• العنوان:
    وداعًا قائدَ شهداء ملحمة الفتح الموعود
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    أبو هاشم الغماري أضحى أول قائد عسكري ورئيس أركان جيش عربي وإسلامي يقصفُ عُمقَ الكيان العدوّ بالصواريخ والطيران المسيَّر، ويطبِقُ عليه حصارًا بحريًّا، ويلقِّنُ جيوشًا وأساطيلَ درسًا قاسيًا، حتى أسقط هيبةَ حاملات الطائرات وطائرات الشبح من طراز B-52 وB-2، ويرغِمُ القوة العظمى -الأمريكية- على وقفِ عدوانها والانسحاب خائبةً ذليلةً، تستجدي يمن الحكمة والإيمان وقف العمليات البحرية على أساطيلها، وتطلب حلًا عاجلًا.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

**********************************

               

الحمد لله الذي اختص من أوليائه الأصفياء خَاصَّة، فاتخذهم شهداء، وأكرمهم بوسامه الأعلى، ورفعهم بمنّه وكرمه من الحياة الدنيا إلى الحياة العليا.

فقد عصمهم من ميتة البُؤساء، فارتقوا إلى جوار مليكهم، وهبهم الحياة الخالدة بلا انقضاء، ونعيمًا أبديًّا في جنة المأوى مع النبيين والصديقين والشهداء.

لهم رزقهم بلا انتهاء، فنعم العاقبة، ونعم الجزاء!

أُولئك الذين لبَّوا النداء، باعوا لله جماجمهم وأنفسهم وأموالهم، فربحوا البيع، وفازوا بجنةٍ عرضها السماوات والأرض، أُعدَّت لمن جاهد في سبيل الله بعزمٍ وعزةٍ وإباء، وأنفق في سبيله في السراء والضرّاء، وقاتل أعداء الله ورسوله وأولياءه، فكانت على يديه مصارع الأشقياء.

إنهم أُولئك الذين أعزّ الله بهم جنده، والمستضعفين في أرضه، وغزة هاشم، والأقصى مسرى خاتم الأنبياء.

ظلّ عامين كاملين يخوض أشرف وأقدس معركة، في مواجهة مباشرة مع الصهيوني الغاصب، ألدّ الأعداء.

فلما آن أوان رحيله إلى العلياء، قضى نحبه وارتقى إلى جنّات الله شهيدًا كريمًا عظيمًا، ليلقى ربه ويحيا بقربه - تلك أمنيةٌ طالما سأل الله أن يكرمه بها، فتقبّل منه الرجاء، واستجاب له الدعاء.

هنالك سلّم الراية بكل شموخٍ وكبرياء إلى قائدٍ جسورٍ عظيمٍ من المجاهدين العظماء.

ذلك هو سيدي الشهيد القائد محمد بن عبد الكريم الغماري، المشهور بأبي هاشم، الذي أوكل إليه السيد المولى عبد الملك بن بدر الدين الحوثي - قائد الثورة وعلم الهدى، حفظه الله وأعزّ به الإسلام والمسلمين - مهمة رئاسة أركان القوات المسلحة اليمنية، فسطّر الملاحم، وخاض غمار معركة إسناد غزة، فكان سيف الله الصارم.

فأنزل بأعداء الله ردًّا مزلزلًا ساحقًا قاصمًا، وأمطر مغتصبات الكيان اليهودي الغاصب بالضربات الحيدرية المنكّلة بالعدوّ الصهيوني الغاشم.

وفي عهده المبارك، شهدت القوات المسلحة اليمنية نقلةً نوعيةً وبناءً شاملًا، وكان له الفضل في إنتاج وتطوير الصناعات العسكرية المختلفة: البرية، والبحرية، والجوية، دون أن يحُلّ دون ذلك أي حائل.

فأضحى أول قائد عسكري ورئيس أركان جيش عربي وإسلامي يقصف عمق الكيان العدوّ بالصواريخ والطيران المسير، ويطبِقُ عليه حصارًا بحريًّا، ويلقن جيوشًا وأساطيلَ درسًا قاسيًا؛ حتى أسقط هيبة حاملات الطائرات وطائرات الشبح من طراز B-52 وB-2، ويرغم القوة العظمى -الأمريكية- على وقفِ عدوانها والانسحاب خائبةً ذليلةً، تستجدي يمن الحكمة والإيمان وقف العمليات البحرية على أساطيلها، وتطلب حلًا عاجلًا.

وغدا الطيران المسير يستهدف أهدافا حيويةً وحساسةً في عمق الكيان الزائل، وكذلك الصواريخ الباليستية والفرط صوتية التي أرعبت المحتلّ، ففرّ منها خائفًا مذعورًا يحتمي بالملاجئ.

بل إن الصواريخ الباليستية نالت من بوارج وحاملات الطائرات الأمريكية في البحار بدقةٍ أذهلت العالم، وأبهتت العدوّ المتغطرس في البحار والمحيطات، فحيرت العسكريين، وأدهشت ذوي الفهوم والعقول والخبراء.

ولعلّ المفاجأة الكبرى لأعداء الأُمَّــة والغرب الكافر كانت في التطوير المتسارع للدفاعات الجوية، ودورها الفعّال في الحيلولة دون القصف الهستيري الصهيوني الذي كان مخطّطا له لتدمير البنى التحتية والمنشآت المدنية، وقتل المواطنين الأبرياء، وقصف المستشفيات والمؤسّسات المختلفة والأحياء السكنية والمنازل.

ناهيك عن التأهيل والتدريب والإعداد للجيش اليمني والأُباة البواسل، ومئات الآلاف من أبناء الشعب الكرام، استعدادا للزحف البري لتحرير الأقصى ومقدسات الأُمَّــة، وتطوير وتحديث الأسلحة بشكلٍ متواصل.

السلام عليك يا أبا هاشم، القائد المجاهد الجسور، المؤمن الصادق الصابر الغيور، والليث الكاسر، الحاضر دومًا في مقدمة الصفوف على كُـلّ الجبهات والثغور.

السلام عليك في عِداد الشهداء، يوم سطّرت المجد، وكتبت النصر بالدماء، وغدوت - بفضل الله - نجمًا يمانيًّا محمديًّا علويًّا حسنيًّا يتلألأ في السماء.

السلام عليك يوم ولدت، ويوم جاهدت في الله حقّ الجهاد، ويوم تُبعث حيًّا، ويوم ارتقيت إلى علياء الله شهيدًا على نهج القرآن ومسيرة الأعلام، فحطّمت الأصنام، ونصرت كلمة الله والإسلام، وأثبت للعالم أجمع أن الإسلام دين الله الحق الذي لا يقبل الانهزام، وأن شعب الحكمة والإيمان شعبٌ لا يُضام، ولا يكلّ، ولا يملّ عن إسناد المقاومين الكرام ومناصرتهم، ولا يعرف التراجع أَو الاستسلام.

وعهدًا بأننا سنمضي على دربك بكل ثبات، وفي سبيل الله تهون التضحيات، حتى نثأر لدمائك الزكية الطاهرة من قاتليك المحتلّين الغزاة، والمتجبرين الطغاة.

ولله عاقبة الأمور.