• العنوان:
    حَلٌّ يمني للخِداع السعودي
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    «باشره بالموت يقنع بالعافية» مَثَلٌ يمنيٌّ عريق يختزل حكمة الأجداد في التعامل مع العدوّ الغادر، المكّار، المراوغ؛ ذلك الذي يتهرب من الحلول السلمية العادلة، ويتذرّع بالأعذار الواهية، مستثمرًا الوقتَ لتأجيل الاستحقاقات وخداع الخصم.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

وسبب استحضارنا لهذا المثل اليوم هو ما يعيشُه الشعب اليمني من أوضاع معيشيةٍ مأساوية، جرّاء العدوان والحصار المفروض عليه منذ عشر سنوات من قِبل الجارة السعوديّة وتحالفها المشؤوم.

فلما أدركت المملكة هزيمتها وانهيارَ مشروعها العدائي، سارعت إلى طلب هُدنة مع القيادة السياسية في صنعاء، متّخذةً من "الجنوح للسلم" ستارًا للخداع والمماطلة.

فانطلقت المفاوضات، وعُقدت الحوارات الفارغة تحت رعاية أممية، لا لحلّ الأزمة، بل لشراء الوقت وتحقيق أهداف خفية.

واليوم، بعد أربع سنوات من الاتّفاق على "خارطة طريق" للحل الشامل، نعيش في حالة "لا سلم ولا حرب"، نعاني فيها أشدَّ أنواع المعاناة؛ بسَببِ تعنت المملكة ومماطلتها في تنفيذ ما التزمت به، تنفيذًا لأجندة العدوّ الأمريكي والصهيوني، التي تهدف إلى إخضاعنا، وإجبارنا على التخلّي عن دعم إخوتنا الفلسطينيين في غزة، والانسحاب من مواجهة قوى الهيمنة العالمية: أمريكا، والصهاينة، والغرب الاستعماري.

وما عجزوا عن انتزاعه بالحرب، يسعون اليوم لانتزاعه عبر "سلامٍ كاذب"، كما يجري في اليمن، أَو يُخطط له في غزة وجنوب لبنان.

لسنا عاجزين عن تأديب العدوّ الأمريكي والصهيوني وأدواته في المنطقة.

وقد جرّبونا في معارك سابقة - سواء في العدوان الأول أَو في دعمنا لإخوتنا في غزة - فذاقوا مرارة بأسنا برًّا وبحرًا وجَوًّا.

والعودة إلى المَثَل اليمني «باشره بالموت يقنع بالعافية» لا تعني دعوةً إلى التشاؤم أَو الاستسلام، بل هي فلسفةٌ عمليةٌ عميقة: فمواجهة فكرة الموت بصدقٍ وشجاعة هي السبيل الوحيد لعيش حياةٍ كريمة، قائمةٍ على الرضا والقناعة.

فالعدوّ لا يُقنعه الكلام، بل يُقنعه أن تُريَه أنك مستعدٌّ للموت في سبيل الحق.

حينها فقط، يوقنُ أن أوهامَه قد سقطت، وأن تآمُراته على الجبهة الداخلية قد فشلت، وأن ثمرة المواجهة بالنسبة لك - أيها اليمني - ليست مرّة، بل حلوة: خلاصٌ، وانتزاعٌ للحقوق، وعيشٌ في أمنٍ واطمئنان.

«ماذا يعني يقنع بالعافية؟»

يعني أن العدوَّ - الأمريكي، السعوديّ، الإماراتي - حين يُدرِك أنك جدّيٌّ في المواجهة، ويحسُّ بالخطر الحقيقي، سيصحو من أوهامه، ويتراجعُ عن مراهناته، ويُقرّ أنك لستَ قابلًا للانكسار.

خاتمة:

«باشره بالموت يقنع بالعافية» ليس مُجَـرّد قولٍ شعبي، بل دستورٌ في مواجهة الأعداء، وقطع الطريق على مراوغاتهم، وانتزاع الحقوق منهم بالـصَمِيل.. ذلك الصَّمِيل الذي أذلّ رقاب الطغاة والجبابرة، وجعل من اليمن قلعةً لا تُقهَر.

صَمِيل القدرات العسكرية اليمنية المباركة، وسواعد أبطال الإيمان، وقيادة القائد الحيدري الكرار، قائد معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي (سلام الله عليه وحفظه).

الحق واضحٌ كالشمس في وسط النهار: العدوّ الغاشم لا يعرف إلا لغة القوة.

فلا يُجدي معه الاحترام، ولا تنفعه المجاملة.

وإذن، فلْنَعُدْ إلى طريق المجد:

طار المسيَّر، يقصف المهفوف، والعين بتشوف.

وسلّم نفسَك يا سعوديّ؛ فأنت محاصَر.

تغطيات