• العنوان:
    الفضاء ساحة حربٍ رقمية.. والأقمار الصناعية تتحوّل إلى أدوات تجسّس عالميّة
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    خاص | المسيرة نت: في ظلّ تصاعد سباق السيطرة التقنية والمعلوماتية بين القوى الكبرى، بات الفضاء الخارجي اليوم أحد أهمّ ميادين الصراع، حيث تُستخدم الأقمار الصناعية في مهامّ تتجاوز التصوير والملاحة، لتصبح جزءًا رئيسيًا من منظومات المراقبة والاستخبارات، وجزءًا من “حرب المعلومات” التي تدار فوق رؤوس الشعوب.
  • التصنيفات:
    علوم وتكنولوجيا
  • كلمات مفتاحية:

ومنذ انطلاق منظومة GPS الأمريكية عام 1973 كمشروع عسكري تديره وزارة الحرب الأمريكية، تحوّلت الأقمار الصناعية إلى أدواتٍ للتحكّم والسيطرة، ليس فقط في الميدان العسكري، بل في الاقتصاد والاتصالات والملاحة والتمويل العالمي.

ويتكوّن النظام الأمريكي من أكثر من 30 قمرًا صناعيًا تتيح لواشنطن مراقبة أدقّ التحركات في الجوّ والبحر والبرّ، بما يمنحها تفوقًا استراتيجيًا غير مسبوق.

ومع توسّع هذه الهيمنة، سعت دولٌ كبرى إلى كسر الاحتكار الأمريكي، فأنشأت الصين منظومة "بايدو" التي تضم أكثر من 45 قمرًا صناعيًا تغطي كامل الكرة الأرضية، كما أطلقت روسيا نظام "غلوناس" عام 1982 م، لتأمين استقلالها الملاحيّ والعسكري.

وفي سياق المواجهة مع كيان العدو الصهيوني والولايات المتحدة، كانت الجمهورية الإسلامية الإيرانية من أوائل الدول التي أدركت خطورة هذا الاعتماد، فأقدمت خلال ذروة العدوان الصهيوني على تعطيل استخدام نظام GPS الأمريكي داخل نطاقها الجغرافي، بعد رصد استخدامه من قِبل العدو في عمليات الاستهداف الميداني، لتبدأ طهران لاحقًا بالبحث في اعتماد منظومة “بايدو” الصينية لحماية سيادتها الرقمية.

وفي حديثه لبرنامج نافذة الأمن السيبراني على قناة المسيرة، أوضح الخبير في أمن المعلومات والاتصالات المهندس جمال شعيب أنّ أكثر من 12 ألف قمر صناعي يدور اليوم حول الأرض، منها قرابة 9 آلاف قيد التشغيل الفعلي، مشيرًا إلى أن هذه المنظومات لا تكتفي بتصوير المواقع بل تجمع بيانات الاتصالات والملاحة والنشاط الاقتصادي والعسكري بدقة عالية، باستخدام الكاميرات فائقة الدقة وأجهزة الاستشعار المتقدمة.

وقال إنّ “كل جهازٍ ذكيٍّ متصلٍ بمنظومة الأقمار الصناعية قابلٌ للاختراق، حتى دون الحاجة إلى الإنترنت”، موضحًا أن الأقمار تلتقط إشارات الأجهزة وتتبعها عبر محطات أرضية متخصصة، تُحلَّل بياناتها بواسطة خوارزميات الذكاء الاصطناعي.

 وأكد أن ما يجري اليوم “ليس مجرد مراقبة تقنية، بل تجسّس شامل يستهدف الأفراد والمجتمعات، ويحوّل الفضاء إلى مركزٍ لإدارة الحروب الحديثة”.

وأضاف الخبير أن الأنظمة الأمريكية والغربية “ترتبط بالبنية المالية واللوجستية العالمية، ما يجعل فصل الدول عنها أمرًا صعبًا”، لافتًا إلى أن الحلّ يكمن في “إنشاء أنظمة سيادية وطنية مستقلة قادرة على إدارة بياناتها وملاحتها دون وصاية خارجية”.

وحذر شعيب من أن السيطرة على الفضاء تعني السيطرة على الأرض، داعيًا الدول المستقلة إلى تطوير قدراتها التقنية الذاتية في مجال الاتصالات والأقمار الصناعية، “كي لا تبقى أدواتها الرقمية في قبضة العدو”.