• العنوان:
    الغُماري القائد الصامت.. أفعالٌ تتكلّم
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    مثّل حلقةً مركَزيةً في تماسك المؤسّسة العسكرية الوطنية.. ولا خسارةَ باستشهاده فقد تحوّل فكرُه إلى منهجٍ متَّبَع، وروحُه إلى وقودٍ صُــلبٍ يدفع بالمجاهدين إلى مزيدٍ من الثبات والتقدّم.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

*****************************

  

رحل القائد الكبير، رئيس هيئة الأركان العامة، المجاهد محمد عبدالكريم الغماري، شهيدًا كما عاش مجاهدًا.

لكنه لم يرحل إلا بعد أن رسم للأُمَّـة ولجيشها معانيَ الصمود والبناء الإيماني والعسكري المتكامل، مؤسّسًا لمنهجٍ يربط بين العقيدة والإرادَة وبين التخطيط والعمل الميداني.

الشهيد الغماري لم يكن مُجَـرّد قائدٍ عسكري، بل مدرسةً في الإدارة الجهادية والانضباط الإيماني.

في كُـلّ المراحل المفصلية من مواجهة العدوان، كان حضورُه بارزًا في رسم الخطط وتثبيت الجبهات، بصمت القادة الذين يعملون في الخفاء ويتركون للأفعال أن تتكلم.

تحليلُ أثر استشهاده يُظهِر أن الغماري مثّل حلقةً مركَزيةً في تماسك المؤسّسة العسكرية الوطنية، وأنّ فقده – رغم قسوته – لم يُضعِف البناء، بل كشف عن عُمق الرؤية التي وضعها، حَيثُ تحوّل فكرُه إلى منهجٍ متَّبَع، وروحُه إلى وقودٍ صُــلبٍ يدفع بالمجاهدين إلى مزيدٍ من الثبات والتقدّم.

لقد كان الشهيد أحد أعمدة المعركة الكبرى التي تخوضها الأُمَّــةُ ضد الهيمنة والعدوان، وكان مؤمنًا بأن الدفاعَ عن اليمن جُزءٌ من معركةٍ أوسعَ لتحرير فلسطين ومواجهة الاستكبار العالمي.

ومن هنا، فإن استشهاده لا يُعدّ خسارةً بقدر ما هو امتدادٌ لطريقٍ اختطّه بنفسه، طريقٍ يبدأ بالإيمان وينتهي بالنصر أَو الشهادة.

سيبقى الغماري رمزًا للقيادة الواعية، التي جعلت من الجندية شرفًا، ومن التضحية منهجًا، ومن دمائها طريقًا يُعبَّد للأجيال القادمة نحو التحرير والاستقلال.

تغطيات