• العنوان:
    الشهيد الأسير العفيري مثالٌ للتضحية
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:


فارس محمد الجندي

شتّان ما بين أسيرٍ كالأسد يرتقي شهيدًا، وبين ضبعٍ طليقٍ يفرّ من العزّة عاويًا.

في سجلّ تاريخنا الحافل، تتجلّى معاني التضحية والصمود كنورٍ ساطع، وتترسّخ قيم الولاء للأرض والمبادئ. إنها تعزّ التي لا ترضى إلا بالعلياء، ولا تحتضن إلا الشرفاء.

لقد علَّمتنا الأيّامُ أن المبادئَ لا تتجزَّأ، وأن المواقفَ الصادقةَ تظلُّ محفورةً في الذاكرة والوجدان. وفي هذا السياق، يبرز تباينٌ صارخ بين مسارين اختارهما شخصان من أبناء المحافظة:

الأول: مثالٌ للتضحية والفداء، جسّده الأسير عيسى العفيري -رحمه الله-، الذي قضى عشر سنوات في الأسر، صامدًا في وجه كُـلّ أشكال التعذيب والتنكيل. لقد ظلّ متمسكًا بمبادئه حتى اللحظة الأخيرة، رافضًا الخضوع أَو التنازل، ليقدّم بذلك نموذجًا للصمود الذي تتفخّر به تعزّ.

والثاني: مثالٌ آخر يمثّل النقيض، حَيثُ إنّ البعض ممن احتضنتهم تعزّ ودعمتهم وولّتهم مناصبَ قيادية -كصلاح الصلاحي- اختاروا المسار الآخر، مفضّلين الاصطفاف في صفوف الخيانة والارتزاق.

إنّ تعزّ، بتاريخها العريق ومكانتها النضالية، تظلّ شامخةً بوفاء أبنائها، وتؤكّـد أن الأوفياء هم من يمثّلونها بحق. تعزّ تُناصر التضحيات وتنبذ الخيانات، وتتبرّأ من كُـلّ من خان وباع نفسه ووطنه ومبادئه.

ليكن ذكرُ الأسير عيسى العفيري نموذجًا يُحتذَى به في الثبات على المبدأ، وليكن كُـلُّ فعل خيانةٍ مَدعاةً للابتعاد والرفض.

عاشت تعزّ حرّةً، وعاش أبناؤها الأوفياء.

تغطيات