وأوضحت حلاوي في مداخلة مع القناة صباح اليوم السبت، ضمن برنامج "نوافذ" أن العدو الصهيوني لم يلتزم باتفاق وقف إطلاق النار الموقع قبل أكثر من عام، مشيرة إلى أن المنطقة تشهد منذ ذلك الحين أكثر من 4700 خرق جوي وبحري وبري للسيادة اللبنانية، مضيفة أن هذه الاعتداءات أسفرت عن سقوط أكثر من 300 شهيد في لبنان.

ولفتت إلى أن آخر الاعتداءات الصهيونية تركزت على النبطية، وذلك من خلال غارة بطائرة مسيّرة استهدفت دراجة نارية، ما أدى إلى استشهاد مواطن، بالإضافة إلى شوكين، نفذ العدو خلالها غارة أخرى بطائرة مسيّرة استهدفت دراجة نارية، أدت إلى استشهاد مواطن وجرح اثنين آخرين، وكذا الرمان والنبطية، حيث استهدف الكيان شقة سكنية، نجا سكانها بإعجاز بعد أن طال الاستهداف سطح المبنى المأهول.

بالإضافة إلى ذلك، أشارت حلاوي إلى تحليق متواصل للطيران المسير فوق أجواء الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت وصولاً إلى بيروت الإدارية، وإطلاق الرصاص الحي من المواقع الصهيونية في النقاط الخمس المحتلة وتلال كفرشوبا.

ونوهت إلى رفض حزب الله اتفاقات جديدة، حيث دعا الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، الدولة اللبنانية إلى ممارسة كل أشكال الضغط لإلزام العدو الصهيوني بتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار القائم، مؤكدًا رفضه لأي اتفاق جديد "يبرئ المعتدي من جرائمه ويمنحه صك الغفران"، على حد تعبيره، باعتبار أن أي اتفاق جديد سيصفر عداد اعتداءات العدو الصهيوني وكأن شيئًا لم يحدث.

وفي تحول لافت، أفادت مراسلتنا في بيروت أن رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، كلف الجيش اللبناني بـ "التصدي لأي توغل" صهيوني داخل الأراضي اللبنانية المحررة، حيث جاء هذا الإيعاز بعد حادثة توغل لقوات العدو لمسافة 1500 متر في بلدة "ابنيدا" وإعدام موظف بلدية بدم بارد.

وأضافت أن موقف الرئيس عون أدى إلى انقسام سياسي داخلي؛ بين مؤيد ومرحب به، على رأسهم حزب الله وحركة أمل، الذين اعتبروه "قرارًا شجاعًا" يضع الجيش في مساره الصحيح لحماية السيادة، وبين من انتقد "زج الجيش اللبناني" في المواجهة، متماهيًا مع الموقف الأمريكي الذي رأى في دعوة عون "وضع الجيش اللبناني مع المقاومة".

في المقابل، أكد رئيس الحكومة، نواف سلام، أن قرار حصر السلاح بيد الدولة "نهائي ولا رجعة فيه"، في إشارة إلى موقف يعارض وجود السلاح خارج إطار الدولة.

ووفقاً لزهراء حلاوي، يعكس التصعيد الصهيوني والضغط السياسي المستمر من قبل واشنطن، محاولة لجر لبنان نحو مفاوضات مباشرة مع العدو، وهو ما يرفضه حزب الله بشدة. بينما تنتظر الأوساط اللبنانية ترجمة موقف الرئيس عون على الأرض، من خلال دعم الجيش اللبناني وتمكينه من مواجهة "توغلات العدو".

وفي خضم هذه التطورات، لا تزال الساحة اللبنانية في حالة ترقب حذر، مع استمرار تهديد التصعيد الأمني والتجاذبات السياسية الداخلية، التي تزيد من تعقيد المشهد العام.