-
العنوان:الشهداء.. دمٌ يكتُبُ الخلود وعظمة لا تزول
-
المدة:00:00:00
-
الوصف:في محراب الوجدان، وحيث تصفو النفوس من غبار الدنيا وزينتها، تتردّد أصداءُ حكايةٍ لا يبلغُ جمالها وصفٌ، ولا يحيطُ بعظمتها قول؛ إنها حكاية الشهادة في سبيل الله، التي حين تُذكر يقفُ الحديثُ خاشعًا، وتلزمُ الكلماتُ أدبَ الحضرة.
-
التصنيفات:مقالات
-
كلمات مفتاحية:
فإذا أراد الوجدانُ أن يتحدث عن العظمة الحقيقية التي لا تشوبها شائبة، لم يجدْ أبلغَ من سِيَرِ الشهداء حديثًا، ولا أنقى من دمائهم الزكية تعبيرًا ورمزًا.
إنهم النبض الخالد الذي يسري في
شرايين الأُمَّــة، ويُحيي في جسدها معاني العزة والإباء.
هم الضياءُ الذي لا يخبو، سراجٌ
مضيءٌ مهما تعاقبت ليالي الظلمة واليأس، يَرسمون للأجيال طريقَ الكرامة والاستقامة
بمدادٍ من التضحية لا يُضاهيه مداد.
إن للكلمة دورًا عظيمًا في حفظ
الجميل وتخليد العطاء، وها نحن نقف اليوم أمام لوحةٍ بديعةٍ من الوفاء، نرسمُ فيها
بأحرفٍ من نورٍ وصدقٍ عن أُولئك الذين صاغوا المجدَ بأطهرِ ما يملكون.
لقد ارتقوا بإنسانيتهم إلى مصافِ الاصطفاء
الإلهي، فباعوا الدنيا الفانية واشتروا الآخرة الباقية في صفقةٍ رابحةٍ، لا
يعقدُها إلا ذو بصيرةٍ وقلبٍ سليم.
فالشهادةُ في سبيل الله هي انتصار
للحياة بأسمى معانيها.
هي انتقال من حياةٍ مُقيّدةٍ بزمانٍ
ومكانٍ، إلى حياةٍ أبديةٍ في رحاب الله، جوار ربٍ كريم.
إن هذه التضحيةَ تتجاوزُ كُـلّ حساباتِ
الربح والخسارة المادية، لتُصبحَ فعلًا إنسانيًّا نبيلًا يتجردُ فيه الإنسان من أنانيته،
ويُعلّي فيه قيمَ الحق والعدل والمبدأ على حساب ذاته.
إن الجهاد في سبيل الله - بكل أبعاده
وميادينه، هو رحلة صدق وإيمان، يتطلبُ صبرًا أيوبيًّا وعزيمةً لا تلين.
ولكن، حين يبلغُ المجاهدُ ذروةَ
العطاء، وحين يصدُقُ مع الله في نيته وعمله، فإن الشهادة تكون هي التتويج الأسمى
لهذه الرحلة المباركة.
إن فضلَ الجهادِ عظيم، ومكانةُ
المجاهدِ عالية، ولكن لا يليقُ بصاحبِ هذا الفضلِ إلا ذلك المقام العظيم وتلك
المنزلة الرفيعة التي أعدها الله للشهداء، عند ربهم يرزقون، إنها البدايةُ لحياةٍ
جديدةٍ يهنأُ فيها الشهيدُ بكرامةِ الله ورضوانه، مستبشرًا بفضلٍ ونعيمٍ لا تصفه
الألسنُ ولا تتخيله العقول، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
إن ما يُميزُ الشهيدَ روحُه ووجدانُه
الإنساني المتجرد.
إن الشهيدَ كان إنسانا يحملُ بين
جنبيه قلبًا يخفقُ حبًا لأهله، وعينًا تدمعُ فرحًا وحزنًا، ولكنه اختار بإرادَة
حرةٍ ووعيٍ عميقٍ أن يُضحي بكل هذا، حبًا لأسمى ما فيها: الحرية، الكرامة، الحق، والدفاع
عن الدين والمستضعفين.
إن الشهيدَ يمنحُنا درسًا بليغًا في
الإنسانية: أن العطاءَ الأقصى هو أن تجعلَ وجودَك جسرًا يعبرُ عليه الآخرون إلى الحياة
بكرامة.
دمُ الشهيدِ هو سِرٌّ من أسرارِ
الخلود الإنساني؛ إنه يُطهّرُ الأرض من رجسِ الظلم، ويسقي شجرةَ المبادئ لتنمو
قويةً، ويُوقظُ الضمائرَ من سباتها.
فلنحفظْ لهم هذا الجميل، ولنذكرهم
بالاقتدَاء بصدقِهم وإخلاصهم وعزيمتهم.
هم الأحياءُ بفضلِهم بيننا، وبأثرهم
في أرواحنا، وبما تركوه لنا من إرثِ العزةِ والكرامة.
فيا شهداءنا العظام، يا من ارتقت أرواحكم
لتُعانقَ الملكوت، لن ينسى الوفاءُ أسماءكم، ولن يخبو العرفانُ بجميلكم.
أنتم لغتنا الأبلغ في الحديث عن
الكرامة والعزة، وأنتم مدرستنا التي تُعلّمنا أن الشهادة في سبيل الله هو أسمى
صورِ الحياة.
سلامٌ عليكم في الخالدين، وعهدٌ على الوفاء، وسيرٌ على ذات الدرب حتى يُزهرَ النصرُ الذي رويتموه بدمائكم.
تغطية إخبارية | صنعاء تُرعب نتنياهو.. والرياض تُطمئنه _ واشنطن تقدم خطة ترضي موسكو على حساب كييف | مع زكريا الشرعبي، و عادل شديد، و سمير أيوب 01-06-1447هـ 21-11-2025م
🔵 تغطية إخبارية | حول آخر التطورات والمستجدات في غزة وسوريا والمنطقة | مع عمر عساف و فارس احمد و د.طارق عبود 01-06-1447هـ 21-11-2025م
تغطية إخبارية | حول آخر التطورات والمستجدات في غزة ولبنان | مع خليل نصر الله و مصطفى رستم و راسم عبيدات 29-05-1447هـ 20-11-2025م
الحقيقة لاغير | اليمن يحقق انتصارات في المعركة الأمنية ضد العدو الإسرائيلي | 27-05-1447هـ 18-11-2025م
🔵 الحقيقة لاغير | المجرم نتنياهو يصف #اليمن بالخطر الكبير جدًا على "إسرائيل" .. ماهي الأسباب والأسرار ؟ | 11-05-1447هـ 02-11-2025م