• العنوان:
    غزة .. من تحت النار إلى فوق الرماد
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    غزة بعد الحرب هي غزة في قلب المعاناة التي لا تنتهي، والمأساة التي لا تتخفّف.
  • كلمات مفتاحية:

غزة من تحت النار إلى فوق النار، وفي كلتيهما تصطلي بنار العداء الأبدي، ورماد الخذلان العربي والإسلامي الرهيب.

إنها غزة الواقفة على بحرٍ من الركام وجبالٍ من الأنقاض، وما تزال، رغم ذلك، تحت حصارٍ خانق يمنع عنها دخول الأدوات اللازمة لفتح الطرقات وإزالة ما يقارب واحداً وستين مليون طن من الأنقاض، التي تشمل المنازل المدمّرة والقنابل غير المنفجرة والذخائر الخطرة وبقايا الجثث المدفونة ورفات المفقودين المتحللة والمتفحمة.

في هذا القطاع الصغير المساحة، الكثيف بالسكان، ألقى العدو الصهيوني نحو مئة ألف طن من المتفجرات، فمحا نحو تسعين في المئة من البنيان والعمران.

ولإدراك حجم هذا الدمار الهائل، يمكن تقديم بعض المقارنات التي تبيّن هول الكارثة:

لو وُضع هذا الركام في شاحنات تحمل كل منها عشرين طناً، لامتد موكب الشاحنات لمسافة تزيد على ثلاثين ألف كيلومتر، أي ما يعادل ثلاث مرات المسافة بين غزة وواشنطن.

ويبلغ وزن برج إيفل في باريس عشرة آلاف طن، ما يعني أن ركام غزة يعادل وزن خمسة آلاف برج إيفل.

أما لو استُخدم هذا الركام لبناء سور، فيمكن أن يمتد بطول وعرض سور الصين العظيم الذي يبلغ طوله نحو واحدٍ وعشرين ألف كيلومتر.

ويُقدَّر وزن الهرم الأكبر في الجيزة بنحو ستة ملايين ونصف المليون طن، أي أن ركام غزة يكفي لبناء ثمانية أهرامات مماثلة للهرم الأكبر.

وقد ذهب بعض الخبراء إلى القول إن حجم هذا الركام، لو نُقل بشاحنات متواصلة، لامتد طابورها من نيويورك إلى سنغافورة.

لكن كل هذه المقارنات لا تقترب من قساوة الواقع الحقيقي في غزة، حيث تتجاوز المأساة حدود التصور والأرقام.

فغزة اليوم تواجه عدواً صبّ على إنسانها كل أسباب الفناء ففشل، ومسح من أرضها كل أسباب البقاء ففشل أيضاً.

غزة التي خذلها إخوتها وهي تحت الإبادة، ما يزالون يخذلونها بعد الحرب في إعادة الإعمار.

إخوةٌ ظلّوا لعامين يصافحون غير الضيف بدعمهم للكيان، وبعد عامين، ما زالوا يصافحون غير الضيف ذاته.