• العنوان:
    ربنا أَفْرِغْ علينا صبْرًا
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    نحن اليوم - أكثر من أي وقتٍ مضى - بحاجةٍ إلى هذا الدعاء العظيم: «رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ».
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

فكلّما رأينا تكاتلَ الطواغيت وأذنابهم على أبناء الأُمَّــة المجاهدين، عاد هذا الدعاء ليَهِبَ القلوبَ ثباتًا، ويُذكّرَ المؤمنين بأن النصر مع الصبر، وأن العاقبة للمتقين.

فمن قال هذا الدعاء؟

وَمتى قيل؟

لقد دعا به قلّةٌ من المؤمنين، حين واجهوا جالوتَ وجنوده تحت قيادة النبيّ طالوت - عليه السلام - بعد أن مَحَّصَهم اللهُ وابتلَهم، واختار من بينهم أخلصَهم إيمانًا وأقواهم يقينًا.

فكان الدعاءُ خاتمةَ الاستعداد: بعد إعداد العُدّة، وبعد التمحيص، جاء التضرّع: «رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا...».

وهنا يكمن الدرس العظيم: النصر لا يأتي قبلَ التمحيص.

ولا يُوهَبُ لِمَن لم يُعدّ العُدّة.

ولا يُمنَحُ لِمَن لم يلجأ إلى ربّه دعاءً وثقةً وتوكلًا.

واليوم، نحن لا نزال في مواجهةٍ عظمى مع أمريكا وكيان الاحتلال وأذنابهما.

فهل نكتفي بالحديث عن الصبر؟

كلا!

بل نُعدّ العُدّة نفسيًّا وعسكريًّا، بوعيٍ وإيمانٍ وثبات.

ثم نرفع أيدينا إلى السماء، ونقول بصدقٍ وخشوع: «رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ».

انظروا إلى إخواننا في غزة: كيف صبروا رغم وحشية العدوان؟

كيف ثبتوا رغم تفوق العدوّ في السلاح والتقنية؟

من ثبّتهم؟

اللهُ وحدَه.

الذي أسبغ عليهم صبرَ الأنبياء، وصلابةَ المؤمنين، وعزيمةَ المجاهدين.

ما أحوجنا - في كُـلّ لحظة - إلى الدعاء، والالتجَاء إلى الله، والتوكل عليه!

فليس النصرُ بالعدّة وحدها، بل بالله أولًا، ثم بالعُدّة.

واليوم، العدوّ الصهيونيُّ والأمريكيُّ وأذنابه في الرمق الأخير.

لقد أصابهم الوهن، وبدأت قواهم في التفكك.

وبدأ العدُّ التنازليُّ لِزَوالِ كيانهم، على أيدي المؤمنين المخلصين في محور المقاومة، وكلّ أحرار العالم الذين رفضوا الذلّ والهوان، وآثروا العزّة مع الله على الحياة في مذلّة الطواغيت.

فلا خوفَ على رجالٍ معهم المشروع القرآنيُّ.

يقودهم شهداءُ عظماءُ.

يدعون بقلوبٍ صادقة: «رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ».

وهذا وعدُ الله.

ولا يُخلفُ اللهُ الميعاد.