• العنوان:
    قطاع غزة: 21 يومًا من خروقات الاحتلال الصهيوني وانهيار الوضع الإنساني
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    محمد الكامل| المسيرة نت: مع مضي واحد وعشرين يومًا على دخول اتفاق وقف العدوان حيز التنفيذ في قطاع غزة، تستمر الممارسات العدوانية للاحتلال الصهيوني بشكل يومي، مؤكدة أن "وقف العدوان" لم يتحول إلى واقع على الأرض. ونقلت مراسلة قناة المسيرة في غزة، دعاء روقة، صباح اليوم صورة قاتمة للوضع، حيث يستمر الاحتلال في تدمير منازل المدنيين، وفرض قيود صارمة على الحركة في المناطق الحدودية، وسط استمرار استهداف المدنيين بشكل مكثف.

وأوضحت روقة في مداخلة على قناة المسيرة أن قطاع غزة لم يشهد أي هدوء منذ تطبيق وقف العدوان، مشيرة إلى تسجيل خمس حالات استشهاد خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية، ثلاثة منها في المناطق "الصفراء" المحظورة على المواطنين.

وأضافت أن الانفجارات العنيفة استهدفت الوحدات السكنية والأحياء السكنية في شرق مدينة خانيونس، كما سجلت غارتان إضافيتان في المناطق الشمالية الشرقية من المدينة نفسها.

خروقات وشهداء

وتواصل الزوارق الحربية الصهيونية إطلاق النار على ساحل بحر خانيونس، فيما تهاجم طائرات الاحتلال مناطق شرق مخيم البريج وسط القطاع، في خرق صارخ للاتفاقيات الموقعة.

وأضافت المراسلة أن هذه الخروقات المستمرة أسفرت عن وقوع شهداء يوميًا، ففي أيام عديدة ارتقى شهيد واحد أو اثنان، بينما سجلت أيام أخرى تصعيدات عنيفة أرتقى أكثر من مئة مواطن في يوم واحد، وقبلها بأيام قليلة ارتقى نحو خمسة وأربعين شهيدًا.

وعلى الصعيد الإنساني، لا يزال الاحتلال الصهيوني يفرض قيودًا صارمة على إدخال المساعدات، حيث تقتصر الكميات الداخلة على ما هو أقل بكثير من المتفق عليه، إذ نص الاتفاق على إدخال بين ثلاثمئة وست مئة شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية يوميًا.

وقالت روقة إن الكميات الحالية "غير كافية لتلبية احتياجات سكان القطاع الذين يعانون ظروفًا معيشية صعبة للغاية، مضيفة أن الاحتلال استهدف البنية التحتية للمياه قبل إنهاء العدوان، بما في ذلك الآبار وخطوط المياه الرئيسية، مما أدى إلى تعميق أزمة المياه الصالحة للشرب، وأجبر السكان على قطع مسافات طويلة للحصول على المياه، أو اللجوء إلى مصادر غير صالحة للشرب.

وأشارت روقة إلى انهيار كامل للمنظومة الصحية في القطاع، حيث تعاني المستشفيات من نقص حاد في الأدوية والمستهلكات الطبية، ما أدى إلى وفاة العديد من المرضى والمصابين نتيجة عدم القدرة على تقديم العلاج اللازم. ومنع الاحتلال سفر المرضى لتلقي العلاج خارج غزة، مخالفةً لبنود الاتفاق التي كانت تنص على فتح معبر رفح بعد أربعة وعشرين ساعة من بدء وقف العدوان.

وأكدت أن تهديدات الاحتلال الصهيوني لحركة حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية مستمرة، متهمة إياها بعدم الالتزام بالاتفاق، رغم أن المقاومة التزمت منذ اليوم الأول بتسليم الأسرى الصهاينة الأحياء وعلى مراحل، بسبب نقص المعدات الثقيلة، وتسليم جثامين الأسرى على دفعات، بينما الاحتلال لم يلتزم بأي من بنود الاتفاق.

غطرسة صهيونية

ويؤكد هذا الوضع استمرار سياسة الاحتلال في التغطرس والسيطرة على غزة، مستغلاً الصمت الدولي، وعدم الضغط الكافي لوقف انتهاكاته، وهو ما يعكس سياسة مزدوجة تقوم على الضغط العسكري وتقييد المساعدات الإنسانية لضمان السيطرة على سكان القطاع، وتهميش قدرة المقاومة على حماية المدنيين.

وتعيش غزة في ظل استمرار الخروقات اليومية، أزمة إنسانية حادة تشمل كل المجالات الحيوية، من المياه والصحة إلى السكن والأمن الغذائي. ويعكس استمرار العدوان العدوان على المدنيين رغم اتفاق وقف العدوان "إصرار الاحتلال على فرض شروطه بالقوة، ورفض أي رقابة أو مساءلة دولية حقيقية"، بحسب المراسلة.

ويشكل الواقع في غزة يشكل تحديًا كبيرًا للمجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية، حيث تستمر معاناة السكان، وتتعرض الحقوق الإنسانية الأساسية للتقويض اليومي. ويؤكد هذا السيناريو أن غزة، رغم الاتفاقيات الموقعة، ما زالت تعيش تحت وطأة الاحتلال، الذي لا يحترم القوانين الدولية ولا يلتزم بأي اتفاق، مسلطًا سلاحه على المدنيين، بينما لا يزال العالم يراقب دون فرض أي إجراءات حقيقية لوقف هذا العدوان المستمر.

قطاع غزة، اليوم، لم يكن يوميًا أكثر وضوحًا من هذا، حياة المدنيين تحت التهديد المستمر، والمستشفيات شبه منهارة، والمياه والمواد الغذائية غير متاحة، والمساعدات الإنسانية مقيدة، في حين يستمر الاحتلال في ممارسة القوة والعنف، مؤكدًا أن "وقف العدوان" لم تكن سوى حيلة لفرض السيطرة، وليس ضمان سلام حقيقي.