• العنوان:
    لو كانت هزيمتُنا باستشهاد قادتنا لكانت كربلاء نهايتَنا
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:


أمل راجح

لو كانت الهزيمة تُقاسُ برحيلِ القادة واستشهاد العظماء، لكانت كربلاء نهاية الرسالة لا بدايتها، ولما بقي في الأرض صوتٌ يصرخ: هيهات منّا الذلّة.

لكن التاريخ أثبت أن دماء الشهداء لا تذهب هدرًا، بل تنهض من تحتها أجيالا بعد أجيال، تحمل نفس المبدأ، ونفس الروح، ونفس العزيمة.

إن استشهاد القادة ليس خسارة، بل امتحانٌ لصدق الشعوب.

فمن يعبد الرجال يموت بموتهم، ومن يؤمن بالمبدأ يزداد ثباتًا ونورًا برحيلهم.

كل قائدٍ يرتقي شهيدًا إنما يزرع في الأُمَّــة جذورًا جديدة من الإيمان، ويُخلّد في ضميرها أن الكرامة لا تموت، وأن الدم لا يُهزم.

فرحيل القائد عند الأحرار ليس انكسارا، بل ولادة مرحلة جديدة من الوعي والتحدي.

لو كانت الهزيمة تُقاس بسقوط الأجساد، لكانت كربلاء آخر الحكاية، لكن كربلاء كانت البداية التي صنعت كُـلّ انتصارات العزّة على مدى القرون.

من كربلاء إلى ميادين الشرف في أوطاننا اليوم، يتجدّد المعنى ذاته: أن الدمَ ينتصرُ على السيف، وأن الحق يعلو مهما اشتدّ الظلم.

سلامٌ على القادة الذين اختاروا الشهادة طريقًا، وسلامٌ على الشعوب التي عرفت أن النصر ليس في البقاء، بل في الثبات على المبدأ حتى آخر قطرة دم.

في يمن العزّة اليوم، تتكرّر كربلاء بروحها لا بمكانها؛ فكل قائدٍ يُستشهد يترك خلفه آلاف المقاومين، وكل بيتٍ يُهدم يُشيَّد في القلوب قصرًا من الصمود والإيمان.

اليمن لا تبكي شهداءها، بل ترفعهم راياتٍ للنصر، تُعلِّم الأُمَّــة أن منهج كربلاء ما زال حيًّا، وأن الدم اليمني سيبقى شاهدًا على أن الشعوب لا تُهزم ما دامت تؤمن بقضيتها.

سلامٌ على كُـلّ أرضٍ تُنبت من دم الشهداء فجرًا جديدًا للحرية.

الشهادة ليست نهاية الطريق، بل بداية لتاريخ جديد من العزة والكرامة.

من اختار الشهادة طريقًا له لم يمُت، بل أصبح رمزًا للأمل، وقائدًا للأُمَّـة، وأيقونةً للثبات على المبدأ.

كل دمٍ يسيل في سبيل الحق، يخلق جيلًا جديدًا من المقاومين والمناضلين، أكثر صلابةً وعزيمةً لا تعرف الانكسار.

إننا؛ إذ نقرأ التاريخ ونتابع الحاضر، نعلم أن النصر الحقيقي ليس في البقاء، بل في الثبات على الحق والكرامة مهما كلّف الثمن.

ولذلك، ولو سقط القادة، فَــإنَّ الأُمَّــة تبقى، ومهما ارتوت الأرض بالدماء، فَــإنَّ الحق يزدهر، والحرية تشرق من جديد.

لو كانت هزيمتنا تُقاس باستشهاد قادتنا لكانت كربلاء نهايتنا، لكن العكس هو الحقيقة: فدماء الشهداء هي الشرارة التي تُضيء دروب النصر والحرية، وهي التي تجعل الأُمَّــة أكثر صلابةً وعزيمةً، وأكثر إيمانًا بقيمتها وكرامتها.

سلامٌ على كُـلّ قائدٍ اختار الشهادة، وسلامٌ على كُـلّ شعبٍ يعرف.

تغطيات