• العنوان:
    قبلة الأحرار مصدر الإلهام
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    لو لم يكن في غزة إلا يحيى السنوار، لكفى أن تكونَ قِبلة الأحرار ومصدر الإلهام، فكيف وفي غزة ألف ألف سنوار؟
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

السنوار ليس فردًا بقدر ما هو عنوانٌ لروحٍ مقاومة، تختصر في شخصه إرادَة شعبٍ بأكمله، يؤمن أن الحرية لا تُمنح، بل تُنتزع بدماء الرجال وثبات المؤمنين.

في غزة، كُـلّ بيت مدرسةُ تضحية، وكل طفل مشروعُ مقاوم. هناك تتجسد معاني العزة في أبهى صورها؛ إذ تتحول المدينة الصغيرة المحاصَرة إلى أكبر رمزٍ للكرامة الإنسانية في وجه آلة العدوان والخذلان العربي.

لماذا غزة؟

لأنها الأكثر كثافةً سكانية والأقل أميّة، ولأنها رغم فقرها تحوّلت إلى منارةٍ للوعي والعلم والكفاح.

غزة التي تضيق عليها الأرض، تفتح لنفسها أبواب السماء. تُحاصر في البحر والبرّ والجوّ، لكنها لا تعرف الانكسار.

إنها حكاية شعبٍ لم يتعبه الحصار بقدر ما صقله، حتى بات صموده عقيدةً لا تُهزم.

السنوار.. أيقونة الأحرار

يحيى السنوار ليس زعيمًا عاديًّا، بل تجسيدٌ لثقافة المقاومة في أنقى صورها.

حين يتحدث متحديًا العالم، فهو لا يتحدث بلسانه، بل بلسان أُمَّـة تؤمن أن الدماء التي تُراق في سبيل الحرية هي أعظم بيانٍ سياسيّ يمكن أن يُقال.

السنوار اليوم صار أيقونةً عالميةً، تُذكر إلى جانب رموز التحرّر في التاريخ، لأنه يجسّد فكرة أن القوة الحقيقية هي في الإيمان بعدالة القضية.

طوفان الأحرار.. من غزة وإليها

من غزة انطلق طوفان الأحرار ليقلب الموازين ويعيد للوعي الإنساني معناه.

لم يكن مُجَـرّد ردٍّ عسكري، بل صرخةَ كرامةٍ في وجه عالمٍ أصمّ، أعاد تعريف مفهوم الردع، وأثبت أن الشعوب لا تُهزم مهما بلغت قوة الطغيان.

ذلك الطوفان كان امتدادا لمسيرة طويلة من الإيمان والتضحية، أكّـدت أن غزة ليست عبئًا على الأُمَّــة، بل روحها الحيّة.

غزة.. الحكاية التي لا تنكسر

صغيرة المساحة، كبيرة الأفعال؛ تضيق عليها الأرض، فيجد أهلها السماء مفتوحة.

تتآمر عليها الأنظمة، فيزداد أهلها إيمانًا بعدالة موقفهم.

وفي كُـلّ عدوان، تُعيد غزة تعريف الشجاعة، وتمنح الأُمَّــة فرصةً جديدة لتكتشف من هم الأحرار ومن هم العبيد.

غزة ليست مُجَـرّد مدينة، بل حالة وعيٍ وموقفٍ أخلاقيٍ عالمي.

هي المرآة التي تنكشف فيها وجوه الأنظمة وأقنعة الزيف.

وفي زمنٍ تتراجع فيه القيم، تبقى غزة -بصمودها وإيمانها- قبلة الأحرار ومصدر الإلهام لكل من لم يبع ضميره للخِذلان.