• العنوان:
    ما لم يلتزم الكيان بالشروط سينفجر البركان
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    المناورات التكتيكية التي يتخذها كَيانُ الاحتلال الصهيوني بعد أن تم الاتّفاق مع المقاومة الفلسطينية على طاولات التفاوض وبرعاية أمريكية، هل ستؤولُ إلى التنفيذ المباشر لهذه الشروط المذكورة؟ بدءًا من وقف إطلاق النار، ثم ثانيًا إدخَال المساعدات الإنسانية، وثالثًا الإفراج عن جميع الأسرى، رابعًا الانسحاب الكامل من القطاع، ثم الالتزام بتنفيذ هذه الشروط المتفق عليها دون أية مماطلة.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

لم يلتزم الكيان الصهيوني بتنفيذ الشروط بشكل جذري، وإنما نفّذ الجزء اليسير من إدخَال المساعدات الإنسانية والإفراج عن الأسرى والانسحاب غير المتكامل من القطاع، فذلك يدل على عدم جدية السعي نحو سلام حقيقي يبدأ حسب الشروط المتفق عليها.

فَــإنَّ الواقع يشير إلى أن الكيان الصهيوني ليس راغبًا بالسلام، وإنما يجري مناورة تكتيكية تتلاعب بالضمانات وتوفّر الوقت لصالحه لمحاولة الضغط على حماس من خلال عدم الالتزام ببقية البنود، والمحاولة لاستعادة الأسرى وترتيب الأوراق واستعادة الانتشار بالشكل الصحيح، ومن ثم اتِّخاذ هذه المؤتمرات الدبلوماسية في القاهرة مُجَـرّد مراوغة تهدف إلى توفير وقتٍ كافٍ لإعادة التمركز للقوات بشكل كلي.

أما بشأن الخيار الإقليمي والدولي والوساطة المصرية وبرعاية دونالد ترمب فهما نسختان أُخْرَيَان وتعملان لنفس الخطة الصهيونية.

فالسيسي وترامب يحاولان تقديمَ نفسيهما كصانعَي للسلام، والحقيقة أن ترمب يطمح لجائزة نوبل للسلام، والسيسي يحاول أن يظهر نفسه رجلًا يطمح إلى إعادة الإعمار في قطاع غزة، وكلاهما عُملة واحدة لمشروع واحد.

لو كان الخيار الإقليمي والدولي والوساطة المصرية والأمريكية يطمحان فعلًا للسلام لكان تم الضغط المتطلب على بنيامين نتنياهو لتنفيذ بنود الاتّفاق الذي تم على طاولات التفاوض مع حماس فعلًا، إلا أن اللُّعبة واحدة والكيان الإسرائيلي ما يزال يريدُ استئنافَ عدوانه الهمجي على قطاع غزة.

وهذه المماطلة لم تكن إلا حلقةً أوليةً مفادها استكمال إعادة التمركز والتموضُع وتهدئة المستوطنين الصهاينة باستعادة أسرهم فحسب.

أيضًا توفـير استراحة قصيرة تستعيد أنفاس الكيان بعد حرب ضروس طالت لعامين من المواجهة في البحر والجو من قبل جبهة الإسناد اليمنية ومن قبل صمود المقاومة على أرضها؛ حَيثُ إن ما دفع بالعدوّ الإسرائيلي للانخراط لطاولات المفاوضات هو هذه الضغوط التي لم تقتصر على الجانب العسكري والاقتصادي فقط، وإنما امتدت لتشمل كُـلّ شعوب العالم التي كان لها دور كبير في الضغط على هذا الكيان المحتلّ.

كما أن المقاومة الفلسطينية وجبهة الإسناد اليمنية على أهبة الاستعداد والترقب لكل التناقضات الإسرائيلية إذَا استمرت في المماطلة، وتلك الخارطة الاستراتيجية التي رسمتها المعركة التي اندلعت وفجّرت البركان في عمق المغتصبات لدى الكيان المحتلّ ما زالت شاهدًا تاريخيًّا يظهر هشاشة الكّيان ويذكّره بالدرس.

وهذه الجولة المقبلة إن انفجر بركانها فهي ستكون أشرس من سابقتها من حَيثُ الاستراتيجية والتكتيك والاختراق والرفع من وتيرة العمليات القائمة على مستوى التفوق التقني الفريد، من استراتيجية قائمة على ابتكارات محنكة استطاعت خلال عامين التغلب على القوى التقليدية برمتها.

القوة التي تستعيد الحق المشروع، والأرض والمقدسات، هذان هما عمود الدين والإنسانية والتربية على القوة والصمود والثبات لفرض معادلة الردع لقوى الطاغوت عبر العصور والمواجهة حتى النصر.

حيث إن العدوّ الإسرائيلي لم يعرف دائمًا إلا منطق القوة الضاربة لإجباره على التوقف عن ارتكاب الجرائم الهمجية، والتي تحمل وراءَها أَيْدُيولوجيةً ممنهجة لمشروع طويل يهدف إلى احتلال فلسطين ثم ما يسمونه «الشرق الأوسط»، حَيثُ لا يمكن أن يتوقف هذا العدوّ عن توسيع معادلة الاستباحة إلا بالقوة.

وفي الختام، فَــإنَّ اليمن والمحور المقاوم اليوم هما نموذج راقٍ وفريد لكل الشعوب والحكومات والدول من مختلف أنحاء العالم.

إن التحَرّك بمثل هذه الروح المعنوية ضد أمريكا وكيان الاحتلال الصهيوني، دون كلل أَو ملل أَو فتور، ورفض الخضوع لمعادلة الاستباحة الصهيو-أمريكية لبلداننا، هو المخرج الصحيح الذي يجب الاحتذاء به، بل ودراسته حتى كمنهج في جامعات العلوم السياسية والأكاديمية العالمية، وحتى لو كان البدء من نقطة الصفر.

تغطيات