• العنوان:
    وعدُ الآخرة: متى يتحقّق زوال (إسرائيل)؟
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    في قلب القرآن الكريم، هناك وعودٌ إلهية لا تُخطِئ، ترسمُ مصيرَ الأمم بناءً على عدالتها أَو ظلمها. ومن أوضح هذه الوعود ما تعلّق ببني إسرائيل، ذلك القوم الذين كرّر اللهُ قصصَهم في كتابه الكريم تحذيرًا للأمم من بعدهم.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

لعناتٌ متتالية بسَببِ العصيان

لقد كفَر بنو إسرائيل، وعاندوا، وقتلوا الأنبياء، وحرّفوا الكتب، وارتكبوا الظلمَ عبر القرون. فكان جزاؤهم أن لُعنوا على لسان داوود وعيسى بن مريم، وضربت عليهم الذلّة والمسكنة أينما ثُقِفوا، إلا "بحبل من الله وحبل من الناس".

يقول تعالى: ﴿ذُلَّةٌ أَيْنَمَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِّنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ... وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ﴾ (آل عمران: 112)

في سورة الإسراء، يكشف الله تعالى عن سُنّةٍ إلهية محكمة تتعلّق ببني إسرائيل:

﴿لَتُفْسِدُنَّ فِي الأرض مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا﴾

الأولى كانت في العصور القديمة، حين دمّـرهم جيشٌ من عباد الله أولي البأس الشديد. والثانية -التي نعيشها اليوم- هي إقامة كيان الاحتلال الصهيوني على أرض فلسطين المباركة، حَيثُ بلغ علوُّهم ذروتَه، وفسادُهم أقصاه.

﴿فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخرة... لِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا﴾

"تتبيرًا" كلمة قرآنية لا تُحتمل التأويل: تعني الإفناء الكامل، والهدم من الجذور.

والوعد يستمر إلى ما بعدها -المَرَّتَينِ-؛ وهذا ما جاء في قوله تعالى: (وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا)

من سيحقّق الوعد؟

القرآن لا يكتفي بالإخبار عن السقوط، بل يشير إلى من سيُنفّذ هذا القضاء الإلهي. ففي الحديث النبوي الشريف، وفي روايات أهل البيت عليهم السلام، يُؤكّـد أن تحرير القدس وسحق الكيان الصهيوني سيكون على يد "الصفوة المختارين" من آل بيت النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

العدوّ إلى زوال.. والمؤمنون إلى تمكين

ما نراه اليوم من انتصارات متفرّقة لأهل الخير والحق، والمقاوَمة، ومن تآكل في بُنية الكيان الصهيوني من الداخل -بين أزمات هُوية، وانقسامات، وخوفٍ دائم- ليس صدفة. إنها إرهاصات تحقّق الوعد الإلهي. فالله يقول:

﴿إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأنفسكُمْ ۖ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا﴾

وإذا كان الظلم قد طال، فَــإنَّ العدل آتٍ لا محالة. وما أشبه اليوم بالأمس: فكما زال فرعون وجنودُه، وكما سُحق نمرود، سيُزاح هذا الكيان الذي بُني على الدم والغصب.

خاتمة: الأمل في وعد الله

وعد الآخرة ليس خرافة، ولا تمنِّيًا. إنه وعدٌ ربانيٌّ مدوّن في كتابٍ لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. وهو تذكيرٌ لكل مؤمن بأن الظالمين -مهما اشتدّ سلطانهم- لهم نهاية.

فلا تيأسوا، ولا تضعفوا. فـ "لا بد أن تزول (إسرائيل) من الوجود"، كما قال الحقّ تعالى، وكما وعد الصادق المصدوق.