• العنوان:
    الغُماري غمرهم رُعبًا
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    اللواء المجاهد الشهم محمد عبدالكريم الغماري.. عنوان التضحية والإخلاص في مسيرة العزة والكرامة
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

***********************************

        

في مسيرة الشعوب العظيمة، تولد أسماء لا تموت، رجال صنعوا من الإيمان قضيةً، ومن الوفاء طريقًا، ومن التضحية حياةً خالدة في ذاكرة الوطن.

ومن بين أُولئك الرجال الأشداء، يودِّعنا اليوم إلى سبيل الخالدين عند رب العالمين المجاهد الفريق الركن محمد عبدالكريم الغماري، كقائدٍ استثنائي من أبرز قادة المسيرة القرآنية، ومن رجال السيد حسين -رضوان الله عليه- الأوائل الملتحقين بالمسيرة القرآنية من اليوم الأول في الجهاد، والذين نذروا حياتهم دفاعًا عن الكرامة والسيادة، ووفاءً لرسالةٍ إنسانية سامية آمن بها حتى آخر لحظة من عمره، وهي رسالة تحرير غزة وفلسطين من دنس الصهاينة الغاصبين.

لم يكن الشهيد مُجَـرّد قائدٍ عسكري، بل كان مدرسةً في الإيمان والثبات، ومثالًا فريدًا للصدق في الموقف والعمل.

حمل همّ وطنه وشعبه، ووقف في الميدان مقدامًا لا يعرف التراجع، يرى في كُـلّ معركة مسؤوليةً تاريخية أمام الله والوطن، لا مُجَـرّد مهمةٍ عسكريةٍ عابرة.

ومن أسمى ما يُذكر عنه، أنه قدّم نفسه ونجله ورفاقه الأوفياء قربانًا في سبيل المبادئ التي عاش؛ مِن أجلِها، وهي تحرير القدس من دنس اليهود الظالمين.

لم يكن الرحيل عنده نهاية، بل ولادةً لمعنى جديد للتضحية، ومعنى أسمى للوفاء والبطولة.

فحين تتجسد القيم في رجالٍ من هذا الطراز، يصبح الموت ذاته رسالةَ حياة، ودماؤهم حروفًا تُكتب بها الأجيال تاريخ الكرامة.

رحل اللواء الشهيد المجاهد تاركًا خلفه أثرًا لا يُمحى في قلوبنا جميعًا، وسيرةً ناصعةً تُروى للأجيال القادمة.

كان قائدًا يعرف جنوده واحدًا واحدًا، يشاركهم همومهم، ويعاملهم بروح الأب والأخ، لا بروح المتسلّط.

كان يرى في المقاتل البسيط شريكًا في النصر، وفي دماء الشهداء وقودًا لطريقٍ لا ينتهي بالعزيمة والإصرار.

ومهما اختلفت الروايات وتباينت المواقف، فإنّ الثابت في سيرته أنه قدّم روحه ونجله ورفاقه نصرةً لغزة العزة، ما لم يقدّمه كثيرون: صدق النية، وثبات المبدأ، وسخاء التضحية.

فقد آمن بأنّ الكرامة لا تُشترى، وأنّ الاستقلال لا يُهدى، بل يُنتزع بثمنٍ باهظٍ من أرواح الرجال العظماء.

اليوم، ونحن نعزي أنفسنا والأمة الإسلامية في استشهاد اللواء محمد عبدالكريم الغماري، لا نستحضر فقط شخصًا رحل، بل نستحضر قيمةً إنسانيةً ووطنيةً ينبغي أن تبقى حاضرةً في الوعي الجمعي لكل يمنيٍّ حرّ: أن الإخلاص للوطن لا يُقاس بالمناصب، بل بما يقدمه الإنسان من صدقٍ وإيمانٍ وتفانٍ في سبيله.

لقد عاش اللواء الشهيد مجاهدًا منذ انطلاق المسيرة القرآنية، ومناضلًا صادقًا، ورحل شهيدًا وفيًّا، تاركًا وراءه إرثًا من الكبرياء والكرامة، وإيمانًا بأنّ الأوطان تُبنى بالعقول المخلصة والدماء الطاهرة، لا بالخطابات والشعارات.

رحمه الله رحمة الأبرار، وأسكنه فسيح الجنان مع الصديقين والشهداء، وجعل من ذكراه منارةً تهدي الأحرار إلى دروب العزة والإباء.

والأسيف وخالص عزائنا للسيد القائد.

تغطيات