• العنوان:
    العفيري.. أيقونة التضحية والولاء في وجه الطغيان
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    خاص| المسيرة نت: في زمنٍ تتجلى فيه المواقف وتُختبر فيه القيم، تبرز سيرة الشهيد الأسير عيسى العفيري كواحدة من أروع قصص الإيمان والثبات والصبر في وجه الطغيان، وكعنوانٍ خالدٍ للعزة اليمنية المتجذرة في ثقافة القرآن وروح الجهاد.
  • كلمات مفتاحية:

فالعفيري لم يكن مجرد أسير في سجون أدوات العدوان الأمريكي السعودي، بل كان مدرسة في التحدي والإباء، وشاهداً على ما يواجهه أحرار اليمن من ظلمٍ وإجرامٍ على يد المرتزقة والخونة في محافظة تعز الذين باعوا أنفسهم للعدو الأمريكي والصهيوني بثمنٍ بخس.

نشأ الشهيد عيسى العفيري في أسرةٍ يمنيةٍ مؤمنةٍ متجذّرة في ثقافة القرآن، لا تنحني للظلم ولا تخضع للطغيان.

 التحق في صفوف المسيرة القرآنية وهو في الخامسة عشرة من عمره، مؤمناً بقضيته، ثابتاً على نهجه، حتى وقع في الأسر بعد سنواتٍ من الجهاد والمواجهة.

قضى العفيري أكثر من عشر سنوات في سجون العدوان ومرتزقته، ذاق خلالها صنوف العذاب الجسدي والنفسي، وتعرّض لمحاولات الإغراء والترهيب كي يتخلى عن مبادئه، لكنه رفض أن يبيع دينه أو وطنه.

 كان يبعث برسائل من داخل المعتقل لأسرته وأبناء مجتمعه، يدعوهم فيها إلى الثبات والصبر والسير على درب الشهداء.

في جريمةٍ جديدةٍ تندى لها جبين الإنسانية، أقدمت أدوات العدوان من المرتزقة والعملاء في تعز على تصفية الأسير عيسى العفيري داخل المعتقل، في انتهاكٍ صارخٍ لكل الأعراف والمواثيق الدينية والإنسانية.

الهيئة النسائية بمكتب أمانة العاصمة، وبالتنسيق مع اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى، نظّمت مجلس عزاء نسائياً واسعاً للشهيد العفيري، أكّدت خلاله أن هذه الجريمة تضاف إلى سجل طويل من الجرائم التي تكشف مدى الانحطاط الأخلاقي للعدوان ومرتزقته، وتُظهر حجم التبعية والعمالة للصهيونية العالمية وأسيادهم في واشنطن وتل أبيب.

منسقة وحدة الأسرى في أمانة العاصمة الأستاذة مريم الصريمي، وفي حديثٍ لقناة المسيرة عبر برنامج “نوافذ الصباحي”، أكدت أن الشهيد العفيري مثّل أنموذجاً للإنسان اليمني القرآني الذي لا يساوم على مبادئه، مشيرةً إلى أن أسرته تجسد المعنى الحقيقي للعزة والولاء لله ورسوله وللمؤمنين.

وقالت الصريمي إن هذه الجريمة تعكس الانهيار الأخلاقي لقوى العدوان التي تتقرب بجرائمها إلى أمريكا وإسرائيل، لكنها في المقابل تفضح حقيقتهم أمام العالم وتزيدنا إيماناً وثباتاً خلف قيادتنا الحكيمة ممثلةً بالسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله.

وأضافت منسقة وحدة الأسرى أن الفارق بين تعامل المجاهدين مع أسرى العدو، وبين تعامل المرتزقة مع أسرى الجيش واللجان الشعبية، هو الفارق بين ثقافتين: ثقافة القرآن والرحمة في مقابل ثقافة الحقد والانتقام.

فالمجاهدون يحافظون على كرامة الأسرى ويصونون أعراضهم وممتلكاتهم، بينما المرتزقة لا يراعون حرمة ولا عُرفاً، يمارسون أبشع أشكال التعذيب والاعتداء بحق الأسرى وأسرهم.

وشددت الصريمي على أن المرأة اليمنية كانت وستظلّ الحاضنة الكبرى لمسيرة الصمود، مشيرة إلى أن وحدة الأسرى بالهيئة النسائية تعمل على دعم أسر الأسرى والمفقودين عبر برامج تثقيفية ومهارية ودورات تأهيلية تزرع فيهم الإيمان والثقة والعزة.

وأكدت أن أسرة الشهيد قدّمت أنموذجاً يُحتذى به في الصبر والولاء والثبات، وأن دماءه الطاهرة ستكون منارة تهدي الأجيال القادمة نحو طريق النصر والعزة.

تحوّل الشهيد الأسير  إلى رمز خالد في ذاكرة اليمنيين، يجسد بصموده معنى الحرية الحقيقية التي لا تُشترى ولا تُمنح، بل تُنتزع بالتضحية والإيمان.

وفي حين يواصل العدو ومرتزقته ارتكاب الجرائم، يؤكد الشعب اليمني رجالاً ونساءً أن دماء العفيري وكل الشهداء لن تذهب هدراً، وأن النصر قادم لا محالة بإذن الله.

تبقى حكاية الشهيد الأسير عيسى العفيري شهادة ناطقة على أن الحرية تولد من رحم المعاناة، وأن أمةً تربي أبناءها على القرآن لا يمكن أن تُكسر مهما طال العدوان أو اشتد الحصار، فالعفيري وأمثاله هم من يصنعون فجر النصر الآتي، ويرسمون بدمائهم ملامح اليمن الحر الأبي.