• العنوان:
    غزة أكبر تجمع للأطفال مبتوري الأعضاء بفعل العدوان الصهيوني
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    في غزة، التي تحولت إلى موطن لأكبر تجمع من الأطفال مبتوري الأطراف في التاريخ الحديث، لا تزال المأساة الإنسانية تتعمق يوماً بعد يوم، رغم إعلان وقف العدوان الصهيوني.
  • كلمات مفتاحية:

كل زاوية من زوايا القطاع المحاصر تروي قصة وجعٍ تفطر القلوب، حيث يدفع الأطفال الثمن الأفدح لعدوان العدو الصهيوني الذي لم يراعِ طفولةً ولا إنسانية.

الواقع في غزة اليوم أبشع مما يمكن تخيله. الأطفال الذين كانوا بالأمس يركضون بين الأزقة ويحلمون بمستقبلٍ أفضل، أصبحوا أسرى الأنقاض والدمار، تتقاذفهم الجراح الجسدية والنفسية، فيما تتسابق المستشفيات المتهالكة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في ظل نقص حاد في الإمكانات والأدوية والمستلزمات الطبية.

وبحسب تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فإن غزة باتت تضم أكبر عدد من الأطفال مبتوري الأطراف في التاريخ الحديث، نتيجة القصف الوحشي والممنهج الذي استهدف الأحياء السكنية والمدارس والمستشفيات دون تمييز.

الأطباء في مستشفيات غزة يؤكدون أن الأعداد الهائلة من المصابين تفوق الطاقة الاستيعابية لأي منشأة طبية، وأنهم يعملون تحت ضغطٍ يفوق الوصف لمحاولة احتواء المأساة.

يحتاج الآلاف من الجرحى، وخاصة الأطفال، إلى أطراف صناعية بشكل عاجل لإنقاذ حياتهم وإعادتهم إلى الحركة، غير أن الحصار المفروض يمنع إدخال هذه التجهيزات إلى القطاع، ما يضاعف معاناة الأسر التي ترى أبناءها يفقدون الأمل بالحياة الطبيعية، فالحصار الصهيوني، الذي يخنق غزة منذ أكثر من 17 عاماً، لا يزال يمنع حتى أبسط مقومات العلاج وإعادة التأهيل.

الصدمة النفسية تمثل وجهاً آخر من وجوه الكارثة. يؤكد خبراء الصحة النفسية أن الأطفال دون العاشرة يعيشون حالة من الإنكار، ويظنون أن أطرافهم المبتورة ستنمو من جديد، ما يضاعف أوجاعهم النفسية ويجعلهم يعيشون في دوامة من الحزن والارتباك والخوف.

وتشير دراسات إلى أن معظم أطفال غزة يعانون اضطرابات نفسية حادة كالكوابيس المستمرة، والتبول اللاإرادي، والخوف من الأصوات العالية.

إحصائيات منظمة الصحة العالمية تكشف أن العدوان الصهيوني الأخير تسبب في أكثر من أحد عشر ألف حالة بترٍ لأطراف، بينهم أربعة آلاف طفل، فيما تعجز المستشفيات عن تأمين الرعاية الضرورية بسبب انهيار البنية التحتية الطبية ونفاد الوقود والمستلزمات.

وبينما تلتئم الجراح ببطء، تظل الآلام متجددة مع كل صرخة طفل فقد يده أو قدمه أو أخاه في مجزرةٍ لم يشهد التاريخ الحديث لها مثيلاً.

ورغم صمت العالم وعجز المنظمات الدولية عن التحرك الجاد، تبقى غزة شاهدة على وحشية العدو الصهيوني، الذي حوّلها إلى سجنٍ كبير يضم آلاف الضحايا من الأطفال والنساء.

ورغم الخراب والموت، يظل في عيون أطفال غزة بريق تحدٍ لا يخبو، ورسالة صمود تقول إنهم، رغم البتر والدمار، سيواصلون الحياة، وسيبقى الاحتلال هو الجرح الذي سينزف حتى زواله.