• العنوان:
    المقاطعة الاقتصادية: سلاحُ الوعي في وجه مصانع الموت
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    يا أبناءَ اليمن في المدن والقرى، يا من تكسبون لقمة العيش وتدخرون لقمةَ الغد، اسمعوا كلامًا ينبع من الواقع والضمير:
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

في زمن تُدار فيه الحروب أحيانًا من مكاتب الشركات قبل أن تُدار من غرف العمليات، تصبح المقاطعة الاقتصادية جبهة مقاومة موازية لا تقلُّ تأثيرا عن جبهات القتال.

الرصاصة قد تُسكت جنديًّا، لكن الوعي الاستهلاكي يضرمُ نارًا في حسابات المعتدي ويقوّض اقتصاد القامع.

حين يشتري أحدنا منتجًا يغذي آلة العدوّ - صهيونيًّا أكان أم شركات تدور في فلك سياسات تُمثّل سفك الدماء - يتحوّل جزء من ثمنه إلى تمويلٍ لصناعات تقتل أطفالا في غزة أَو تلقي قنابل على أرضنا.

لذا، فالمقاطعة ليست مُجَـرّد امتناع عن الشراء؛ إنها موقف أخلاقي ووطني يرفض أن نكون شركاءً في تمويل آلة القتل.

المقاطعة ليست تعبيرًا عن كراهية، بل خيار حياة وكرامة: تقول للعدو بصوتٍ واحدٍ من اليمن - من صنعاء إلى عدن، ومن تعز إلى صعدة - لن نصنع لكم أرباحًا لصنع موتنا.

وتقول لأنفسنا: لا زالت فينا مناعة عقلية، ووعيٌ قادر على التفريق بين ما يكرّمنا وما يخوننا.

التجارب التاريخية أثبتت هشاشة اقتصاد المعتدي أمام خسائر السُّمعة والأسواق.

الشركات الكبرى ترتجف حين ترى شعوبًا تُدير ظهرها لمنتجاتها؛ إنها معركة الإيرادات، وكل ريال لا يذهب إلى جيوبها هو ضربة في صدر الاستكبار.

لكن المقاطعة يجب أن تتحول إلى سلوك طويل النفس، لا حالة عاطفية عابرة.

تحتاج إلى توعية مُستمرّة، وتربية استهلاكية رشيدة، وتوجّـه واضح نحو صناعة بدائل وطنية تلائم حاجاتنا وتليق بكرامتنا.

البدائل المحلية ليست رفاهية؛ إنها استثمار في الاستقلال والقدرة على الصمود.

المقاطعة فعل حضاري مقاوم - الوجه الاقتصادي للجهاد الوطني - وصوت شعب لا ينبغي أن يخفت، حتى لو هدأت المدافع أَو توقفت الغارات.

فممارستها في الأسواق والمحلات والبيوت، في المدارس والجامعات، هي رسالة يومية: لن نشارك في صنع موتنا، ولن نمول من يعادينا.

يا مجتمعنا اليمني العظيم، لنثبت أن الانتقام الاقتصادي من آلة العدوان ممكن ومؤثر.

لنمتنع عن شراء ما يعين العدوّ على حصارنا وقصفنا، ولنَعمَل معًا على بناء سلاسل إنتاجية محلية، ودعم المشاريع الوطنية، وتعزيز ثقافة الاستهلاك الواعي.

المقاطعة خيار حضاري، وواجب وطني.

فلتكن سكينًا يقص أرباح الظالمين، ولم تكن مُجَـرّد شعارات تُنسى مع أول اختبار.

تغطيات