-
العنوان:وداع مهيب للشهيد الغماري.. القائد الذي صاغ معادلة الصمود بروح الولاء
-
المدة:00:00:00
-
الوصف:خاص | المسيرة نت: ماجد جدبان_ في صباحٍ عسكريّ الملامح، مهيبِ النبرة، ارتفعت الهتافات في ميدان السبعين كما لو كانت أوامر ميدانٍ تصدر من ضمير الوطن ذاته، واختلطت صيحات التكبير بأصوات الحزن والفخر وهي تودّع الشهيد الفريق الركن محمد عبد الكريم الغماري؛ القائد الجهادي الكبير الذي قاد الميدان بعقيدته القرآنية قبل سلاحه، وبإيمانه قبل رتبته، وبولائه قبل خبرته، وبإبداع غير الاستراتيجيات والمعادلات.
-
التصنيفات:تقارير وأخبار خاصة
-
كلمات مفتاحية:
ذلك القائد الذي جمع بين الولاء والإبداع، وعرفه العدو قبل الصديق، من أجبر حاملات الطائرات على الفرار، وأكسب المستوطنين الصهاينة مهارة سرعة التوجه إلى الملاجئ، من هزّ عروش الطغاة في المنطقة والعالم، ونذر روحه لله ووقف حياته على حماية المستضعفين ونصرة فلسطين.
وها هو اليوم يمضي شهيدًا، تاركًا خلفه مدرسةً عسكريةً جديدةً غيّرت المناهجَ والأسسَ والمعادلاتِ في مختلفِ المدارسِ الشرقيةِ والغربيةِ، فنقشت البرَّ والبحرَ والجوَّ بتعاليمٍ ورموزٍ يصعبُ على الأعداءِ فكُّها، ويسهلُ على المجاهدينَ تكرارُها وتطويعُها وتحديثُها لمواكبةِ متطلباتِ المعركةِ وتنفيذِ توجيهاتِ السيدِ القائدِ عبدالملك بدرالدين الحوثي، قائدِ معركةِ الأمةِ والإنسانيةِ والمجتمعِ في مواجهةِ الإمبرياليةِ الصهيونيةِ العالميةِ، والذودِ عن المجتمعِ البشري.
كان المشهد أشبهَ باستعراضِ وفاءٍ شعبيُ مهيب، حيث تدفّقت الجموع منذ الفجر البارد نحو ساحةِ الميدان وجامعِ الشعب، يرفعون صورَ الشهيد، ويتلون الأدعيةَ والأناشيدَ، والدموعُ تُسابق الهتافاتِ التي تصدح من أعماق القلوب: "لا إله إلا الله… الشهيد حبيب الله".
وداعٌ يليقُ بقائدٍ إبداعيٍّ صنعَ الرجال.. حيث تجلّى في المشهد أن الغيابَ الجسديَّ للغماري لن يُضعف عزيمةَ رفاقه في القوات المسلحة اليمنية، بل سيكون حافزًا لمواصلةِ المسيرةِ بنفس الروحِ والإصرار، فقد أجمع المشاركون على أن إرثه العسكريَّ والتكتيكيَّ سيظل حيًّا في وجدانِ كلِّ مقاتل، إذ كان مهندسَ المعركةِ وحجرَ الزاويةِ في بناءِ الجيشِ اليمنيِّ الحديث، جامعًا بين الاحترافِ العسكريِّ، والبصيرةِ الاستراتيجيةِ، والبعدِ الإنسانيِّ والإيمانيِّ.
لم يكن الشهيدُ الغماري قائدًا ميدانيًا فحسب، بل رمزًا للتحولِ في فلسفةِ القيادةِ داخلَ الجيشِ اليمنيِّ؛ وقيادةِ وجيشِ المحور، من نمطِ الجيوشِ التقليديةِ إلى نموذجِ الجيوشِ العقائديةِ المقاومة.
وجسّد الشهيدُ اللواء فكرةَ أن “القائد يجب أن يعيش بين جنوده، لا خلف المكاتب”، وأن “الميدان هو المدرسة الحقيقية للقيادة، وأن أصدق تعبيرٍ عنها هو السباق إلى الله في معراجِ الشهادةِ بكل رغبةٍ وشوقٍ وتلهفٍ”.

استشهادُه في هذا التوقيتِ يعكسُ وفقَ تقديراتِ المراقبين استهدافًا ممنهجًا لرموزِ المشروعِ اليمنيِّ المقاوم، ومحاولةً من أعداءِ اليمنِ لضربِ منظومةِ القيادةِ الميدانية، إلا أن حجمَ التشييعِ وردودَ الفعلِ الشعبيةِ أظهرت فشلَ هذا الرهان، بل تحوّل الغماري إلى أيقونةٍ جديدةٍ في الوعيِ العسكريِّ اليمنيِّ.

