• العنوان:
    ترامب و"العُظماء"!
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    وصف مجرم الإدارة الأمريكية ترامب، عقب انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في شهر سبتمبر الماضي، عددًا من الدول العربية والإسلامية بالقوية والغنية، ووصف حكامَها بالعظماء والأقوياء والرائعين جدًّا!
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

ويقصد ترامب بالدول الغنية الدول الخليجية وبالقوية تركيا ومصر، لكن الدول الغنية من وجهة نظر ترامب يجب أن تكون كُـلّ إمْكَانياتها مسخرةً لخدمته وخدمة مشاريعه الإجرامية لكي تحظى بهذا الوصف، ويجب ألّا تكون إمْكَانياتها مسخرةً لخدمة شعبها أَو الشعوب المشتركة معها في الدم والدين واللغة والتاريخ والمصير!

ويقصد ترامب بالدول القوية -كما هو حال مصر وتركيا- أنها يجب أن تسخر كُـلّ إمْكَانياتها العسكرية لضرب كُـلّ حركة تحرّرية مقاومة للمشاريع الاستعمارية الإجرامية الصهيوترامبية في المنطقة، وبذلك تستحق وصفها من جانبه بأنها قوية، أما أي دولة تسخر ما لديها من قوة أَو جزءًا منها في نصرة المستضعفين والمظلومين ومقاومة المشاريع الإجرامية فتلْقَبُ من وجهة النظر الترامبية قوّةً إرهابية!

ويقصد ترامب بالحكام العظماء الرائعين أُولئك المنبطحين الذين يعلنون صباحًا ومساءً أنه ليس بمقدور أحد تحقيق السلام في الشرق الأوسط وفي أي منطقة في العالم سوى ترامب، وأنه ليس بإمْكَان أحد في هذا العالم إجبار كيان الاحتلال الصهيوني على السلام سوى ترامب!

أُولئك هم الحكام العظماء والأقوياء والرائعون من وجهة نظر ترامب، وإضافة إلى ما سبق من اشتراطات ترامب لوصفهم بالعظماء والأقوياء والرائعين جِـدًّا، الإذعان الكامل لكل ما يصدر عنه لاحقًا حتى وإن كان مخالفًا لما سبق له أن طرحه أمامهم، كما فعل في خطته للسلام المزعوم في غزة حين سرب البعض أن ما أعلنه ترامب عقب لقائه مع المجرم نتنياهو مختلف عما أعلنه في لقائه مع العظماء والأقوياء من الحكام المحسوبين على المسلمين عربًا وعجَمًا!

ولأن خطة المجرم ترامب التي أملاها على الموصوفين من جانبه بالعظماء والأقوياء والأغنياء والرائعين من حكام الأُمَّــة الخانعين كان هدفها انتشال المجرم نتنياهو وكيانه الصهيوني من مستنقع العزلة الدولية، وأنه بمُجَـرّد أن يتحقّق له هذا الهدف فلن يعجز عن الوسيلة لإنتاج ذريعة جديدة لاستمرار جريمة الإبادة الجماعية بحق أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وبإسهام مباشر من حكام الأُمَّــة الإسلامية عربًا وعجَمًا.

وكانت زيارة المجرم ترامب للكيان الصهيوني، وما سبقها من تصريحات وهو على متن طائرته الرئاسية، وما ورد في كلمته أمام الكنيسة اليهودية الصهيونية من عبارات الإطراء والثناء على أدواره وأدوار كُـلّ المجرمين في إدارته وفي الكيان الصهيوني للحفاظ على سلامة ما أسماه دولة (إسرائيل) -الدولة اليهودية الوحيدة على كوكب الأرض حسب وصفه- وإقراره باعتناق ابنته إيفانكا للديانة اليهودية؛ بسَببِ حبِّها الشديد لزوجها اليهودي الصهيوني كوشنر الذي يحب (إسرائيل) بلا حدود!

كل ذلك مثل تجسيدًا عمليًّا حيًّا لتوجّـه ترامب وقادة الكيان الصهيوني لإنتاج ذريعة جديدة لاستمرار فصول جريمة الإبادة الجماعية، بعد أن أرغم الحكام المسلمين عربًا وعجَمًا الموصوفين بالقوة والعظمة على الالتفاف حول مائدة الجريمة الصهيوأمريكية ليشتركوا في ولوغ دماء أطفال ونساء وشيوخ غزة وتهام لحومهم الحية!

وستكون الذريعة بالتأكيد عجز حماس عن الوفاء بالتزاماتها الواردة في الخطة الترامبية فيما يتعلق بنزع سلاحها أَو حتى بعجزها عن تسليم رُفات أحد القرود الصهاينة!

وقد تحدث عن ذلك المجرم ترامب يوم، أمس بكل صراحة أن نزع سلاح حماس سيكون قريبًا وقد يكون عنيفًا، وتحدث عددٌ من مجرمي الكيان الصهيوني عن إخفاق حماس في الوفاء بالتزاماتها المتعلقة بتسليم رفات الصرعى الصهاينة، وتحدث المجرم نتنياهو اليوم بأن حماس إذَا لم تفِ بالتزاماتها فَــإنَّ أبواب الجحيم ستفتح كما ورد في حديث صديقي الرئيس ترامب!

ولم يقتصر الأمر على ذلك بل لقد أعلن مجرمو الكيان الصهيوني إغلاق معبر رفح أمام تدفُّق المساعدات الإنسانية عقابًا لحماس على فشلها في تنفيذ خطة ترامب، وجرى تخفيض عدد الشاحنات الداخلة للقطاع من مختلف المعابر إلى ثلاثمِئة شاحنة بدلًا عن ستمِئة بشرط أن تكون للبنية التحتية الإنسانية، ومعلومة هي الإنسانية عندما يرد الحديث عنها من جانب مجرمي الكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية!

وليس عنا ببعيد مؤسّسة غزة الموصوفة بأنها إنسانية -كيف استخدمها الأمريكان والصهاينة كوسيلة لاصطياد الجوعى والعطشى من أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة خلال الأشهر التالية للإعلان عن تولي هذه المؤسّسة توزيع المساعدات الإنسانية- والتي كانت في حقيقتها وسيلة لتوزيع الموت على أبناء قطاع غزة!

ورغم صراحة وبجاحة ووقاحة وعربدة مجرمي الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني، فَــإنَّ الموصوفين ترامبيًّا بالعظماء والأقوياء والأغنياء من حكام الأُمَّــة الإسلامية عربًا وعجَمًا في حالة صمتٍ مطبّق، وأحسنهم حالًا من يقول: نأمل أن توفر خطة ترامب السلام لأبناء الشعب الفلسطيني وللمنطقة ككل!