• العنوان:
    إخصائية تحذر: المراهقون معرضون لإدمان مواقع التواصل وخطر الهوس بالإعجابات
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    حذر خبراء في علم نفس الطفل من مخاطر الإدمان على مواقع التواصل الاجتماعي وتأثيرها على الأطفال والمراهقين، مؤكدين أن هذه المنصات الرقمية أصبحت تشكل تهديداً حقيقياً على صحة أبنائنا النفسية والجسدية، بالإضافة إلى تأثيرها على العلاقات الأسرية والاجتماعية.
  • كلمات مفتاحية:

وأكدت الدكتورة هدى ناجي، أخصائية علم نفس الطفل، أن هناك إدماناً واضحاً للأطفال والمراهقين على مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرة إلى أن الفراغ وقلة البدائل الترفيهية أو التعليمية يدفع الشباب للانخراط بشكل مفرط في هذه المواقع.

وأضافت في لقاء مع قناة المسيرة، صباح اليوم الأربعاء، ضمن برنامج "نوافذ" أن هذا الإدمان يجعل الأطفال يشعرون بأنهم يفقدون شيئاً مهماً إذا غابوا عن متابعة ما يُنشر على الإنترنت، سواء ساعة أو يومًا كاملًا.

وأوضحت أن الإدمان لا يقتصر على متابعة المحتوى فقط، بل يمتد إلى هوس التصوير ومشاركة كل لحظة من حياتهم اليومية، بما في ذلك المشاعر والتجارب الشخصية، سعياً وراء الإعجابات والتعليقات التي تمنحهم شعوراً زائفاً بالقيمة الذاتية.

وأشارت الدكتورة هدى إلى أن عدد الإعجابات والتعليقات أصبح مؤشراً خاطئاً لتقدير الذات لدى الأطفال والمراهقين، مشيرة إلى أن هؤلاء الشباب يربطون قيمة أنفسهم بما يحققه محتواهم من تفاعل افتراضي، وهو ما قد يؤدي إلى هشاشة نفسية عند انخفاض التفاعل أو التعليقات السلبية.

وأكدت أن الافتقار إلى احتواء عاطفي ودعم نفسي داخل الأسرة والمدرسة يدفع الأطفال إلى البحث عن الاهتمام والتقدير عبر العالم الافتراضي، مما يجعل حياتهم الشخصية مرتبطة بشكل مباشر بالفضاء الرقمي دون حماية كافية.

وأضافت أخصائية علم نفس الطفل، أن الإدمان على هذه المواقع لا يؤثر فقط على الجانب النفسي، بل يمتد ليشمل الصحة الجسدية للأطفال والمراهقين، نتيجة السهر الطويل، الجلوس المتواصل أمام الشاشات، والتعرض المستمر للضوء المنبعث من الأجهزة الإلكترونية، ما قد يؤدي إلى إرهاق بصري وعصبي، وقلة نشاط بدني، وتغير في نمط النوم.

ولفتت إلى أن التنمر الإلكتروني أصبح ظاهرة متزايدة، حيث يمكن أن تؤثر التعليقات السلبية على الصور أو الفيديوهات على شعور الطفل بالأمان، وتزيد من التوتر النفسي وفقدان الثقة بالنفس.

وأكدت الدكتورة هدى أن الأسرة تشكل خط الدفاع الأول ضد مخاطر مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال مراقبة استخدام الأطفال للإنترنت، توجيههم نحو بدائل مفيدة لشغل وقت الفراغ، وتوعيتهم بالمخاطر النفسية والاجتماعية.

وبينت أن المدارس تلعب دوراً مهماً في تثقيف الطلاب حول الاستخدام الآمن للإنترنت ومواقع التواصل، وأهمية بناء تقدير ذات حقيقي بعيداً عن العالم الرقمي.

وأوصت الخبيرة النفسية بضرورة توفير بدائل صحية وهادفة لشغل أوقات فراغ الأطفال والمراهقين، مثل:

الأنشطة الرياضية.

الفنون والهوايات (الرسم، الموسيقى، الشعر، الكتابة).

المشاريع الاجتماعية والتطوعية.

وأفادت أن هذه البدائل تساعد الأطفال على تنمية ثقتهم بأنفسهم بشكل طبيعي، بعيداً عن الاعتماد على الإعجابات والتعليقات الافتراضية.

وقالت أخصائية علم نفس الطفل، إن مواقع التواصل الاجتماعي، رغم فوائدها التعليمية والاجتماعية، تمثل تحدياً كبيراً إذا لم يُستفد منها بشكل آمن ومسؤول. كما شددوا على أن وعي الآباء والمربين، والمراقبة الذكية، وتوفير البدائل المناسبة للأطفال، تشكل الركيزة الأساسية لحماية الجيل القادم من آثار الإدمان والتأثير النفسي والاجتماعي السلبي.