• العنوان:
    الغماري بذلٌ وعطاء
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

بكيل همدان عمير

منذ اليوم الأول لمعركة «طوفان الأقصى» في السابع من أُكتوبر، اليوم المحمدي الذي شعّ بأنوار الحرية، وفاح بالضربات النورانية الحيدرية، النابعة من صرخات المظلومية الفلسطينية العربية الإسلامية، واليوم الجهنمي على العدوّ الإسرائيلي المجرم.

برز الموقف اليمني المحمدي نصرةً للشعب الفلسطيني، في ظل صمتٍ عربيٍّ وإسلاميٍّ مخزٍ على جرائم الاحتلال الوحشية بحق هذا الشعب المجاهد.

لقد ساند اليمنُ غزة بكل ما يستطيع، وعلى كُـلّ المستويات.

وموقفُ اليمن ليس نابعًا من تفاعل عاطفي عابر، ولا من حساباتٍ سياسية مؤقتة، بل هو موقفٌ إيمانيٌّ راسخ، مستمدٌّ من عقيدةٍ صافية، مصدرها الله سبحانه وتعالى والقرآن الكريم.

والشاهد على صدق هذا الموقف هو قافلة الشهداء العظماء:

حكومةٌ بأكملها قدّمت أرواحها فداءً للقدس وغزة، على رأسهم الشهيد المجاهد الكبير محمد غالب الرهوي، وعددٌ من رفاقه الوزراء، وكذلك رئيس هيئة الأركان العامة، الشهيد المجاهد الكبير محمد عبدالكريم الغماري.

سلام الله على أرواحهم الطاهرة الزكية، ورضوانه وبركاته.

كان الشهيد الغماري نموذجًا إيمانيًّا رفيعًا، يسير بمنهجٍ قويمٍ وراق.

كان قريبًا من الناس، دائمًا يُحلّ مشاكلهم، ويتفقّد أحوالهم، فسلام الله على روحه الطاهرة، التي عاشت لله وماتت في سبيله.

ينتمي الشهيد الغماري - رحمه الله - إلى مسيرةٍ قرآنيةٍ عظيمة: مسيرة البذل والعطاء.

هو ورفاقه المجاهدون الذين ارتقوا شهداء، والذين ما زالوا على نفس الطريق، لا غرابة أن يستُشهد هذا أَو ذاك، فإنهم قومٌ باعوا أنفسهم لله، ونذروا حياتهم لنصرة دينه، ودعم المستضعفين في كُـلّ بقاع الأرض.

وكلما تذكّر الغماري - أَو أي مجاهدٍ صادق - قولَ الله سبحانه وتعالى:

﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أنفسهُمْ وَأموالهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۚ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالقرآن ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾

انطلق لا يبالي بالموت؛ لأن الشهادة في سبيل الله هي الحياة الأبدية.

فهم الأحياء عند ربهم، كما قال جلّ وعلا:

﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾

نحن جنودُ الله، نهجُنا القرآن، وطريقُنا الجهاد في سبيله، وثقافتُنا الشهادةُ في سبيله.

فسلام الله على جميع الشهداء العظماء الأبرار، وسلام الله على السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، حفظه الله للأُمَّـة أجمع، والنصرُ ليمن الإيمان والحكمة، والنصرُ لكل أحرار الأُمَّــة.

تغطيات