• العنوان:
    جرادات: العدو يريد فرض واقع جديد مستغلاً ضعف الوسطاء وحرص المقاومة على صون الدم الفلسطيني
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    متابعات | المسيرة نت: قال الباحث السياسي والكاتب محمد جرادات إن العدو الصهيوني يتصرف وفق برنامج واضح يستند إلى رفض الالتزام بالتعهدات والاتفاقات، مؤكِّدًا أن هذا السلوك ليس جديدًا على الكيان، بل هو جزء من تكوينه النفسي منذ نشأته.
  • كلمات مفتاحية:

وأضاف جرادات في مداخلة خاصة على قناة المسيرة أن "العدو يتجنَّب الالتزام بأي اتفاق مع الآخرين، فكيف به مع الشعب الفلسطيني المستضعف في غزة بعد أحداث السابع من أكتوبر".

وأوضح جرادات أن الكيان الصهيوني يسعى حاليًا لفرض قواعد اشتباك جديدة تستند إلى استغلال شلال الدم الفلسطيني وتحويله إلى نقطة ضعف في خاصرة القضية الفلسطينية وفي عقل المفاوض الفلسطيني وسياسة المقاومة.

وأشار إلى أن شدة "الدماء والضحايا كانت أكثر مما كان متوقَّعًا في جميع الظروف، ما جعل إنهاء الحرب أولوية بالنسبة للمقاومة الفلسطينية، وهو ما يدركه هذا العدو المجرم ويستغله في أجواء محلية وإقليمية وعالمية بهدف فرض حالة من الاعتداءات المقبولة لدى كل الأطراف، كما ظهر في استهداف مخيم النصيرات، رغم إدراك الاحتلال أن ذلك لن يؤدي إلى انفجار الأحداث."

وتابع قائلاً: "إن العدو لا يسعى فعليًا لانهيار الاتفاقات القائمة، بل يريد فرض واقع جديد"، مؤكدًا أن الكيان وصل إلى اتفاق وقف النار لأنه يريد ذلك استراتيجيًا وجذريًا، مدعومًا من عناصر داخل ما يُعرف بـ«الدولة العميقة» في الولايات المتحدة، التي تعمل على استمرار الوضع، خاصة بعد حالة الهستيريا التي ضربت مفاصل الكيان ونسيجه النفسي منذ السابع من أكتوبر.

وعن مسألة الذرائع أكد جرادات أن الاحتلال الإسرائيلي ليس بحاجة إليها، فهو يعمل وفق برنامج واضح.

وأضاف أن الوسطاء الدوليين الذين يديرون ملف المفاوضات يمثلون نقطة ضعف في برنامج المقاومة وسياساتها، لأنهم لا يتصرفون بنزاهة ولا يستفيدون من أوراق القوة التي مُنحت لهم، وهو ما يجعل بعض السياسات المضادة للكيان الصهيوني مقيدة.

وأشار جرادات إلى أن أي خطاب سياسي يتحدث عن الذرائع أو تبرير العدوان لا ينبغي أن يكون موجودًا، لأن التعامل مع البرنامج الإسرائيلي الذي يحدد قواعد اشتباك جديدة يقوم على العدوان وقبول الضحايا مشابه لما يحدث في لبنان منذ عام تقريبًا.

وبيّن أن القبول السياسي لهذه القواعد يساعد الاحتلال بطريقة غير مباشرة على الاستمرار في استهداف المدنيين والمناطق، وقد يؤدي إلى عدم انسحابه من "المنطقة الصفراء" خلال فترة قريبة.

وحول تقييم ما تم تنفيذه من اتفاق وقف النار بعد نحو أسبوعين من دخوله حيز التنفيذ، أوضح جرادات أن المقاومة الفلسطينية عملت ضمن حدودها، وأن الاحتلال لم يُلزِم نفسه فعليًا ببنود الاتفاق.

وقال إن المقاومة لا تتلاعب بقضية الجثامين الإسرائيلية، مشيرًا إلى دخول وفد من المقاومة مع الصليب الأحمر إلى منطقة "الخط الأصفر" للوصول إلى بعض جثامين الأسرى الصهاينة.

وأكد جرادات أن تهديدات الاحتلال بقطع الإمدادات الغذائية لمدة 24 ساعة تأتي في إطار الضغط على المقاومة، ضمن ما يعتبره الاحتلال التزامات أمريكية تجاه ملف الجثامين، موضحًا أن خيارات المقاومة محدودة في هذا السياق.

وتطرّق في ختام حديثه للمسيرة إلى أن دخول بعض الآليات والمعدات قد يسهم في تسهيل الوصول إلى مزيد من الجثث.