• العنوان:
    "سيدي هاشم".. من المشهد الحربي إلى البيان العسكري
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    خلف المشهد الحربي والبيان العسكري الأخير يقيم هاشم؛ كل التفاصيل ترويه وهو لا يطلب الظهور، تحكي الملاحم عنه، وهو لا يبوح ببطولاته، سيرة الفتى الغماري هي مسيرة مشروع قرآني، مُفعمة بالإيمان والعطاء.
  • كلمات مفتاحية:

شهد هاشم 6 حروب، سُجِن في ثلاثٍ منها، وشارك في ثلاث ثورات تلتها، وتحمل تبعات ثمان عدوانات؛ عامًا بعد عام لم يغِب هاشم إلا ليعود أقوى. اسم هاشم الأكثر حضورًا، ووجهه الأقل ظهورًا.

فعلُه يسبق القول، وبأسه يتكلم، هو الرجل الذي محى ذاته من الوجود، مغمورٌ بالمسؤولية، متوارٍ خلف البطولات. من شرق الحد الشمالي إلى غربه كانت الحدود هي جبهته العسكرية وأكاديميته الحربية؛ تخرج منها قائداً برتبة أركان لكل الجبهات، وقاد أقسام القوات والأركان، منصبٌ جسيم في أصعب حقبة شهدتها اليمن.

المسؤولية الأثقل ينوء بها أصحاب الخبرة العسكرية، وهاشم تحملها. في خضم الفوضى والانهيار المؤسسي والقصف والتجريف، سلَّم نفسه لواجبه، وشرع في إعادة هيكلة المؤسسة، إعدادًا للقوة لمواجهة معارك اليوم وبناء قدرة تستشرف حروب الغد، ضحى بشبابه وحياته في سبيل ذلك، مؤمنًا بأن الجهاد طريقه، ومُعطيًا لدوره كل ما أُوتي من عزم.

تسجل الوقائع أن الأركان جمع لأول مرة في التاريخ بين شعب يهتف بالإسناد وقائد يدعو للجهاد، ومن جهاته العملياتية، خاطبت اليد اليمنى البحر فُرضت سيادة القرار على الممرات البحرية؛ أُغلق ممرٌ أو حُصِرَت تحركات خصوم، وصدّت سفنًا معادية، وأُسقطت طائرات مُعادية، ليُغلق المِندب ويصبح أمناً لا يُعبر إليه كما كان سابقًا.

هاشم كان وما زال حاملاً للبنيان ومتمسكًا بالنصر والعمل، يوزع القدرات بين الحدود والوسط والساحل والصحراء، برًا وبحرًا، يملأ الفراغات، يسد الثغرات، ويدير القوات بكفاءة.

كأن يوم هاشم أطول من أربع وعشرين ساعة؛ مسؤوليته أكبر من سنوات عمره، عشرات السنين من التطوير والبناء في زمن قصير.

كل تفاصيل التصنيع والتدابير الصاروخية والطائرات المسيرة والدفاع، وفصول العمليات النوعية، ومفاصل التحولات الكبرى، عُهدت إليه وحفظها. هاشم اسم محبب إلى قلوب جيله، ومقاتل يُهاب على الأرض المحتلة وفي الميادين الموعودة فلسطين.

هاشم جرح لا يندمل بسهولة، لكنه جيش لا يقهر، وقد شاءت مشيئة الله أن يبقى اليوم مُلهِمًا وقائدًا لشعبه.