• العنوان:
    الدكتور هزيمة: اليمن شريك استراتيجي للدول الشرقية في مواجهة الهيمنة الأمريكية
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    تقرير | هاني أحمد علي: أكد الخبير في الشؤون السياسية والاستراتيجية، الدكتور محمد هزيمة، أن اليمن تمكن خلال السنوات الأخيرة من تحقيق تحولات نوعية في العقيدة العسكرية، نتيجة تراكم خبرات طويلة من المواجهات العسكرية المتنوعة على مستويات مختلفة، بدءًا من مواجهة تحالف العدوان السعودي المدعوم أمريكيًا، مرورًا بالمعارك الميدانية مع الكيان الصهيوني، وصولًا إلى التحديات البحرية مع الولايات المتحدة والتحالف الأوروبي في البحر الأحمر.
  • كلمات مفتاحية:

وقال الدكتور هزيمة في لقاء مع قناة المسيرة، صباح اليوم الجمعة، إن الإنجازات العسكرية لليمن لم تكن صدفة، بل جاءت نتيجة تخطيط طويل الأمد واستراتيجية متكاملة، حيث لعبت القيادة السياسية والثورية دورًا محوريًا في دعم القوات المسلحة وتوجيهها نحو تحقيق نتائج ملموسة على الأرض.

وأشار إلى أن الشهيد محمد الغماري كان أحد الأعمدة الرئيسة التي ساهمت في نقل القوات المسلحة اليمنية إلى مستويات عالية من الكفاءة والجاهزية العسكرية والاستراتيجية، مؤكدًا أن بصماته واضحة في كل مرحلة من مراحل الصراع، خاصة خلال المعارك الأخيرة.

وأوضح الخبير في الشؤون السياسية والاستراتيجية، أن اليمن استطاع أن يحول التحديات الكبرى إلى فرص لبناء القوة والقدرة الاستراتيجية، مشيرًا إلى أن المعركة الأخيرة رسخت قدرة اليمن على فرض معادلات جديدة في المنطقة، مضيفاً أن الثورة اليمنية والعقيدة العسكرية التي تبنتها القيادة مكنت اليمن من تجاوز قيود الحصار والقيود اللوجستية، مما جعلها نموذجًا فريدًا في الصمود العسكري والسياسي.

وأشار إلى أن تطور قدرات اليمن العسكرية ليس فقط نتيجة المواجهات مع تحالف العدوان السعودي أو الكيان الصهيوني، بل أيضًا نتيجة التكامل بين القيادة السياسية والقيادة العسكرية، حيث كانت هذه الثنائية تعمل بتناغم كامل لتحديد الأولويات الاستراتيجية، وحماية الأرض والمكتسبات الوطنية، ودعم المقاومة الفلسطينية، وتعزيز قدرة اليمن على الصمود أمام التحديات الدولية والإقليمية.

وأوضح هزيمة أن هذه التجربة أكدت أن اليمن أصبح نموذجًا عالميًا في إدارة الصراع تحت ظروف الحصار والتحديات المعقدة، حيث أثبتت قدرته على مواجهة خصوم متعددين ومتقدمين تقنيًا وعسكريًا، بينما استطاع أن يحافظ على دوره الاستراتيجي في المنطقة.

وأضاف أن تجربة اليمن تمثل مدرسة متقدمة في بناء القوة العسكرية والسياسية والتخطيط الاستراتيجي طويل الأمد، حيث يمكن أن تكون محل دراسة واستفادة للدول الأخرى التي تواجه تحديات مشابهة.

ولفت الخبير في الشؤون السياسية والاستراتيجية، إلى أن نجاح اليمن في تعزيز قدراته العسكرية وتحقيق انتصارات استراتيجية يعتمد على عناصر رئيسية، أبرزها القيادة السياسية الواعية، والالتزام بمشروع قومي واضح، والقدرة على توظيف كل الموارد المتاحة بكفاءة عالية، مبيناً أن التحولات العسكرية اليمنية نجحت في فرض نفسها كقطب إقليمي فاعل، وأثرت في موازين القوة في المنطقة، ما جعل اليمن عنصرًا لا يمكن تجاوزه أو إهماله في أي معادلة إقليمية أو دولية.

وأفاد أن اليمن أصبح اليوم شريكًا مهمًا للدول الشرقية في مواجهة الهيمنة الأمريكية ومشاريع الهيمنة الإقليمية، مؤكداً أن هذا النموذج يعكس قوة الإرادة السياسية والقدرة على تحويل الموارد والتحديات إلى أدوات فعالة لبناء الدولة والمقاومة، موضحاً أن هذه المعادلة تتطلب قيادة واعية ومخلصة لضمان استمرار تأثيرها، وعدم الانزلاق نحو الانقسامات أو التحديات الداخلية التي قد تهدد المكتسبات.

ونوه الدكتور هزيمة إلى أن النموذج اليمني لم يقتصر تأثيره على الداخل فحسب، بل امتد ليصبح محورًا في الدراسات العسكرية والاستراتيجية العالمية، حيث أصبح هناك اهتمام كبير بدراسة كيفية تحويل الدول المحاصرة إلى قوة صاعدة، وكيفية إدارة الموارد والقدرات العسكرية في ظل الحصار والتحديات المعقدة.

وذكر أن النجاح اليمني في إدارة الصراع وبناء القدرات العسكرية هو رسالة قوية لكل الدول العربية والإقليمية، مفادها أن الإرادة السياسية الواضحة، والقيادة الواعية، والمشروع الوطني الشامل هي الأساس في تحقيق القوة والاستقلال، مضيفًا أن التجربة اليمنية تثبت أن الثورة الحقيقية لا تتحقق فقط في ساحات المعارك، بل في تصميم وإدارة السياسات والاستراتيجيات التي تحول التحديات إلى فرص حقيقية لبناء الدولة والمجتمع.