• العنوان:
    اليمن وغزة.. موقف ثابت لا ينتظر الشكر
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    مع حالة الدمار الشامل في غزة، لا يُطلَبُ من أهلها المكلومين إلا الثبات، هذا ما يُدرِكُه اليمنيون جيِّدًا.. ويكفيهم ما قاله الملثَّم حين خَصَّ أهلَ اليمن بوصفهم "إخوان الصدق"، عبارةٌ أبلغُ من أي شكر رسمي وتعكسُ مكانةَ اليمن في وجدان المقاومة.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

************************************

     

شهدت مِنصاتُ التواصل الاجتماعي مؤخّرًا جدلًا واسعًا حول ما اعتبره البعضُ تجاهلًا من أهل غزة لشكر اليمن على مواقفه الداعمة خلال العدوان الإسرائيلي.

في ظل توقُّف العدوان الصهيوني، ظهرت تعليقات تتساءل: لماذا شكر الفلسطينيون دولًا مثل مصر وتركيا والإمارات..

رغم أن بعضَها متورِّطٌ في التطبيع أَو يُتهَمُ بالتحريض على غزة؟

من الطبيعي في سياقات سياسية معقَّدة أن توجّـه رسائلَ شكر حتى لمن كان يومًا جزءًا من منظومة الضغط أَو التواطؤ، وأكثر من ذلك المحرِّضين على قتلك بل هو القاتل الفعلي لك وبائع قضيتك؛ وذلك لتجنب الأذى أَو الحفاظ على قنوات التواصل.

لكن اليمن -قيادةً وشعبًا- لا ينتظرُ الشكرَ، بل يسعى للأجر من الله ويعتبر دعمَ القضية الفلسطينية واجبًا دينيًّا وأخلاقيًّا وإنسانيًّا.

ويكفي أن نُشيرَ إلى العبارة التي قالها الملثَّم الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة حين شكر كُـلَّ من ناصر المقاومة، وخصَّ أهلَ اليمن بوصفهم "إخوان الصدق"، وهي عبارةٌ أبلغُ من أي شكر رسمي وتعكس مكانة اليمن في وجدان المقاومة.

اليمن لم ولن يتغيِّرْ موقفَه، ويكفي أن نقرأَ بتمعُّن ما قاله السيد القائد عبدُ الملك بدر الدين الحوثي، سيد القول والفعل: «سنبقى في حالة انتباه ويقظةٍ وجاهزية تامَّة، ورصد كامل بدقة وعناية تجاه مرحلة تنفيذ الاتّفاق لإنهاء العدوان على قطاع غزة وإدخَال المساعدات.

ونحن نحرص دائمًا أن يكونَ مسارُنا في الدعم والإسناد في تصاعد وبما هو أقوى».

هذا التصريح يُجسِّد التزامًا استراتيجيًّا لن يتراجعَ ويؤكّـدُ أن المرحلةَ تتطلَّبُ تصعيدًا مدروسًا في الدعم والإسناد..

لا تهدئةَ بل الحفاظ على الزخم والجُهُوزية والتنسيق العابر للحدود مع إخواننا الفلسطينيين، ومحور المقاومة، وأحرار العالم.

إن مبدأ المساندة -كما عبّر عنه السيد القائد عبدالملك الحوثي- ليس ردَّ فعلٍ مؤقتًا بل هو مسارٌ مُستمرٌّ نحو التحرير من الاحتلال الصهيوني لفلسطين المحتلّة؛ وهي القضية المركَزية للأُمَّـة العربية والإسلامية التي تمّ بيعها بالتطبيع.

وفي ظل حالة الدمار الشامل التي تعيشُها غزة، فَــإنَّ أهلَها المكلومين لا يُطلَبُ منهم تقديمَ الشكر بل يُطلَبُ منهم الثبات، وهو ما يُدرِكُه اليمنيون جيِّدًا.

فهم لا ينتظرون كلمات امتنان بل يؤمنون بقول الله تعالى: «من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا اللهَ عليه فمنهم من قضى نحبَه ومنهم من ينتظرُ وما بدَّلوا تبديلا».

أما المقاطعُ التي نُشرت؛ بهَدفِ إثارة الفتنة والشرخ بين أحبابنا في غزة واليمن، فقد دُفعت لأجلها ملايينُ الدولارات من صهاينة العرب، في محاولةٍ يائسةٍ لزعزعة الثقة بين الشعوب المقاومة.

وهذا مخطّطٌ لسحب مقاومة اليمن من المساندة لأهل غزة في الجولات القادمة التي ستستمر على غزة.

لكن من المستحيل -عند أي عاقل أَو حتى مجنون- أن ينجرَّ أهلُ اليمن وراء هذه الفتنة أَو يتراجعوا عن موقفهم المناصر لأهل غزة والحق الفلسطيني؛ فهذا أقل واجب ديني وأخلاقي وإنساني.