رحل المجاهدُ القائدُ الشهيدُ الركن محمد عبد الكريم الغماري، لكن حضورَه أصبح أوسعَ من الجغرافيا وأطولَ من الزمن، وكان بناءُ الذاتِ العسكريةِ مختلفًا تمامًا، مقدّمًا نموذجًا للأمةِ في مواجهتِها للعدوِّ الصهيوأمريكي، والهيمنةِ الاستعماريةِ الحديثةِ على المنطقة.
مشاهد من مراسم تشييع الشهيد الفريق الركن المجاهد محمد عبدالكريم الغماري#الغماري_شهيد_القدس#شهداؤنا_عظماؤنا pic.twitter.com/0zTAAIhOtPوبعد عامين من المواجهةِ والإسنادِ اليمني، تحوّل الشهيدُ من قائدٍ في معركةٍ إلى فكرةٍ متجذّرةٍ في عقيدةِ أمةِ القرآنِ بكلها، ومن رجلٍ يقرأ الميدانَ وهو فيه إلى رمزٍ ملهمٍ لكلِّ من يقاتلُ في سبيلِ الله والكرامةِ والحرية.— قناة المسيرة (@TvAlmasirah) October 20, 2025
إن التشييعَ الذي شهدته صنعاء لم يكن وداعًا فحسب، بل إعلانَ ولادةِ مرحلةٍ جديدةٍ من الوعيِ الوطنيِّ والعسكريِّ، عنوانُها: "أن اليمن لا يفقدُ قادتَه، بل يورّثُهم جيلًا بعد جيل، وأن الشهداء لا يغيبون، بل يتحوّلون إلى معادلاتٍ لا تُقهر".
وفي هذا الصدد، أشاد القائمُ بأعمالِ رئيسِ الوزراءِ للحكومةِ اليمنيةِ، العلّامةُ محمد مفتاح، في كلمته خلال مراسمِ التشييع، بمآثرِ الشهيد قائلاً: "نودّع اليوم رجلاً من كبارِ عظماءِ الأمةِ تميّز بصفاءِ النيةِ وصدقِ الإخلاصِ وسموِّ الهدف".
وأضاف أن الغماري كان من أبرزِ القياداتِ المؤسسةِ للهيكلِ العسكريِّ الجديدِ في اليمن، وصاحبَ دورٍ محوريٍّ في ترسيخِ معادلةِ الردعِ والانتصار.
وأكد أن رحيلَه جاء بعد أن رفع الأداءَ العسكريَّ إلى أعلى درجاتِ الاحترافِ والإيمان، مشددًا على أن استهدافَه من قِبل قوى العدوان شهادةٌ على تأثيرِه في ميدانِ المواجهةِ وصناعةِ الانتصارات.

أما مفتي الديارِ اليمنية السيدُ العلامةُ شمسُ الدين شرفُ الدين، فقد ربط في كلمته بين الشهادةِ والموقفِ الإيمانيِّ الثابت، مؤكدًا أن دماءَ الشهداءِ هي نبراسُ الأمةِ في مواجهةِ الظلمِ والطغيان، وأن من يتعاونُ مع العدوِّ يرتدّ عن الإسلامِ ويخرج عن صفِّ الأمة.
من جانبه يقول المحللُ السياسيُّ الدكتور عبده فازع الصيادي إن الغماري لم يكن قائدًا عاديًا، بل مدرسةً عسكريةً عقائديةً، أعادت تعريفَ مفهومِ القيادةِ في زمنِ التبعيةِ والانكسارِ العربي.
ويضيف الصيادي أن استشهادَه كشف عن حجمِ ما تمتلكه اليمنُ من وعيٍ واستعدادٍ لمواجهةِ قوى الاستكبارِ العالمي، مشددًا على أن القرارَ اليمنيَّ بالمشاركةِ الفعليةِ في معركةِ القدس ليس عاطفةً، بل خيارًا استراتيجيًا مدروسًا ومدعومًا بإرادةٍ شعبيةٍ صلبة.


في ذروةِ المشهد، وبين جموعِ المودّعين، بدت صنعاء كأنها تقفُ إجلالًا لقائدٍ لم يمت، بل عاد إلى الصفوفِ الأولى بروحه.
كانت الأعلامُ تتمايلُ والقلوبُ تهتفُ لفلسطين واليمن معًا، في تأكيدٍ على أن الشهيدَ الغماري ترك خلفه وعدًا بالمواصلة لا بالانتهاء.
فالقائدُ الذي “صنعَ الرجالَ من الميدان” صار اليوم رمزًا لجيلٍ يرى في الجهادِ طريقَ العزةِ، وفي فلسطينَ بوصلتَه، وفي دماءِ الشهداءِ معراجًا إلى النصر، ومن باطنِ القرآنِ الكريمِ والمشروعِ القرآنيِّ الذي قدّمه الشهيدُ القائدُ حسين بدرالدين الحوثي رضوانُ الله عليه تُصنعُ القياداتُ والاستراتيجياتُ لإنقاذِ خيرِ أمةٍ تأمرُ بالمعروفِ وتنهى عن المنكر، وفقَ ما أرادَ الله لها، وما وجّهَها به في كتابه القرآن الكريم، تحت رايةِ أعلامِ الهدى من آلِ البيتِ عليهم السلام.
تشييع رسمي وشعبي مهيب للشهيد الفريق الركن المجاهد محمد عبدالكريم الغماري#الغماري_شهيد_القدس#شهداؤنا_عظماؤنا pic.twitter.com/DdfBZZbGFu— قناة المسيرة (@TvAlmasirah) October 20, 2025
تغطية إخبارية | صنعاء تُرعب نتنياهو.. والرياض تُطمئنه _ واشنطن تقدم خطة ترضي موسكو على حساب كييف | مع زكريا الشرعبي، و عادل شديد، و سمير أيوب 01-06-1447هـ 21-11-2025م
🔵 تغطية إخبارية | حول آخر التطورات والمستجدات في غزة وسوريا والمنطقة | مع عمر عساف و فارس احمد و د.طارق عبود 01-06-1447هـ 21-11-2025م
تغطية إخبارية | حول آخر التطورات والمستجدات في غزة ولبنان | مع خليل نصر الله و مصطفى رستم و راسم عبيدات 29-05-1447هـ 20-11-2025م
الحقيقة لاغير | اليمن يحقق انتصارات في المعركة الأمنية ضد العدو الإسرائيلي | 27-05-1447هـ 18-11-2025م
🔵 الحقيقة لاغير | المجرم نتنياهو يصف #اليمن بالخطر الكبير جدًا على "إسرائيل" .. ماهي الأسباب والأسرار ؟ | 11-05-1447هـ 02-11-2025م