-
العنوان:رعاة الإجرام في السودان.. ما ذا لو سيطر "الجنجويد" والإمارات على اليمن؟
-
المدة:00:00:00
-
الوصف:خاص| عباس القاعدي| المسيرة نت: يعيش السودان لحظات مأساوية في ظل الصراع الدموي والمشاهد الصادمة للعالم ولا سيما من مدينة الفاشر، في ظل شح للمعلومات حول ما الذي يحدث بالضبط ولماذا كل هذا العنف الموجه، ومن يقف وراء كل هذه الأعمال الإجرامية البشعة.
-
التصنيفات:تقارير وأخبار خاصة
-
كلمات مفتاحية:
وفي خطابه اليوم بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد تطرق السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي – يحفظه الله- باختصار حول المشهد السوداني، مؤكداً أن من يدعم الإجرام في السودان هي القوى التي لها موقف معادٍ للشعب الفلسطيني وكل من يناصره، معتبرًا أن المنافقين يشجعون على الإجرام والفتن كما يحصل في السودان من أبشع الجرائم.
وبالنظر
إلى المشاهد الصادمة، يبرز المرتزقة "الجنجويد" كأدوات للقتل والذبح
والترهيب للمدنيين السودانيين في الفاشر، وهم الذين كانوا و -لا يزال البعض- منهم
في المحافظات اليمنية المحتلة، وجاءوا بدعم اماراتي كبير للعمل كمرتزقة والقتال ضد
الجيش واللجان الشعبية، وتم قتل الكثير منهم وأسر عدد آخرين في معارك الساحل
الغربي لليمن ولا سيما في ميدي.
من
الدروس المهمة والعبر في المشهد السوداني الحالي المؤسف هو انكشاف سوء السلوك
السعودي والإماراتي تجاه أدواتهم ومرتزقتهم، فكل من يختار أن يصبح أداة مستأجرة
لدى هذه الدول، مهما كانت مكانته، رئيسًا أو مرؤوسًا أو مواطنًا عاديًا، ويعتقد أن
السعودية أو الإمارات سترضيان عنه أو تتجملان بما يقدمه لهما من خدمات ضد بلده
وشعبه، فهو واهم ومخدوع، ومشروع ضحية محتملة.
من
يتصور أن السودان، هذا البلد الذي تتدخل فيه الأيادي الإماراتية وتُوظَّف الأموال
السعودية نيابة عن العدو الإسرائيلي، سيكون مختلفًا؟ ومن يصدق أن رئيسه السابق في
عام 2015، خلال العدوان على اليمن، عرض نفسه على السعودي والإماراتي، وقدم لهم
الخدمات، وأرسل المجاميع المسلحة، واستنزف الإمكانات لإرضائهم ومن خلفهم الأمريكي
والصهيوني، وكانت النتيجة أن دماء السودانيين استُخدمت وقودًا لحربهم وعدوانهم على
اليمن، ولم تمضِ سوى سنوات قليلة حتى قلبوا له ظهر المجن، وموّلوا ما سُمّي حينها
بالتظاهرات والثورة الشعبية ضده.
البشير أنموذجاً
لقد
حكم عمر البشير السودان ثلاثين سنة، وكان محسوبًا على الإخوان المسلمين، ففي عام
1989م، قام بانقلاب مع الجبهة القومية الإسلامية (الإخوان المسلمين) في تلك
الفترة، لكن البشير كان الواجهة العسكرية للجماعة وتولى الرئاسة، بينما كان العقل
المفكر حسن الترابي، من الخلفية السابقة، وتبنت الدولة السودانية مواقف مؤيدة
للقضايا العربية في تلك الفترة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وكانت السودان
قريبة من محور المقاومة في مواقفها الرافضة للتطبيع ومساندة فلسطين، وهذا الأمر
جعل أمريكا تفرض عقوبات على السودان وتشن عدوانًا عليه.
وانقلب
البشير في عام 1998م، وفي عام 1999م على شركائه في حركة الإخوان المسلمين وأقصى
الترابي والآخرين واستفرد بالسلطة، واستمر حتى عام 2019م، وسقط بعد تظاهرات شعبية
مدعومة من السعودية والإمارات، لكن في فترته الأخيرة، حاول البشير أن يقفز إلى
القارب الأمريكي من أجل النجاة، لكنها كانت القفزة التي غرق فيها وسقط، ولم ينفعه
ما قدمه للسعودية والإمارات خلال العدوان على اليمن، فقد كانوا يجاملونه، و في خلف
الكواليس كانوا يعملون على إسقاطه.
