• العنوان:
    اليمن.. أوتادُ الإيمان والنصر والتضحية والاستشهاد لنصرة غزة
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    إن المشاهدَ الأليمة التي توالت على غزة، والحصار الظالم المضروب عليها، والدمار الشامل الذي طال كُـلّ شيء فيها، لم تكن مُجَـرّد أحداث عابرة في ضمير الأُمَّــة، بل كانت محكًّا حقيقيًّا لإيمانها وإرادتها.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

وفي خضم هذا المشهد المؤلم، برز الموقف اليمني شامخًا كالجبل الأشم، رافضًا القعود والخنوع، ممثلًا لضمير الأُمَّــة النابض، ومتجرِّدًا من كُـلّ حسابات المصالح الضيقة.

فقد قرّر اليمن، يمن الإيمان والحكمة، بقيادته وشعبه، رسميًّا وعمليًّا، الوقوف إلى جانب غزة مساندةً ونصرةً، مؤمنًا بأن هذا طريق الحق، غير عابئٍ بالنتائج المتوقعة، ومستعدًّا لدفع الثمن مهما عَظُمَ وغلا.

وكان هذا القرار انعكاسا طبيعيًّا لعقيدةٍ راسخة، وقلوب عامرة بحب الله ورسوله، ونفوسٍ أبت إلا أن تكون في خندق المظلومين والمستضعفين.

وانطلاقا من هذه القناعة الجازمة، واليقين الراسخ بموعود الله تعالى، أصبح العشق للتضحية سمةً بارزةً في هذا الشعب الأبي.

فلم تعد التضحية مُجَـرّد فعل استثنائي، بل تحولت إلى ثقافة راسخة: يتناقلها الناس في مجالسهم، وتربي عليها الأسر أبناءها، وتتغذى عليها همم الشباب.

لقد أدرك اليمنيون أن الشهادة في سبيل الله ليست مصيرًا مُرعبًا، بل هي غاية الطموح، وأسمى أماني المؤمن الصادق.

فأصبح آلاف الشباب المجاهدين يتسابقون إلى ميادين الشرف، لا يرهبون الموت، بل يرجون ما عند الله من أجرٍ عظيم.

إن هذا الشعب العظيم، بتضحياته النادرة، يعلّم الأُمَّــة جمعاء معنى الشهادة الحقيقية في سبيل الله.

إنها ليست مُجَـرّد خروجٍ من الدنيا، بل هي حياة جديدة تبدأ بثمارها اليانعة.

ففي الدنيا، تثمر الشهادة كرامةً وعِزّةً، ورفعةً في الدرجات، وذِكرًا طيّبًا في قلوب المؤمنين.

وهي تزرع في قلوب الأعداء هيبةً وخوفًا، وتُحيي في نفوس الأمم الأمل والرجاء.

وأما في الآخرة، فثمرتها جنّةٌ عرضها السماوات والأرض، ورضوانٌ من الله أكبر، ومقامٌ عند مليكٍ مقتدر.

وهكذا يصنع اليمن، بصموده وتضحياته، جيلًا فريدًا: جيلًا متسلّحًا بالإيمان، مشبعًا بحب الآخرة، مستعدًّا لبذل النفس رخيصةً في سبيل إعلاء كلمة الله.

جيلٌ يترجم الإيمان عملًا، والعقيدة تضحيةً، والحقوق استردادًا.

هم على درب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وعلى درب عليٍّ والحسين، وعلى درب أهل البيت عليهم السلام جميعًا يسيرون: {مِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}.

لقد وفوا بعهد الله، وصدَقوا ما عاهدوا عليه، فثبتوا على المبدأ، لم تلن لهم قناة، ولم تضعف لهم عزيمة.

فكانوا بحقٍّ رجال الوفاء، رجال الإيمان والتضحية.

هم أوتاد هذا الدين، كما أن الجبال أوتاد الأرض.

هم من مثلوا الدين على أرقى مستوياته، فكانوا درعًا له، وسيفًا في وجه عدوّه.

هنيئًا لأمةٍ فيها مثل هذا الشعب.

هنيئًا ليمن الإيمان والحكمة بهذا المقام الرفيع.

هنيئًا للشهداء بما قدّموا، فلهم عند ربهم الدرجات العُلى، ولهم في قلوب المؤمنين أطيب الذكرى.

وصدق الله العظيم؛ إذ يقول: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}.

تغطيات