• العنوان:
    بركات: تحويل المساعدات إلى ابتزاز سياسي وإفساد دور "الضامن" يدعوان إلى موقف فلسطيني مقاوم
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    خاص | المسيرة نت: قال الكاتب والصحفي الفلسطيني خالد بركات في حديثه إن ما يجري في قطاع غزة ليس موجة عابرة من الأعمال العدائية، بل هو استمرار لعدوان منظّم يستخدم أدوات متعددة، من بينها تحويل المساعدات واحتجازها إلى وسيلة ابتزاز سياسي تهدف إلى الحصول على تنازلات مجانية من المقاومة.
  • كلمات مفتاحية:

وأكد بركات في مداخلة خاصة على قناة المسيرة أن هذه “المساعدات” ليست هبات من العدو أو مكرمات من الولايات المتحدة، بل هي مستحقات لشعب فلسطيني يُحرَم منها عمداً عبر سياسات تقييد المعابر وتوقيت فتحها وإغلاقها بحسب مصالح العدو.

وشدّد على أن التعامل الدولي الرسمي مع ملف وقف إطلاق النار في مناطق الاشتباك، ولا سيما في لبنان وقطاع غزة، قد أُجهض دوره الفعلي عبر منح الولايات المتحدة ودول عربية محددة صفة “الضامن”، وهذه الصفة، بحسب بركات، “مضحكة” في ظل كون الولايات المتحدة جزءاً من منظومة العدوان نفسها، وأن ما يُطرَح إعلامياً من بيانات لن يغيّر من حقيقة أنها ليست وسيطاً نزيهاً أو ضامناً للحقوق.

ورفض بركات مناشدات المجتمع الدولي التقليدية والانتظار وراء “الوساطات” التي لا تحمل آليات ضغط حقيقية على الكيان الصهيوني، داعياً بدلاً من ذلك إلى تصعيد شعبي وسياسي واضح ومحدّد زمنياً، متابعاً حديثه قائلاً: “يجب أن تُصدر مواقف جادة وحقيقية بزمنية تقول للعدو الإسرائيلي إننا لن نحتمل هذا الأمر”.

وأضاف أن ثبات الموقف الشعبي والدولي لا ينبغي أن ينخفض، وأن تكون المواقف الفلسطينية موحّدة وذات أثر عملي.

وأشار بركات إلى أن تجربة لبنان تحذيرية قائلاً: “نحن اليوم بعد 11 شهراً على وقف إطلاق النار في لبنان، فهل توقف العدوان الإسرائيلي؟ لا. هناك نحو 5000 خرق إسرائيلي للاتفاق، وأكثر من 300 لبناني اغتيلوا بطائرات مسيّرة”، مستهجناً موقف الولايات المتحدة حين تنصلت من مسؤولياتها كـ“ضامن”، واتهمها بأنها تنصلت قائلة: “أنا لست ضامناً لهذا الاتفاق”.

وتوقف بركات عند حادثة اغتيال أحد قيادات سرايا القدس، معتبراً أن التبرير الإسرائيلي القائل إن المستهدف “كان يفكر في القيام بعمليات” لا يقلّل من مسؤولية الاحتلال، بل يكشف عن إذلال متعمد لكرامة الدم الفلسطيني وشيطنة لحق المقاومة.

وأكد أن مثل هذه الممارسات تُظهر أن العدو لا يكتفي بالقتل الميداني، بل يعمل على تهشيم منظومات الحق السياسي والرواية الوطنية.

وفي ضوء ذلك، اعتبر بركات أن حق المقاومة في إعادة حساباتها يظل حقّاً مشروعاً في مواجهة من لا يلتزم بالاتفاقيات.

ووجّه بركات انتقادات حادة إلى ما وصفه بـ“تعطّل صياغة القرار الوطني”، متسائلاً عن موقع منظمة التحرير حين كان الشعب الفلسطيني يُستباح يومياً: “عندما يُقال إننا نُوكل هذه المسائل لمنظمة التحرير باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد، أين كانت المنظمة بينما شعبنا يُذبح على مدار الساعة؟”

ودعا إلى إعادة بناء جبهة وطنية فلسطينية موحّدة تتحمّل مهمة التحرير والعودة من النهر إلى البحر، معتبراً أن وهم “الدولة الفلسطينية” قد جرى ترويجه على مدى أربعة عقود كذريعة أو وهم أدّى إلى تفتيت المشروع الوطني.

ورغم دعوته للوحدة، شدّد بركات على أن هذه الوحدة يجب أن تكون بقيادة خيار المقاومة، وليس عبر صياغات تقليدية تُعيدنا إلى “متاهات داخلية” أو تسمح للخصومات الحزبية بأن تُضعف القرار الوطني.

وذكر أن المخرجات السياسية لاتفاق القاهرة وما تلاه حوت “ألغازاً سياسية” ينبغي التعامل معها بحزم، وأن أي جبهة وطنية ينبغي أن تُبنى على أساس مواقف واضحة وقرارات قابلة للتنفيذ.

وحذّر بركات من أن ما أسماه “الألغام السياسية” أخطر من الألغام الميدانية، فالأولى قد تدمر المشروع الوطني وتُعيد الشعب لسنوات من حالة الانكسار.

وبيّن أن العدو الإسرائيلي لا يلتفت عادةً إلى بيانات التنديد، لكنه يلتفت إلى مواقف المقاومة العملية والموحّدة التي تضع سقفاً زمنياً وتترجم الموقف السياسي إلى عمل شعبي وميداني يضغط على الأطراف الوسيطة والداعمة.

ووجّه بركات أيضاً رسائل للأنظمة العربية الرسمية، منتقداً إما صمتها أو تطبيعها أو تهاونها عن اتخاذ مواقف حاسمة، وقال إن المطلوب من هذه الأنظمة أن تنهض وتُدرك خطورة ما يحدث في فلسطين، وألا تعتبر أن المواجهة انتهت بمجرد جولة، مختتماً حديثه بالتأكيد على أن "ثمن صمت هذه الأنظمة هو استمرار محاولات العدو والحلف الأمريكي-الإسرائيلي لحصد مزيد من المكاسب على حساب دم الفلسطينيين".