• العنوان:
    استراتيجية الهُـدَن والمهادنة
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    استراتيجية العدوّ الصهيوني في جنوب لبنان وغزة هي: أنه لا يريد العودة للحرب المشتركة مجدّدًا، ولم يعد قادرًا على تحمُّلِها وتحمُّل تبعاتها، ولكن يريدها من طرفٍ واحدٍ فقط، من طرفه هو، ليحقِّقَ بها كُـلَّ أهدافه، ولكن كيف له ذلك، وما هي خططه؟
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

هو يرى أن الطرفَ الآخرَ يُظهِرُ ويؤكِّـدُ تمسُّكَه بالاتّفاق والسلام، وأنه لا يريد الحرب والقتال، ولن يعودَ إليها أبدًا؛ فيظهر للجميع ما يوهم أنّه يريد العودة للحرب ويسعى لها لولا ظروف الاتّفاق والوسطاء والتزام الطرف الآخر وتمسّكه بوقف إطلاق النار، وسدّ الذرائع، ليدفعَهم جميعًا للتمسّك أكثرَ وأكثرَ بجهود السلام واتّفاق وقف إطلاق النار والإصرار على عدم العودة للحرب أَو توفير ذرائعها وأسبابها مجدّدًا.

فيوفّر لنفسه –بمساعدة وتعاون الجميع– الفُرصةَ والحماية والأمان، وينطلق في عدوانه بكل أريحية وهدوء –فيما يسمّيه الآخرون والوسطاءُ بالخروقات– ليقتُلَ ويدمّـر ويستهدف من أراد وكيفما أراد ومتى ما أراد دون أن يتلقّى أيةَ ردود أَو يتحمّل أيةَ خسائر، بينما يبقى الآخرون يعدّون الخروقاتِ ويقدّمون الإحصاءات ويطلقون النداءاتِ والمناشدات، وحينَها تحضُرُ أمريكا وحلفاؤها ويؤكّـدون ويطمئنون الجميع بأنّ الحربَ قد توقّفت وانتهت ولن تعودَ أبدًا، وأنّ وقفَ إطلاق النار صامدٌ والهُدنة مُستمرّة.

فيما هو مُستمرٌّ في إجرامه وعدوانه بأقلّ الكُلَف والخسائر التي لا تتجاوزُ كُلفةَ الإطلاق والإقلاع والهبوط، والجميع يقولون: الحربُ توقّفت وجهودُ السلام مُستمرّة، وإنما هي مُجَـرّدُ خروقات أمنيّة يجب أن تتوقّف، وعلينا تفويتُ أية فرص يستغلُّها العدوُّ لإشعال نيران الحرب من جديد؛ التي لا يعدم مبرّراتها وذرائعها والتي لا يحتاجُ إليها أصلًا، فيكون الكلُّ قد وفّر له فرصةَ الاستمرار في تنفيذ خططه العدوانية وتحقيق أهدافه الإجرامية، وفرصة التفلُّت من تبعات السخط والإثارة والإدانة والمساءلة.