• العنوان:
    حراك أمريكي ونزاع داخلي صهيوني ومقاومة فلسطينية مستمرة
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    تشهد العلاقات الأمريكية – الصهيونية سلسلة زيارات متتابعة، تعكس أن مهمة واشنطن تتجاوز إطار اتفاقات سابقة لتصبّ في إدارة أزمة تداعيات الفشل في غزة والمنطقة.
  • كلمات مفتاحية:

من بيفانس إلى ماركو روبيو، مرَّت الأنغام داخل الساحة الصهيونية من تصفيق حار في خطاب قبل قمة شرم الشيخ إلى صدام وعنف ونقاش طويل حول «اليوم التالي» في الكيان المحتل.

وأكد تقرير متلفز لقناة المسيرة، أن اليمين الصهيوني، وبخاصة الائتلاف الذي يقوده نتنياهو، لا يعترف بهزيمته بسهولة؛ إذ يعمل على تشكيل خطاب يستجلب القاعدة الانتخابية ويقدم الحضور الأمريكي كعنصر مكمّل لمشهد لم يكتمل بعد.

وفي هذا الإطار، تسمح واشنطن أحيانًا بتصعيد عسكري عبر القصف، وأحيانًا أخرى بسياسات مثل إغلاق المعابر إلى القطاع. غير أن هذا التوازن المتأرجح لا يصمد أمام الضغوط الداخلية، كما ظهر في مشهد المواجهة داخل الكنيست.

خلال زيارة روبيو إلى ما يُسمى «مركز التنسيق الأمريكي» الذي يضم قوات أمريكية، عيّنت واشنطن سفيرها ستيفن فاغن (الذي يقيم في الرياض) على رأس إدارة مدنية للمركز.

تقول الولايات المتحدة إن هذا الموقع لا يلغي مهام فاغن كسفير لها لدى اليمن، على الرغم من أنه لم يدخل الأراضي اليمنية منذ تسميته، ما يضخ صبغة جديدة في دوره ويزيد من اتصاله بالأطراف الإقليمية.

تشكل السعودية حلقة وصل علنية، حيث تمثل منصة للنفوذ الأمريكي عبر أدوات محلية تعمل داخل بيئات سياسية واجتماعية هاربة إلى دائرة النفوذ.

تبرز هنا مهمة التحريض والتمويل والغطاء اللوجستي التي تُنسب للسعودية، لتمرير تأثيرات على ساحات مثل غزة وصنعاء وبيروت وبغداد، وربما عواصم أخرى.

على النقيض، نجح الفعل الدبلوماسي والسياسي للفصائل الفلسطينية في بلورة «اليوم التالي» لغزة عبر تفاهمات داخلية، أبرزها اجتماع القاهرة الذي جمع الفصائل وممثلين عن منظمة التحرير وأجنحة وطنية أخرى، هذا الإجماع وضع مسارًا يرفض أي إدارة خارجية لملف القطاع.

وتؤكد مصادر متطابقة، ومواقف حماس الرسمية، أن اجتماع القاهرة توّج بتوافق مثمر، اللافت أن سلطة محمود عباس تلتجئ إلى حماس لحمايتها من ممارسات الإقصاء الإسرائيلية والأمريكية، رغم الاتهامات المتبادلة والمناخ المظلم من المناورات الخارجية.

إن الطريق إلى غزة لا يمر إلا بموافقة المقاومة العليا؛ وعلى واشنطن اختبار حدود تحركاتها: رمي أحجار في الماء لقياس الموجة لا يضمن بالضرورة نجاح العودة إلى عدوان مفتوح.

وفي المقابل، تبدو واشنطن حريصة على حماية السفاح نتنياهو من السقوط عبر إدارة تداعيات إشراك دول عربية وتوزيع الخسائر المحتملة.