هذه
واحدة من أهم الدروس والعبر خلال السنوات الماضية، فمن يثق في السعودي والإماراتي،
و من يبيع مبادئه ومواقفه ودينه ووطنه وشعبه، سواء كان رئيسًا أو وزيرًا أو
مواطنًا أو عسكريًا أو أيًا كان، فمن يبيع وطنه وشعبه ومواقفه من أجل التقرب إلى
عملاء أمريكا والعدو الإسرائيلي، يستخدمونه لتنفيذ أهدافهم، ثم يكافئونه كما
كافأوا عمر البشير، الذي يعتبر قصة معاصرة حية، وقد تابع الجميع البشير وهو يخطب
ويزور الرياض وأبوظبي ويستقبل استقبال الفاتحين، وفي النهاية تخلصوا منه وجعلوه
عبرة ومثالًا للخزي والسقوط المهين.
وبعد
سقوط البشير، جاءت منظومة حكم جديدة في السودان، مجموعة من الضباط الذين كانوا مع
البشير وتحت إمرته، أبرزهم البرهان وحميدتي، وأول ما نصحتهم الإمارات، وأشارت
عليهم أن يطبعوا مع كيان العدو الإسرائيلي، قالت لهم: إذا أردتم أقصر الطرق لكي
تعترف بكم الدول وتخرجوا من العزلة وترضى عنكم أمريكا وترفع عنكم العقوبات،
فالتطبيع مع العدو الإسرائيلي هو الطريق الأسرع، و هذان [حميدتي والبرهان]، هما
أداتان بيد الإماراتي، لأن الإماراتي هو من دفعهم للانقلاب على البشير، والانقلاب
أيضًا على المتظاهرين السلميين والسيطرة على السلطة.
الإمارات رأس الأفعى
لقد
تحرك البرهان وفق مشورة محمد بن زايد، على أساس أن الطريق إلى أمريكا يمر عبر [تل
أبيب]، وهؤلاء العسكريون الذين استلموا السلطة وسيطروا على الثورة الشعبية في
السودان، لا يمتلكون أي وازع ديني أو وطني أو قومي أو إنساني، ولا احترامًا لتاريخ
السودان العريق والأصيل، فكل ما يسعون إليه هي المناصب والكراسي، برضاعة أمريكا
ووكلائها في المنطقة، فالقفز إلى الحضن "الإسرائيلي" جاء برغبة إماراتية
مباشرة.
مرت
الأسابيع والشهور والسنوات بعد تطبيع السودان، لكن الأوضاع كانت تتدهور أكثر
فأكثر؛ فلم تُرفع العقوبات، ولم يُدعّم الاقتصاد، بل بالعكس، تم تغذية الخلافات
بين شريكي الحكم ليتصارعا ويتحاربا، وبدأ تمويل الطرفين لتمزيق البلاد، فقد اختلف
شريكا الحكم—البرهان ونائبه حميدتي—حين أصر البرهان على ضم وحدات الدعم السريع
التي يسيطر عليها حميدتي، بينما يرى الأخير نفسه الشخصية الأهم، ويمتلك وحدة
عسكرية مدربة وقوية، مستعدًا للاستيلاء على السلطة بانقلاب.
وفي
عام 2023م، اندلعت توترات وصلت إلى انفجار شامل، وحرب مفتوحة بين جيشين هندسها
الإمارات والسعودية، بدعم خلفي من كيان العدو الإسرائيلي، وهو هدف إسرائيلي تنفذه
الإمارات بدقة تامة، حيث بدأت المعارك في الخرطوم وامتدت إلى مناطق أخرى أبرزها
دارفور، وأسفرت الأسابيع الأولى عن مقتل الآلاف ونزوح الملايين، مع انهيار شبه
كامل لمؤسسات الدولة، ومجاعات ومعاناة لم تحظَ بالاهتمام الإعلامي.
دروس وعبر
العبرة
هنا في الحالة السودانية واضحة، فالتطبيع والخيانة للمبادئ والثوابت، وكسر كل
الحواجز مع اليهود، لم ينفع أصحابه، ولم ينفع هؤلاء الرخيصين، ولم ينفع السودان،
بل سرّع في تنفيذ مخطط تدمير وتقسيم البلاد على أيدي الأطراف التي تتحكم برئيس
ونائب السودان.
