• العنوان:
    الإعلام والثقافة والسياسة سلاح المعركة اليوم
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    في هذا العصر المزدحم بالدعايات، لم يعد الإعلام مُجَـرّد وسيلة نقل للمعلومة، بل صار ساحة حرب مفتوحة، تتقاطع فيها مشاريع الباطل مع غفلة الكثير من الناس.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

فالدعاية اليوم ليست مُجَـرّد إعلان تجاري أَو محتوى ترفيهي، بل أصبحت أدَاة لتشكيل الوعي، وتزييف القيم، وصناعة القبول بالباطل في عقول الناس وضمائرهم.

لقد لامس السيد القائد (يحفظه الله) هذه الحقيقة حين قال: «في هذا الزمن، في المسألة الإعلامية، والدعايات، دعايات في كُـلّ مكان: في الأسواق، في مواقع التواصل، في مختلف وسائل الإعلام، في المجالس، حتى في السيارات والباصات، دعايات في كُـلّ مكان».

هذا التوصيف عميق، يختصر طبيعة المرحلة، ويكشف حجم التحدي الذي يواجه الإنسان المعاصر؛ إذ لم تعد المسألة أن تتلقى معلومة أَو تتابع خبرًا، بل أن تُخترق فكريًّا ونفسيًّا وأخلاقيًّا من خلال سيل متدفق من الرسائل الموجَّهة والمغلفة بشتى الأشكال.

إن أخطر ما أشار إليه السيد القائد هو أن الإنسان قد يقع في جرم التأييد للباطل دون أن يشعر، وهو ما عبر عنه بقوله: «أحيانًا يدخل الإنسان في جرم التأييد للباطل، وهو من أكبر الجرائم، من أعظم الذنوب».

كلام السيد القائد -حفظه الله- يجب أن يبقى في الأذهان، وتعلق عباراته في المؤسّسات والمنصات كخطط عملية، حتى تُكتب بمداد الوعي، ويُعلَّق في كُـلّ بيت، وفي مقدمتها كُـلّ شاشات التلفزيون، وأهمها شاشة الهاتف التي تعتبر اليوم أكثر استخداما؛ لأن دعم الباطل لا يكون فقط بالقول أَو بالمال، بل قد يكون بمُجَـرّد إعادة نشر منشور، أَو التفاعل مع محتوى مشبوه، أَو تبرير موقف ظالم باسم الحرية أَو الحياد.

إن المعركة الإعلامية اليوم ليست فيمن يملك أكثر المنصات، بل فيمن يملك البصيرة.

فالذي لا يمتلك الوعي سيصبح أدَاة في يد العدوّ من حَيثُ لا يشعر، وسيستخدم صوته وصورته و«إعجابه» في خدمة مشاريع التضليل.

أما من يملك الوعي، فإنه قادر على تحويل الإعلام إلى سلاح حق، يقاوم التضليل ويكشف الزيف ويعزز الهوية الإيمانية والوطنية.

في النهاية، تبقى محاضرات السيد القائد هي البوصلة للجميع، والخطة العملية في جميع الميادين، وعلى رأسها الإعلامي والسياسي والثقافي، حين قال:

«احذر أن تكون جنديًّا في معسكر الباطل وأنت تظن نفسك محايدًا».