• العنوان:
    خبراء يربطون بين استباحة الأراضي وتحركات المدعو ب" الجولاني لخدمة مصالح الاعداء
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    خاص| المسيرة نت: تشهد الساحتان اللبنانية والسورية تصعيداً متواصلاً من قبل كيان العدو الصهيوني، في ظل تحولات جيوسياسية عميقة تتشابك فيها المطامع الدولية والإقليمية الاستعمارية للمنطقة.
  • كلمات مفتاحية:


ففي الوقت الذي تتعرض فيه الأراضي اللبنانية والسورية لاعتداءات عسكرية واقتصادية ممنهجة، تبرز تحركات سياسية لافتة، أبرزها زيارة المدعو بـ "الجولاني" إلى موسكو، الأمر الذي يستدعي قراءة معمقة لأبعاد هذه التطورات وتداعياتها على أمن واستقرار المنطقة.

في هذا السياق سلط الخبير العسكري والاستراتيجي العميد عمر معربوني، والكاتب والمحلل السياسي فراس فرحات، الضوء على ملامح هذا المشهد المعقد، مؤكدين أن العدوان الصهيوني يتجاوز الأهداف العسكرية المعلنة، ليطال البنى التحتية وسبل عيش المدنيين، فيما وصفا اللقاء الروسي- "الجولاني" بأنه "لقاء ضرورة" يحكمه منطق المصالح الاستراتيجية.

كشفت التطورات الميدانية الأخيرة عن استمرار وتيرة التصعيد الصهيوني، مركزة على الأهداف المدنية والاقتصادية:

ففي لبنان، أدت اعتداءات كيان العدو الجوية إلى إصابة مدنيين في جنوب لبنان، وتفجيرات ضخمة شرق بلدة ميس الجبل. والأخطر، عمليات التجريف التي نفذتها جرافات صهيونية داخل الأراضي اللبنانية شرق بليدة، في تأكيد على هدف احتلالي يتجاوز الردع العسكري.

وفي سوريا،  توغلت دوريات الاحتلال الإسرائيلي في ريف القنيطرة الشمالي، ونفذت مداهمات للمنازل، كما تمركزت آلياتها في محيط الكروم ببلدة الصمدانية الشرقية، في خرق واضح للسيادة السورية.

العميد عمر معربوني أكد أن الاعتداءات المستمرة تستهدف، في جوهرها، السيادة اللبنانية، والسورية ، وتثبت معادلة الاستباحة التي حذر منه السيد القائد عبالملك بدر الدين الحوثي _ يحفظه الله_ مشيراً إلى أن الرواية الصهيونية التي تزعم استهداف منشآت حزب الله غير دقيقة، حيث أن الغالبية الساحقة من الضحايا هم مواطنون لبنانيون مدنيون.

 والأهم، وفق معربوني، هو الهدف الاستراتيجي الثاني لـ كيان العدو: "منع الإعمار أو منع العودة إلى الإعمار"، مستدلاً على ذلك باستهداف الجرافات والمنازل بنسبة تصل إلى 60% من الغارات.

 واعتبر أن "الوضعية في لبنان هي وضعية مقاومة" معقدة، لكنها مؤهلة للرد الموجع في المرحلة المقبلة.



وتابع " وفي سياق التحولات السورية المعقدة، جاءت زيارة المدعو بـ "الجولاني" إلى موسكو لتثير تساؤلات حول أهدافها الحقيقية وتداعياتها الإقليمية، خاصة في ظل استمرار الفوضى ومقتل أربعة من عناصر "الجولاني" في دير الزور.

 الأولوية الروسية، بحسب معربوني تؤكد أن اللقاء يخدم الحاجة الروسية للحفاظ على قواعدها العسكرية الاستراتيجية في حميميم وطرطوس كمنطلق لتواجدها وتوسعها نحو إفريقيا، ومواجهة الهيمنة الامريكية في المنطقة ، في تعارض واضح مع المصالح الأمريكية.

وأشار إلى أن التوجه الروسي يتضمن "مرونة" في التعامل مع كيان العدو الصهيوني وعدم الدخول في اشتباك مباشر، مع مراقبة حذرة للمخطط الصهيوني  في سوريا.

وحول التوقيت والدوافع اعتبر معربوني أن التوقيت كان "ذكياً" بعد التخفيف من إجراءات قانون قيصر الأمريكي، مؤكداً أن واشنطن لن ترضى بتطور العلاقة السورية-الروسية إلى مستوى التحالف، وأن المسألة الآن هي "انتقالية وترتبط بالمصالح" المتبادلة.

من جانبه، أكد الكاتب فراس فرحات أن تحرك "الجولاني" يأتي في إطار ، تحولات صهيونية، داخل الأراضي السورية، وأن "المشروع السوري لم ينجز بعد".

 كما أشار إلى أن السياسة التركية قد بدأت في التراجع والوضوح، وأن إعلان ما يسمى بـ "إسرائيل الكبرى" يمثل رسالة غربية تحاول إعادة صياغة التوازنات الإقليمية.


وشدد على أن تعزيز النفوذ الصهيوأمريكي  في شرق سوريا مستمر، في موازاة الاعتداءات الصهيونية على المدنيين، وتحقيق مكاسب صهيونية استراتيجية، دون أي ردة فعل من قبل السلطة العميلة.

في المحصلة، يؤكد الخبراء أن المشهد الإقليمي يتسم بتداخل الأزمات؛ فالتصعيد الصهيوني المستمر يسعى إلى ضرب الاستقرار والبنى التحتية، وترسيخ معادلة الاستباحة للأراضي السورية، فيما تسعى القوى الدولية والإقليمية لإعادة ترتيب أوراق نفوذها في سوريا، مما يضع شعوب المنطقة أمام تحديات وجودية تتطلب يقظة وحذراً في قراءة مسارات التحول.