• العنوان:
    خدمة الكيان مقابل البقاء.. الجولاني يقدم أوراق اعتماده للأعداء
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    المسيرة| محمد ناصر حتروش في مشهدٍ يعكس عمق الاختراق الصهيوني للمشهد السوري، وتداخل الأدوار بين أدوات الكيان الإسرائيلي ومخططاته، تتكشّف يوماً بعد آخر معالم الدور الحقيقي الذي يلعبه المدعو أبو محمد الجولاني، زعيم ما تُعرف بـ"هيئة تحرير الشام".

ما بين التحالفات الخفية، واللقاءات المعلنة، وتصريحات الطمأنينة التي يبعث بها في كل اتجاه، تتبلور صورة مشروع واضح المعالم: تقسيم سوريا من الداخل، وتجهيز كيان هجين يخدم الأجندات الأمريكية – الصهيونية في المنطقة.

وفي هذا السياق يؤكد الكاتب والباحث السياسي أوس نزار أن الجولاني لم يكن يوماً إلا واجهة صهيونية بامتياز، يتم تحريكها وفق أجندات أمريكية وغربية لضرب سوريا. 

وفي حديث خاص لقناة المسيرة يوضح نزار أن تصريحات سابقة للسفير الأمريكي السابق في دمشق، روبرت فورد، ومستشار الأمن القومي البريطاني، جونسون بول، كشفت عن أدوار خفية وأساليب الدعم التي تلقتها هذه الجماعات منذ بدايات الأزمة.

ويلفت إلى أن الكيان الصهيوني كان المستفيد الأكبر من هذه الأدوات، خاصة بعد سيطرته على مناطق استراتيجية كالقنيطرة وجبل الشيخ وحوض اليرموك، دون أي مقاومة تُذكر من الجماعات المسلحة، التي كانت تُركز عملياتها ضد مكونات الشعب السوري في الجنوب والساحل.

ويشدد بإن الجولاني يسعى لإرضاء الكيان الصهيوني عبر رسائل الطمأنينة السياسية، في انسجام واضح مع التوجهات الأمريكية، محاولاً بذلك ضمان بقائه ضمن اللعبة الدولية، حتى لو كان الثمن هو الدم السوري والسيادة الوطنية.

وحول زيارة الجولاني الأخيرة إلى روسيا، يقول نزار " الزيارة  جاءت بعد أن استُنزف وانتهى دوره لدى الكيان الصهيوني، مضيفًا أن موسكو قدمت له مجموعة مطالب تتعلق بالمعتقلين، لكنه من المتوقع أن يناور كعادته بإجراءات شكلية لا تلامس جوهر القضايا الإنسانية.

ويتحرك الجولاني وفق رؤية خاصة، يسعى من خلالها لتقديم أوراق اعتماده كـ"زعيم محتمل" لكيان انفصالي داخل سوريا، يحاكي النموذج الأمريكي – الصهيوني في تفتيت الدول.

وحول هذه الجزئية يؤكد الدكتور الشيخ في تصريح خاص لـ"المسيرة نت" إن الجولاني "مهووس بالسلطة"، ويعمل على تكريس واقع زائف يصدق فيه نفسه، كما يحاول فرضه على المجتمع الدولي، رغم أنه لا يتمتع بأي شرعية دستورية، ولم يأتِ عبر صناديق الاقتراع، بل عبر منطق الغلبة وقوة السلاح.

وفي حديثه لقناة المسيرة يقول الشيخ " تاريخ هذه الجماعات، ومن ضمنها هيئة تحرير الشام، يكشف ارتباطات مشبوهة مع العدو الصهيوني، حيث قدمت هذه الميليشيات خدمات مباشرة للاحتلال، أبرزها استهداف بطاريات الدفاع الجوي للجيش السوري في فترات حساسة، فضلاً عن تلقي جرحاها العلاج في كيان العدو، وهو ما يُعد قرينة واضحة على طبيعة العلاقة بين الطرفين.

ويشير إلى أن  تصريحات الجولاني الأخيرة، التي قال فيها إن "الكيان الصهيوني ليس عدواً"، تفضح حقيقة اصطفافه في خندق واحد مع تل أبيب ضد أعداء مشتركين، ما يؤكد أن مشروع الجولاني لم يعد يستهدف فقط سوريا، بل يمتد ليشمل المنطقة بأكملها خدمةً لأجندات خارجية، لافتاً إلى أنه من اللافت أن الجولاني يحاول طمأنة الكيان الصهيوني ودول مثل تركيا، بالقول إنه لا يشكل تهديداً لها، في الوقت الذي تنفذ فيه ميليشياته عمليات تهدد أمن لبنان، وتزرع خلايا نائمة في العراق، وتتحرك على حدود الأردن، مما يثبت ازدواجية خطابه".

ويتساءل الدكتور الشيخ: "هل الجوار السوري محصور فقط في تركيا وإسرائيل؟ ماذا عن لبنان؟ ماذا عن العراق؟ ماذا عن الأردن؟"، مشيراً إلى أن ميليشيات الجولاني مارست أنشطة إرهابية في هذه الدول، وهو ما يؤكد نواياه الحقيقية تجاه جوار سوريا العربي.

 مشروع الجولاني... كيان وظيفي فوق ركام وطن

بينما تسعى قوى الهيمنة لفرض وقائع جديدة على الأرض السورية، يظهر الجولاني كأحد أبرز تجليات المشروع التقسيمي، يتنقل بين الولاءات، ويتقن لغة المراوغة السياسية، لكنه في النهاية يبقى أداة تحترق بعد استخدامها.

ومع انكشاف أوراقه، واستنزاف أوراق الدعم الخارجية، يجد الجولاني نفسه في زاوية ضيقة، يحاول عبرها البقاء في المشهد السياسي، حتى لو كان الثمن هو إقامة "جمهورية وهمية" على أنقاض الجغرافيا السورية، والتماهي التام مع المشروع الصهيوني في المنطقة.

الوقائع والشهادات، كما قدمها نزار والشيخ، لا تترك مجالاً للشك:
الجولاني لم يكن يوماً جزءاً من مشروع وطني، بل رأس حربة في مشروع تدمير سوريا والمنطقة، والمرحلة القادمة قد تكون لحظة الحساب.