• العنوان:
    في سبيل الله يُبذَل الغالي
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    دماؤنا ليست أغلى من دماء أبناء غزة، وتُرخَصُ في سبيل الله التضحيات. وداعا يا هاشم غزة
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

***********************************

                         

السلام على نفس طاهرة ارتحلت إلى ربها، وقلب كان مأوى للإيمان والولاء.

السلام على بُنيان شُيِّدَ من الصبر، وعزم لم يتزحزح أمام العواصف.

إنه وداعٌ لجسد، لكنه بقاء لروح ستظل تلهم الأجيال.

سنفتقدك يا سيدي.. سيفتقدك المجاهد والمرابط الذي كنت له نورًا في الظلمات، وسندًا في الشدائد.

سيفتقدون وجهك البسام الذي كان يذكرهم بأن النصر قرين اليقين.

ستبكي عليك الخنادق والمتارس، فقد عهدت فيك قائدًا يمشي بين صفوف رجاله، ليس بتكبر الجبابرة، بل بتواضع العارفين.

كنت تحمل في صمتك قوة الجبال، وفي ابتسامتك رحمة الأنبياء.

لقد كنت يا سيدي هاشم تجسيدًا للإحسان الذي ينبع من الإيمان، والتواضع الذي يختبئ في قلوب العظماء.

كنت كالسيف إذَا أحمرت الحرب، وكالغيث إذَا اشتدت الأزمات.

لقد علمتنا أن الإيمان ليس شعارا يرفع، بل هو دم يسري في القلوب، وعزم يحطم الحدود.

سيفتقدك غبار الجبهات وترابها، فقد امتزج عرقك بطينها، واختلطت أنفاسك بهوائها.

ستحنو عليك الصحارى التي شهدت صبرك، وستروي الجبال التي حفظت صعودك قصة رجل لم يعرف الهوى إلا إلى رضا ربه.

ستظل السهول والأودية تردّد خطاك، كأنها أوتار تعزف ملحمة الفداء.

سيفتقدك الأحرار في كُـلّ بقعة من الأرض، فقد كنت لهم نجما يهتدون به في ليالي الغربة.

سيفقدك الشجر والحجر والبشر، فأنت الذي جعلت من وجودك وعدا بغد أفضل.

ولكن اعلم أننا على دربك سائرون، بعزيمة لا تلين، وإرادَة لا تنكسر.

فشعب اليمن الأبي لن يزيده هذا الفقد إلا شدة ومواجهة وصبرًا وثباتًا.

سيظل نضاله مُستمرًّا، وعزمه صخرة تتحطم عليها أمواج الأعداء.

قال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام:

صبرًا على مضض الألم، وجِدًّا في جهاد العدوّ.

فمرةً لنا من عدونا، ومرةً لعدونا منا.

فلما رأى الله صدقًنا أنزل بعدونا الكَبْتَ، وأنزل علينا النصر.

فلا يعلم العدوّ أن دمك الزكي سيكون كابوسا على رؤوسهم، يراقص أحلامهم برعب لا ينتهي.

سيعيشون في جحيم من خوفهم، وسيدركون أن استهدافهم لك لم يكن إلا نكوسًا في حساباتهم.

إن دمك يا سيدي لن يضيع هدرًا، بل سيكون شعلة تضيء درب الثأر، وبركانا يجرف كيانهم، وزلزالًا يزعزع عروشهم.

واعلم أيها الشهيد الأعز أن الراية لن تسقط، بل سترتفع أعلى بيد أمينة، يد اللواء الركن يوسف حسين المداني أبي حسين.

فقد جاء الرجال كما يجيء البدور، ينيرون دجنة الليل.

إنه الرجل المناسب للمرحلة، القائد الذي يجمع بين صلابة الحزم ورقي الأخلاق.

أبو حسين المداني هو مالك الأشتر لهذا العصر، القائد المؤمن الذي يحمل في قلبه غضبة المسلمين، وفي يده بأس الأُمَّــة.

سيزلزل الأعداء من اليهود ومن والاهم، وسيجعلهم يذوقون الحساب المر، حساب الذين يعتدون على حقوق الأُمَّــة وكرامتها.

فاهنأ يا سيدنا بالفوز والرضوان، فقد أديت الأمانة، وبذلت الغالي والنفيس.

لقد كنت شمعة أحرقت نفسها لتضيء لنا درب الجهاد.

واليوم، نعدك أن دمك لن يجف قبل أن يكون شهادة اتّباع على أعداء الدين والأمة.

ستمضي قدمًا يا أبو حسين، وسنمضي معك على هدي من رحلوا، مستمسكين بعُرى الإيمان، متمسكين بحبل الله.

فاليمن الأبي لن يترك ساحة القتال، ولن تسكت صوته حتى تزول الغصة، ويظهر الحق بأجلى صوره.

قال أمير المؤمنين عليه السلام:

اللهم إن أظفرتنا على عدونا فجنبنا الكبر وسددنا للرشد،

وإن أظفرتهم علينا فارزقنا الشهادة، واعصمنا من الفتنة.

إلى اللقاء يا سيدي هاشم، في جنات النعيم، حَيثُ لا خوف ولا حزن.

وسنظل نرفع رؤوسنا بفخر، ونقول: هذا دربنا، وهذا قائدنا، وهذا مصير كُـلّ غازٍ في سبيل الله.

تغطيات