• العنوان:
    بصيرةُ القائد
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    استراتيجيةُ الثباتِ والردع في ميزانِ التضحيةِ وعهدِ الدماء.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

************************************

                          

إنَّ دراسةَ سيرةِ الفريقِ الركنِ الشهيدِ المجاهدِ محمد عبدالكريم الغماري ونجلِهِ البارِ، ليستْ مُجَـرّد رثاءٍ عاطفيٍّ، بل هي تحليلٌ معمَّقٌ لِـمنهجِ القيادةِ الرساليَّةِ الذي أسَّسَ لهُ السيدُ القائدُ عبدالملك بدرالدين الحوثي (أعزَّه الله) في كنفِ المسيرةِ القرآنيَّةِ.

فقد كانَ الغماريُّ، "سنوارُ اليمن"، تجسيدًا مُعاصرًا للنظريةِ القائمةِ على أنَّ القوةَ الإيمانيةَ هي الحجرُ الأَسَاس لكلِّ استراتيجيةٍ عسكريةٍ ناجحةٍ.

لقد قرأَ الشهيدُ الغماريُّ آيةَ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾ (محمد: 7)، قراءةَ المُنفِّذِ لا المُتأمِّلِ.

فترجمَ "تثبيت الأقدام" إلى قيادةٍ ميدانيةٍ متقدِّمةٍ لا تعرفُ العزلةَ المكتبية، ليُصبحَ ثباتُهُ في أشدِّ المواقعِ خطرًا هو الضمانَ لـثباتِ الجنديِّ، مُحقّقًا بذلكَ التوازنَ القرآنيَّ بينَ الشدةِ على قوى الاستكبار وبينَ الرحمةِ الفائقةِ على المجاهدينَ وأسرِهِم.

إنَّ هذا الفهمَ العميقَ هو ما سمحَ لهُ بـتوليدِ الردعِ من أدوات محليَّةٍ، مُربكًا تحالفَ العدوانِ الأمريكيِّ-الصهيونيِّ وأدواتهِ، ومُثبِتًا أنَّ البصيرةَ المستمدةَ من نهجِ القائدِ أمضى من أي تكنولوجيا غربية.

لقد حَمَلَ همَّ الأقصى في كُـلّ قرارٍ استراتيجيٍّ، مؤكّـدًا أنَّ جغرافيةَ الإيمانِ لا تعترفُ بالحدودِ المصطنعة.

إنَّ شهادةَ الأبِ والابنِ معًا ليستْ خسارةً، بل هي عهدٌ مُضاعَفٌ وانتقال للقُدوة إلى فضاءِ الخلودِ الذي وعدَ اللهُ بهِ الصادقين: ﴿بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾.

هذهِ التضحيةُ تُعلنُ للعالمِ أنَّ المشروعَ اليمنيَّ هو ميراثُ أجيال لا ينقطعُ، وأنَّ الشهادةَ هي غايةُ المجدِ وليسَ الموت.

وبقدرِ هذا الثباتِ، تتفجَّرُ نارُ الغضبِ على العدوّ الداخليِّ: الخونةُ والمنافقونَ والعملاءُ.

فكلُّ قطرةِ دمٍ طاهرةٍ هي لعنةٌ أبديَّةٌ على كُـلّ من باعَ ذمتَهُ وشرفَهُ للأمريكيِّ.

وكما حذَّرَنا السيدُ القائدُ: ﴿هُمُ العدوّ فَاحْذَرْهُمْ﴾.

فَــإنَّ عهدَ التخفِّي والغفلةِ قد ولَّى، والبصيرةُ الجهاديةُ ستكشفُ عوراتِهم وتُمزِّقُ أقنعتَهم، وإنَّ الحسابَ اليمنيَّ قادمٌ بلا هوادةٍ لكلِّ خائن.

نُجدِّدُ العهدَ والبيعةَ للقائدِ الحكيمِ، ونُؤكّـد أنَّ رحيلَ الركنِ الغماريِّ لن يزيدَنا إلا صلابةً وإصرارًا على مواصلةِ الجهادِ حتى يتحقّق النصرُ المُبين.

تغطيات