• العنوان:
    القاذفات الاستراتيجية الأمريكية تتجه صوب فنزويلا وانتهاكات "ترامبية" بشمّاعة "مكافحة الإرهاب".. سيناريو غزو العراق يتكرر
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    نوح جلّاس | خاص | المسيرة نت: في خطوة تكشف استعدادات عدوانية أمريكية متصاعدة تجاه فنزويلا، كشفت بيانات ملاحية اليوم الأربعاء عن تحليق قاذفتين استراتيجيتين من طراز B-52 قبالة السواحل الفنزويلية، بعد يوم واحد من تبنّي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عدوانًا على سفينة مرتبطة بـ"كاراكاس" زعم أنها تتبع "منظمة إرهابية".
  • كلمات مفتاحية:
هذه التحركات تكشف تناقضًا صارخًا بين طبيعة السلاح الذي حركته أمريكا اليوم ومغالطات ترامب، فاستعمال قاذفات استراتيجية ضخمة مثل B-52 يُخصَّص عادةً للحروب الكبرى والمهام العسكرية الثقيلة، بينما لا تتطلب العمليات التي تزعمها واشنطن هذا المستوى من القوة الجوية، ما يشير إلى إعداد أمريكي لتصعيد أوسع محتمل ضد فنزويلا.
وتزامنًا مع تحريك القاذفات – التي عادةً ما تمهّد لاعتداءات واسعة – أدلى ترامب بتصريحات جديدة الليلة، نقلتها وكالة "رويترز"، أكد فيها أنه سمح لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) بالعمل داخل الأراضي الفنزويلية، رافضًا في الوقت نفسه التعليق على أي إجراء محتمل ضد الرئيس نيكولاس مادورو، وهو ما يعزز المؤشرات على أن واشنطن باتت في طور تفعيل مسار العمليات السرية والميدانية ضد فنزويلا تحت غطاء "مكافحة الإرهاب".
وتأتي هذه التطورات بعد تحليق مقاتلات أمريكية فوق السواحل الفنزويلية مطلع الشهر الجاري، ما اعتبرته كاراكاس انتهاكًا عدوانيًا خطيرًا دفعها إلى إعلان حالة استنفار عسكري شامل، في وقتٍ تتصاعد فيه التحركات الأمريكية السياسية، لا سيما عقب منح زعيمة المعارضة في فنزويلا "ماريا كورينا ماتشادو" جائزة نوبل للسلام قبل أيام، وهو ما يُقرأ كغطاء سياسي جديد يهيّئ المسرح الدولي لأي تحرك أمريكي ضد كاراكاس، ليبدو المشهد واضحًا بأن واشنطن تعمل وفق خطوات مدروسة وممنهجة – ممزوجة بأطماع متعددة – تستهدف النظام الفنزويلي الذي يُعد من أبرز مناهضي الهيمنة الأمريكية في أمريكا اللاتينية.
كما أن الإجراءات الأمريكية بكل جوانبها تكشف عن استراتيجية مزدوجة تجمع بين تبرير التحركات العسكرية بزعم "مكافحة الإرهاب" وبين الإعداد السياسي والاستخباري لمضاعفة فرص تحقيق الهدف الذي بات جليًا، لتُعيد هذه السيناريوهات إلى الواجهة نتائج الخطوات التي اتخذتها واشنطن تجاه بغداد قبل أكثر من عقدين.
بالأمس حضرت عناوين "مكافحة الإرهاب" والأسلحة المزعومة، وتفويج القاذفات الاستراتيجية B-52 إلى مسرح العمليات، فكانت آنذاك استباقًا تمهيديًا لغزو العراق، ما يجعل من تكرار ذات الخطوات في الوقت الراهن تجاه فنزويلا تكتيكًا أمريكيًا مكشوفًا، في حين تعيش "كاراكاس" بدورها حالة طوارئ واستنفار عسكري على امتداد الشريط الحدودي من جهة "الكاريبي"، حيث تتجه التحركات العسكرية المشبوهة للولايات المتحدة.