وصاحبتها مؤامراتٌ في شتّى المجالات الاقتصادية
والسياسية والأمنية، وحصارٌ مطبق... وغير ذلك الكثير، في معادلةِ قوىً غير
متوازنةٍ تسير بالمخالفة لمقتضى مجاري الأمور في العادة. إلا أنه –وبعد مرور أكثر
من عشرة أعوام من ذلك التصعيد– ظهر المشروع القرآني وقد امتلك إمْكَاناتٍ وقدراتٍ
وقوةً مكّنته من استهداف الكيان الصهيوني ونُصرة الشعب الفلسطيني بعد السابع من أُكتوبر
٢٠٢٤م، ليواجه في هذه المرحلة ما يُسمّى –بمعايير المادّة البحتة– أقوى دول العالم
بأساطيلها وحاملات طائراتها وتصعيدٍ إعلاميٍّ مكثّـف... إلخ، في حربٍ هي الأشرس
منذ تأسيس هذا المشروع القرآني، إلا أنه خرج منها منتصرًا بصورةٍ خارقةٍ للعادة ومتمكّنا
بقوةٍ وإمْكَاناتٍ كبيرة.
لقد رافقتني لعشرات السنين الماضية أسئلة
كثيرة حول ماهيّة المشروع القرآني، والأسباب التي تجعل منه محلًّا لهذا الاستهداف
المتتالي والمتصاعد من القوى المعادية، وما السرّ وراء نموّه وتطوّره الأُسطوري
المعجز؟
في البداية كانت الإجَابَة على كُـلّ
هذه التساؤلات خلف سنتين من السنن الكونية الكبرى والحتميات الملازمة للوجود
البشري على وجه الأرض:
السنة والحتمية الأولى: أن كلمة الله
هي العليا التامة التي لا يمكن أن تتبدل، لأن الله تعالى هو الخالق والمالك
والمدبّر لهذا الكون، والذي يجب أن يُعبد وتُتبع كلمته من إتيان أوامره واجتناب
نواهيه الصادقة العادلة الموضوعة بما يتناسب مع خلقه بحكمةٍ دقيقة. ومن الحتميات
أن كلماته تلك تامةٌ ومفروضةٌ لا تبديل عنها لأنها هي الحقّ، يقول تعالى:
{وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا
وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [الأنعام:
115].
إلا أن قوى الاستكبار العالمي اليوم
خرجت عن هذا الحقّ، ونشرت في أرض الله الباطلَ وكلَّ نقيضٍ ومخالفٍ لهذا الحقّ، لتُعبد
ما خلق اللهُ لغير الله، وتجعل البشريةَ سائرةً وفق أهوائها الشيطانية.
السنة والحتمية الثانية: أن الله
متمٌّ نوره ولو كره الكافرون، وتكفّل بتمام هذا النور، وكان من الاختبار لعباده
الصادقين على صدقهم أن جعلهم مكلّفين ببذل الأسباب في مواجهة الكافرين والسعي
لتمام هذا النور. وهذا الاختبار حدّدت له شروطٌ وموجّهاتٌ لتكون كمعايير لاجتيازه
والفوز بولاية الله ونصره وتأييده في الدنيا والفوز العظيم في الآخرة.
وأهمّ هذه المعايير هو أن يكون السير
لهذه المهمة وفقًا لتوجيهات الله في القرآن الكريم، والتوكّل الكامل على الله، والتميّز
بدرجةٍ عاليةٍ من اليقين والصدق والإيمان بالله... وغير ذلك.
والمتأمل في تاريخ ومبادئ وأسس
المشروع القرآني سيجد أن الشهيد القائد –رضوان الله عليه– قد أسّس مبادئ ومنطلقات
هذا المشروع بأن فعّل الوعي بالعودة إلى القرآن الكريم، وشرح بالنماذج العملية
كيفية الاهتداء الصحيح به. ومن ناحيةٍ أُخرى غرس –رضوان الله عليه– منطلقات الوعي
والثقافة للمشروع من المعرفة الحقيقية بالله والثقة به والتوكّل عليه والارتباط
الدائم به، لتكون تلك الأسس هي المعيار الذي يُميّز به كُـلّ من ينتمي إلى هذا
المشروع القرآني.
ليكون بذلك النموذج الأكثر مطابقةً
للمعايير الربانية. ثم اصطفى الله من بعد استشهاده السيد القائد عبدالملك بن بدر
الدين الحوثي، الذي سار على هذه الأسس والمبادئ بالسعي الحثيث والحرص على هداية
الناس للسير وفقًا لهذه الأسس.
وفي ظل الحتمية التي لا نقيض لها بأن
الله متمّ نوره لا محالة، من المتوقّع –كما أخبرنا الله جل وعلا– أن يكون الكافرون
كارهين لذلك. لذا قامت قوى الباطل والاستكبار العالمي –التي قد تنبّهت للحقّ منذ
بزوغه– فاستمرّت ولا تزال تستنفر قواها الواهنة زاعمةً دحضَ الحقّ في معركة الحقّ
والباطل، حتمية النهاية بزهق الباطل: {إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا}.
ومن هنا يظهر السبب وراء إعجازية ذلك
النموّ والقوة للمشروع القرآني؛ إذ إن هذا المشروع هو انطباقٌ عمليٌّ للسنن
والنواميس الكونية، وما ظاهره الماديّ إلا بذلٌ للأسباب، ومن يُدبّر أمور السماوات
والأرض هو الذي يمنح هذا المشروع القوة. وكان هذا الإعجاز ظاهرًا لسببين:
الأول: ليتبيّن ويتنبّه كُـلّ عقلٍ
لبيبٍ إلى الاختبار الإلهي في إعلاء كلمة الله ومدى تأييد الله، عساه يتحفّز
ليختار طريقه مع الحقّ في أن يسير إلى رضا الله أَو يعادي الله فينال مقته عزّ
وجلّ.
الثاني: لتكون عبرةً لأي مؤامراتٍ
قادمةٍ، لأن من يعادي الله ومن تولّى الله يجب أن يرى من الواقع أن قوة الله هي
الغالبة دومًا لا محالة، وأن كُـلّ من يقف أمامها هالكٌ مهما كانت قوته، فلا اعتبار
لموازين القوى في السنن الكونية.
إذًا، فالله –الذي هو سرّ الوجود البشري– هو جلّ وعلا سبحانه سرّ القوة لهذا المشروع القرآني.
🔵 تغطية إخبارية | حول آخر التطورات والمستجدات في غزة وسوريا والمنطقة | مع عمر عساف و فارس احمد و د.طارق عبود 01-06-1447هـ 21-11-2025م
تغطية إخبارية | حول آخر التطورات والمستجدات في غزة ولبنان | مع خليل نصر الله و مصطفى رستم و راسم عبيدات 29-05-1447هـ 20-11-2025م
تغطية إخبارية | حول آخر التطورات والمستجدات في غزة ولبنان والمنطقة | مع عدنان الصباح، و صالح أبو عزة، و فراس فرحات، و عمر معربوني، و حسن عليان، و د. علي بيضون 29-05-1447هـ 20-11-2025م
الحقيقة لاغير | اليمن يحقق انتصارات في المعركة الأمنية ضد العدو الإسرائيلي | 27-05-1447هـ 18-11-2025م
🔵 الحقيقة لاغير | المجرم نتنياهو يصف #اليمن بالخطر الكبير جدًا على "إسرائيل" .. ماهي الأسباب والأسرار ؟ | 11-05-1447هـ 02-11-2025م