• العنوان:
    المتوكل للمسيرة: الغماري قائد التحولات ورجل القرآن الذي أركع أمريكا وادواتها
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    خاص| المسيرة نت: قدّم عضو رابطة علماء اليمن وعضو المكتب السياسي لأنصار الله، الوزير السابق في حكومة التغيير والبناء، الدكتور طه المتوكل، أحرّ التعازي والمواساة في استشهاد القائد الكبير رئيس هيئة الأركان العامة في القوات المسلحة اليمنية محمد عبد الكريم الغماري_ إلى أسرة الشهيد الكريمة، وإلى السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي_ يحفظه الله_ وإلى رئيس المجلس السياسي الأعلى، مهدي المشاط، وقيادة القوات المسلحة، والشعب اليمني العظيم، مؤكدًا أن الأمة اليمنية فقدت قائدًا فذًّا، ورجلًا من طراز خاص، جمع بين الإيمان، والقيادة، والعمل الميداني، والرؤية الاستراتيجية.
  • كلمات مفتاحية:

وفي حديثٍه لقناة المسيرة، اليوم، عبّر الدكتور المتوكل عن عميق حزنه وفخره بهذا القائد القرآني العظيم، الذي ارتقى شهيدًا وهو يؤدي واجبه الجهادي في واحدة من أعظم المعارك وأقدسها، معركة نصرة فلسطين والمستضعفين في الأرض.

وأوضح أن الشهيد القائد محمد عبد الكريم الغماري كان نموذجًا فريدًا للقائد المجاهد، الذي نذر حياته لتنفيذ توجيهات السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي في بناء القدرات العسكرية وتطوير قدرات الردع الاستراتيجي في مواجهة الأعداء، وعلى رأسهم العدو الإسرائيلي.


وأشار إلى أن الغماري عمل خلال السنوات الماضية بإخلاصٍ وتفانٍ لتأسيس قوةٍ عسكريةٍ يمنيةٍ قادرةٍ على ردع الأعداء، حتى تحققت بفضل جهوده معجزات ميدانية وعسكرية جعلت العدو الإسرائيلي يتلقى ضرباتٍ موجعة من أرض اليمن.

وأضاف أن الشهيد الغماري كان في طليعة الموقف اليمني المقاوم، وأن كل صاروخٍ انطلق نحو الكيان الصهيوني، وكل طائرةٍ مسيّرةٍ حلّقت في سماء فلسطين المحتلة، كانت تحمل بصماته وتخطيطه وإشرافه المباشر، ما جعل استشهاده حدثًا مفصليًا يؤكد وحدة الميدان والمصير بين الشعبين اليمني والفلسطيني.

وأشار إلى أن استشهاد الغماري جاء متزامنًا مع ذكرى استشهاد القائد المجاهد يحيى السنوار، في دلالةٍ رمزيةٍ وروحيةٍ عميقة على أن القضية الفلسطينية هي قضية الأمة بأكملها، وليست قضية جغرافية محدودة، وأن دماء الشهداء من اليمن وغزة ولبنان وإيران تختلط اليوم لتؤكد وحدة الهدف والمشروع والمصير.


وقال المتوكل: “الشهيد الغماري جسّد المشروع القرآني التحرري قولًا وفعلًا، فقد كان وعيه القرآني العميق وبصيرته العالية دافعًا له نحو العمل الدؤوب والمتواصل لبناء قوةٍ تحمي المستضعفين وتردع المعتدين”.

وتابع " أن هذا القائد الشاب حمل رؤيةً استراتيجيةً ناضجة رغم صغر سنه، وكان يعمل ليلًا ونهارًا من أجل تحقيق توازن الردع مع العدو الصهيوني، حتى أصبحت القوات المسلحة اليمنية رقمًا صعبًا في معادلة الصراع الإقليمي".

وأكد أن اختلاط الدماء اليوم بين الشهداء من مختلف ساحات المقاومة هو تأكيد على أن القضية واحدة والمشروع واحد، مشيرًا إلى أن العدو الصهيوني يسعى لتجزئة الساحات وإضعاف الجبهات، لكن وعي الأمة ووحدة مقاومتها أفشلت تلك المخططات.

وأوضح أن الشهيد الغماري كان قائدًا ميدانيًا واستراتيجيًا في آنٍ واحد، عرفه المجاهدون في مختلف الجبهات بصفاته الإيمانية العالية وتواضعه الجمّ، فكان يعيش همومهم ويشاركهم الميدان والمعاناة والحصار، وفي الوقت ذاته يبني الاستراتيجيات الكبرى التي جعلت اليمن اليوم يمتلك قدراتٍ دفاعية وهجومية متقدمة بعد أن كان في بداية العدوان في حالة شبه معدومة من الإمكانيات.

وأشار إلى أن الشهيد القائد الغماري لم يكن قائدًا عسكريًا تقليديًا كغيره من قادة الجيوش في العالم، بل كان قائدًا قرآنيًا تربّى على نهج القرآن الكريم، ومنهجه كان الرحمة بالمؤمنين والصلابة في مواجهة أعداء الله، مؤكدًا أن هذا القائد العظيم استطاع أن يجسّد نموذج “القائد الذي يعيش للناس ومع الناس”، لا في المكاتب أو المقار القيادية، بل في الميدان وبين المجاهدين.

وأردف بالقول " الشهيد الكبير قدّم حياته في أقدس وأشرف المعارك، معركة نصرة المستضعفين في فلسطين، مستشهدًا بقوله تعالى: «وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليًا واجعل لنا من لدنك نصيرًا»، مبينًا أن الشهيد الغماري كان نصيرًا لهؤلاء المستضعفين، حيث بنى بيديه ومع رجاله القوة التي جعلت العدو الإسرائيلي يعيش الرعب ويدخل الملايين من مستوطنيه إلى الملاجئ تحت وطأة الصواريخ اليمنية التي وصلت إلى عمق الأراضي المحتلة.

كما أكد أن القائد الشهيد لم يُستشهد في معركةٍ عبثية، بل في معركةٍ مقدسةٍ واضحة المعالم، معركة القدس، معركة الأمة في وجه الطغيان الصهيوني، ولذلك كان جديرًا بهذا الاصطفاء الإلهي العظيم، وبتلك المكانة التي نالها بين الشهداء الأبرار.

 

وشدد المتوكل على إن الأمة لا تُهزم بسقوط الشهداء، بل تستمد من دمائهم الزكية العزم والإصرار على مواصلة الطريق، مشيرًا إلى أن استشهاد الغماري سيكون منعطفًا جديدًا في مسيرة المقاومة، وأن دماءه ستبقى وقودًا لجولاتٍ قادمة حتى يتحقق وعد الله بالنصر ودخول القدس وتحرير فلسطين وزوال الكيان الإسرائيلي زوالًا نهائيًا.

ودعا الشعب اليمني والأمة الإسلامية إلى التمسك بالمنهج القرآني والمشروع الجهادي الذي سار عليه الشهيد الغماري ورفاقه، مؤكدًا أن العدو لن يستطيع كسر إرادة الشعوب الحرة، وأن المجاهدين سيواصلون المعركة المقدسة حتى يتحقق الفتح الموعود ويُرفع لواء الحق فوق المسجد الأقصى المبارك.