• العنوان:
    قراءة تحليلية في مقابلة سماحة الشيخ نعيم قاسم
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    في مقابلة متميزة، حملت من العمق والوعي ما يجعلُها درسًا في السياسة والمقاومة معًا، أطلّ سماحة الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم (حفظه الله وأطال في عمره)، ليقدّمَ جُرعةَ وعيٍ عالية المستوى، جمعت بين الواقعية الميدانية والحكمة العقائدية التي تخاطب عقل المقاومة وقلب جمهورها في آنٍ واحد.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

من خلال كلماته الهادئة والواضحة، وضع سماحته العدوّ الصهيوني أمام تيهٍ تحليليٍ عميق؛ إذ لم يستطع الكيان أن يفكّ شيفرة الرسائل التي تضمّنتها المقابلة، فكلّ حرف كان محسوبًا، وكلّ إشارة حملت بعدًا سياسيًّا وأمنيًّا في آنٍ معًا.

أوضح سماحته أن مرحلة التعافي لدى حزب الله أصبحت مكتملة، وأن المقاومة اليوم في جهوزية تامة على المستويين العسكري والميداني، بعدما تجاوزت تبعات العدوان والتحديات، لتثبت مجدّدًا أنها قادرة على الصمود والتصدّي كما كانت دائمًا.

هذه الجهوزية لم تكن وليدة اللحظة، بل هي امتداد لمسارٍ طويل من الثبات والثقة بالنصر.

وفي مقاربته لموضوع حرب الإسناد، أكّـد الشيخ قاسم أن القرار فيها هو قرار شرعي وأخلاقي بالدرجة الأولى، وأن هذا التكليف لا يُقاس بالمكاسب أَو الخسائر، بل بمقياس الواجب الإيماني والإنساني، قائلًا بوضوح: لو عدنا إلى الوراء لاخترنا القرار ذاته.

أما في ما يتعلق بملف الحرب واحتمالات تجدِّدُها؛ فقد أشار سماحته بوضوح إلى أن القرار في يد الأمريكي والإسرائيلي، وأن الإدارة الأمريكية باتت مقتنعة بأن الحرب لن تحقّق أهدافها، لذلك لجأت إلى سياسة الضغط والتصعيد والخرق المتكرّر للاتّفاقات، فيما يبقى القرار بتوسيع رقعة الحرب رهن الحسابات السياسية لدى القيادة الإسرائيلية.

وفي الشأن الداخلي، تناول سماحته العلاقة مع حركة أمل والرئيس نبيه بري، مؤكّـدًا أنها علاقة فريدة واستراتيجية تمتد عبر عقود من الزمن، وهي عصيّة على الاهتزاز مهما حاولت بعض الأطراف الاستثمار فيها.

كما أشار إلى أن أبواب المقاومة مفتوحة للجميع، ومن أراد العلاقة بها فالميدان متاح، لأن المقاومة لا تحتكر الوطن بل تحميه.

أما بشأن العلاقة مع رئيس الحكومة نواف سلام، فأكّـد سماحته على نهج الإيجابية والانفتاح، قائلًا: نحن نريد التعاون لا الخلاف، ونرغب في وحدة البلد ونجاح الحكومة اللبنانية.

وهو بذلك يضع المصلحة الوطنية فوق كُـلّ الاعتبارات السياسية، في رسالة تُظهر مدى المرونة المسؤولة التي يتعامل بها الحزب مع السلطة التنفيذية رغم التباينات في الرؤى.

وفي حديثه عن رئيس الجمهورية، أشار سماحته إلى أنه بدوره يتعرّض لضغوط من الجهات الساعية لمحاصرة المقاومة، إلا أن العلاقة معه تبقى جيدة ومتوازنة، لأن المعيار لدى حزب الله هو الثبات على الخط الوطني الرافض للإملاءات الخارجية.

كما لم يغفل سماحته عن توجيه نقد لاذع لأداء الحكومة اللبنانية، معتبرًا أن عليها أن تتحَرّك بفاعلية أكبر، لأن الآلية الحالية (الميكانيزم) لم تنتج سوى ما يخدم مصالح العدوّ الإسرائيلي.

وفي ما يخص العلاقة مع السعوديّة، جدد سماحته الموقف الواضح: ليس لدينا مشكلة مع أحد باستثناء أمريكا وكيان الاحتلال، نافيًا وجود أي تواصل سعوديّ حقيقي، لكنه فتح الباب أمام أي انفتاح صادق لا يستهدف المقاومة أَو ثوابتها.

وفي المقابلة، توقّف سماحته عند شخصية توماس بارك، المبعوث الأمريكي، واعتبر أنه من بين أكثر المبعوثين وضوحًا لأنه فضح السياسات الأمريكية العدوانية تجاه لبنان.

وهنا طرح سؤالًا محرجًا على من يدّعون الوطنية: هل ما كشفه بارك يُعدّ انتهاكا للسيادة اللبنانية أَو إدانة لواشنطن؟

* باحث وكاتب عراقي


تغطيات