• العنوان:
    نصر الدين عامر: مدرسة القرآن أخرجت قادة استثنائيين واليمن بتصنيعه الحربي المستقل يقلب موازين القوة
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    خاص | المسيرة نت: أكد نصر الدين عامر، رئيس مجلس إدارة وكالة سبأ، أن المسيرة القرآنية أنتجت قادة ونماذج استثنائية، موضحًا أن ما يجري اليوم على أرض اليمن هو نتاج مدرسة قرآنية متكاملة أعادت تشكيل معايير القيادة العسكرية والوطنية.
  • التصنيفات:
    محلي
  • كلمات مفتاحية:

وقال عامر في مداخلة خاصة على قناة المسيرة، إن الحديث عن «مدرسة» هنا يعني بالضرورة العودة إلى مناهج وإيديولوجيا مستمدة من القرآن؛ مدرسة تصنع نماذج متنوعة تشمل القيادات السياسية والعسكرية والأمنية، ولا يقتصر أثرها على أسماء بعينها، بل يمتد إلى بنيات وكفاءات يصعب إحصاؤها في ظل ظروف المعركة وسرية بعض المواقف.

وأشار عامر إلى أن المدرسة القرآنية أنجبت نماذج معتبرة على مستوى قيادة الدولة كما في شخصية الرئيس الصماد، وعلى مستوى الميدان كما في قادة أمنيين وعسكريين أمثال أبو حسن المداني، وأضاف أن الشهيد محمد عبد الكريم الغماري يمثل نموذجًا فريدًا ينتج من نفس المنبع القرآني والإيماني.

ورأى عامر أن هذه المدرسة ليست مجرد اختبار لمزايا شخصية، بقدر ما هي منظومة قادرة على استخراج وكفٍّ من الكفاءات الوطنية التي تحفظ مسيرة الأمة في أرقى أشكالها وأجملها.

وتوقف عامر عند نقطة مركزية تتعلق بخصائص القائد العسكري بحسب هذه المدرسة؛ فلا يكفي أن يكون الحامل لشهادات أو رتبة عسكرية من كليات الغرب والشر، لأن ما يجعل القائد قادرًا على اتخاذ القرار المصيري أو قيادة مواجهات كبرى هو المزج بين المهارة والإمكانات المادية والعقيدة الإيمانية.

وأكد أن المطلوب اليوم معنويات عالية وروحًا إيمانية متجذرة تتيح للقائد أن يتحرك مطمئنًا ومتوكلاً على الله، حتى لو دخل غمار مواجهة مع حاملات الطائرات وأكبر الجيوش، لأن القرآن والثقافة القرآنية هما اللذان يرفعان المعنويات ويمنحان الثقة والتوكل، وبغيرهما تبقى القدرات المادية مجرد أدوات محدودة الفاعلية.

وفي قراءة لواقع المواجهة، سجّل عامر أن ما حققته اليمن كان مفاجئًا لدوائر عربية ودولية كثيرة، إذ لم يتوقع أحد أن تخرج اليمن من المواجهة بهذه القوة، وما زال الصراع مستمرًا في ساحات متعددة، بينما فشل العدو في تحقيق أهدافه.

واستند في ذلك إلى قول السيد عبد الملك بأن اليمن اليوم أقوى مما كانت عليه في الماضي، مشيرًا إلى أن الواقع يثبت صحة هذا القول على الأرض، رغم الضجيج والمسرحيات التي تروّجها جهات إقليمية وغربية في محاولة لتشويش المشهد.

وركّز عامر أيضًا على بُعد الاستقلالية الاستراتيجية التي ميزت اليمن، لاسيما في مجال التصنيع الحربي.

وقال إن اليمن باتت تصنع صنوفًا من الأسلحة، بدءًا من المسدس وصولًا إلى منظومات صاروخية فائقة الصوت، في مشهد يضعها بين دول إقليمية متقدمة، ويمنحها قرارًا مستقلاً في مجال السلاح.

وبيّن أن هذا التوجّه نحو تصنيع محلي يغيّر توازنات الدفاع الإقليمية، ويكشف هشاشة ما اعتُبر سابقًا تفوقًا مطلقًا في بعض الدول المدعومة أمريكيًا وإسرائيليًا.

كما لفت عامر إلى أن الاعتماد على أسلحة متقدمة دون عقيدة داعمة وروح معنوية عالية يجعل من هذه الأسلحة بلا جدوى، مشيرًا إلى أن الخبرة اليمنية أثبتت قدرة على تحويل الموارد المحدودة إلى تأثير عملي بمعادلات ميدانية جديدة.

ولفت إلى مشاهد انكشاف هشاشة المنظومات الأمريكية المتقدمة، وإلى أن بعض التكتيكات والتقنيات اليمنية البسيطة أثارت اهتمامًا حتى في أوساط عسكرية غربية.

وختم عامر حديثه للمسيرة بالتأكيد على أن المصير الاستراتيجي اليمني اليوم يتشكل من خلالها ثلاثة عناصر متكاملة: عقيدة إيمانية صلبة، إرادة وطنية مبتكرة، واستقلالية في القرار والتصنيع، وهذه العناصر مجتمعة هي التي منحت اليمن قدرة على الخروج من محاولات الإخضاع والهيمنة على قرارها، وجعلت من تجربتها مادة تستوجب الدراسة والتحليل لدى من يريد فهم تحول موازين القوى في المنطقة.


تغطيات