ولو
تمسك حكام السودان، سواء في عهد البشير أو بعده، بالحد الأدنى من استقلال القرار
وانحازوا لإرادة شعبهم، لما نجحت أدوات المشروع الصهيوني في إسقاط السودان بهذه
السرعة، فالإمارات هي الوكيل الإقليمي للعدو الصهيوني، ومشروع ما يسمى "
إسرائيل الكبرى" وكذلك تقسيم السودان، تمزيقه، والتطبيع والانفتاح على العدو
الإسرائيلي، وهذا المخطط مستمر ويُسهل تنفيذه دون أي عوائق، كما يحدث اليوم،
للأسف، على يد محمد بن زايد وشريكه محمد بن سلمان.
ما
سبق يُعد كلمة السر وراء ما يحدث وما حدث في السودان، والأصابع الأمريكية
والإسرائيلية هي المحرك لكل ما يجري في السودان من مشاكل ومجاعات وصراعات، ولهذا
فأن آخر فصول الاستهداف الصهيوأمريكي لهذا البلد العربي الكبير والهام والغني
بأرضه وثرواته هو ما يحدث حالياً بين الدمى التي استلمت الحكم بعد البشير،
فالبرهان من جهة، مدعوم من تركيا وقطر والسعودية أيضاً، والدعم السريع مدعوم من
الإمارات، المنفذ للأهداف الإسرائيلية في السودان، وهي أيضاً وكيل الصهاينة في
المنطقة
ما
يجري في السودان ليس استثناءً، فمعظم الدول العربية غير الوظيفية تتعرض للتآمر
والتخريب، كما هو الحال في اليمن وسوريا والعراق وليبيا والجزائر، أما دويلات
الخليج، فبما أنها تؤدي وظيفة محددة ويحتاجها العدو لخدمة مشاريعه، فإنه يحافظ على
استقرارها الظاهري ويمنع عنها الثورات والانقلابات، لأنها أدواته في تدمير محيطها
العربي، لكن، لا شك أن دورها سيأتي لاحقًا، حين ينتهي الأمريكي والإسرائيلي من
استغلالها لأقذر وأبشع الأغراض.
وعلى
ضوء الأحداث المؤسفة في السودان، يوجد لدينا في اليمن تياران: تيار الإخوان
المسلمين مرتزقة حزب الإصلاح، وتيار مرتزقة المخا، وقد كشفتهم أحداث السودان
وطوفان الأقصى وفضحتهم أكثر مما هم مفضوحون، ولهذا فأنه عندما يكون الموقف ثابتًا،
والرؤية والمشروع صحيحين، تأتي كل الأحداث لتؤكد مصداقية هذا المشروع وهذه الرؤية.
أما
التيار الثاني فهو الأداة المباشرة لابن زايد، فمثلما يوجد "حمد تي" في
السودان، يوجد المرتزق طارق عفاش في المخا، وعلى كل حال، هذه الأحداث ستزيد الناس
العقلاء وعيًا، ليتأملوا ما يراد بهم.
🔵 تغطية إخبارية | حول آخر التطورات والمستجدات في غزة وسوريا والمنطقة | مع عمر عساف و فارس احمد و د.طارق عبود 01-06-1447هـ 21-11-2025م
تغطية إخبارية | حول آخر التطورات والمستجدات في غزة ولبنان | مع خليل نصر الله و مصطفى رستم و راسم عبيدات 29-05-1447هـ 20-11-2025م
تغطية إخبارية | حول آخر التطورات والمستجدات في غزة ولبنان والمنطقة | مع عدنان الصباح، و صالح أبو عزة، و فراس فرحات، و عمر معربوني، و حسن عليان، و د. علي بيضون 29-05-1447هـ 20-11-2025م
الحقيقة لاغير | اليمن يحقق انتصارات في المعركة الأمنية ضد العدو الإسرائيلي | 27-05-1447هـ 18-11-2025م
🔵 الحقيقة لاغير | المجرم نتنياهو يصف #اليمن بالخطر الكبير جدًا على "إسرائيل" .. ماهي الأسباب والأسرار ؟ | 11-05-1447هـ 02-11-2025م