• العنوان:
    خبير عسكري عربي: اليمن يقدّم نموذجاً فريداً في دعم فلسطين وكسر الهيمنة الأمريكية
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    خاص | المسيرة نت: أكد الدكتور عمر عبد الله، المتخصص في الشؤون العسكرية والسياسية والخبير في الملف الفلسطيني، أن اليمن قدّم نموذجاً فريداً في دعم القضية الفلسطينية ومواجهة المشروع الصهيوني، رغم البعد الجغرافي والتضحيات التي قدمها الشعب اليمني على مستوى الدم والموارد.
  • كلمات مفتاحية:

وأوضح الدكتور عمر عبدالله في تصريحات خاصة للمسيرة، أن ما فعلته اليمن في السنوات الأخيرة "لم تفعله جيوش عربية كبرى ولا دول من دول الطوق أو المحور"، مشيراً إلى أن اليمن خاض معركة الأمة في وجه الكيان الصهيوني والغرب الصليبي بقيادة أمريكا، وأثبت أن الإرادة الإيمانية قادرة على كسر المعادلات العسكرية والاقتصادية التي كانت توصف بالمستحيلة.

وأضاف أن اليمن "زود عن الأمة كلها في هذا الحضور الكبير والمشرّف في جبهة الإسلام"، رغم ما تحمله من أعباء بشرية ومادية هائلة، مؤكداً أن هذا الموقف جاء من رؤية استراتيجية عميقة تنسجم مع هوية اليمن الإيمانية ومسؤوليته تجاه فلسطين والأمة.

وتابع قائلاً: "تخيلوا لو كانت اليمن دولة متاخمة لفلسطين المحتلة، كيف سيكون حجم الإسناد؟ بالتأكيد ستتحول من دور داعم إلى دور شريك مباشر في المعركة. ومع ذلك، فإن هذا الحضور، رغم البعد لآلاف الكيلومترات، جسّد استراتيجية فاعلة من أكثر من زاوية، وأثبت أن موقع اليمن البعيد لم يمنعها من أن تكون في قلب المواجهة".

وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن اليمن استطاعت أن تسجل حضوراً نوعياً في وجه الغرب الصليبي بقيادة أمريكا، قائلاً إن "الكف اليمنية"، رغم ضعف الإمكانات المادية، "كانت بمثابة المخرز في وجه المخرز الأمريكي الصهيوني"، وأنها استطاعت أن تثبت وتنتصر في معارك بحرية وجوية معقدة، رغم أن خصومها يمتلكون أساطيل ومدمرات وأنظمة متطورة.

ولفت الدكتور عمر عبدالله إلى أن القوات المسلحة اليمنية نجحت في إحداث تأثيرات استراتيجية على أمن الكيان الصهيوني واقتصاده من خلال عملياتها التي أدت إلى "إغلاق ميناء إيلات بالكامل، وتعطيل الموانئ الأخرى وصولاً إلى حيفا، ووقف الملاحة الجوية في مرات عديدة"، فضلاً عن إجبار ملايين المستوطنين على الفرار إلى الملاجئ، وهو إنجاز استراتيجي بالغ الأهمية في مسار الصراع".

وأوضح أن الاستراتيجية اليمنية في مواجهة الكيان وأمريكا ترتكز على محورين رئيسيين: الأول تهديد المشروع الصهيوني في فلسطين المحتلة على المدى الاستراتيجي من خلال إرباك منظومته الأمنية والاقتصادية، والثاني إضعاف النفوذ الأمريكي في المنطقة وكسر هالة التفوق التي ظلت تروّج لها واشنطن لعقود.

وقال: إن "التجربة اليمنية أثبتت أن القوة الأمريكية ليست مطلقة، وأنها قابلة للتهديد والانكسار من خلال الممارسة الميدانية والتكتيكات المتنوعة"، مضيفاً "لقد أظهرت اليمن للعالم أن هذا الأمريكي والبريطاني يمكن هزيمتهما بالثبات والإبداع الميداني، وأن الشعوب إذا امتلكت الإيمان والعقيدة والعزم تستطيع أن تفاجئ خصومها بأساليب قتالية جديدة وفعّالة".

وأكد الدكتور عمر أن ما تحقق في البحر الأحمر وفي جبهات الدعم لفلسطين ليس مجرد موقف تضامني، بل هو "إنجاز استراتيجي لليمن والمنطقة بأكملها"، مشيراً إلى أن اليمن "أجبرت واشنطن وكيان العدو على مراجعة حساباتهما وطلب وقف إطلاق النار في بعض المراحل، وهو ما يعكس نجاح الاستراتيجية اليمنية في فرض معادلات جديدة".

وختم الدكتور عمر عبدالله حديثن بالقول إن التجربة اليمنية يمكن أن تكون "نموذجاً يُحتذى به في العالم العربي والإسلامي"، لأنها أثبتت أن الشعوب الحرة، مهما كانت فقيرة أو محاصرة، قادرة على مواجهة القوى العظمى والانتصار عليها بالإيمان، والإرادة، والاعتماد على الله سبحانه وتعالى.

تغطيات