• العنوان:
    14 أُكتوبر.. مدرسة الأجيال
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    ستبقى راية الجمهورية اليمنية -الرابع عشر من أُكتوبر والـ21 من سبتمبر- خفّاقةً رغم أنف الأعداء والحاقدين، وليست قماشًا على سارية، بل إرثًا في الضمير، ووعدًا في القلب، وشُعلةً في الدرب.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

*******************************

            

في الذكرى الثانية والستين لثورة الرابع عشر من أُكتوبر 1963 نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى قيادتنا الثورية ممثلة بالقائد العَلَم السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي -حفظه الله بحفظه ورضي عنه وأدام ظله وعزه-.

وإلى القيادة السياسية الحكيمة ممثلة برئيس المجلس السياسي الأعلى المشير الركن مهدي محمد المشاط، وكافة أعضاء المجلس السياسي، وإلى القائم بأعمال رئيس الحكومة والسادة الوزراء، وإلى كُـلّ أحرار الشعب اليمني من أقصاه إلى أقصاه.

ونقول إنّ كُـلّ يومٍ في تقويم الأُمَّــة لا يصبح رمزًا؛ فبعض الأيّام تمر كحبات المطر، وبعضها يتحول إلى نبعٍ لا ينضب للعطاء.

وعلى مرور السنين، هناك أَيَّـام تزداد قوةً ووهجًا، تتجذر في الأعماق وتجري مع الدماء وتصبح جزءًا من هوية الشعب وروحه وتاريخه.

إنّ يوم الرابع عشر من أُكتوبر هو أحد تلك الأيّام الخالدة؛ إنه ليس تاريخًا نستذكره، بل هو حاضرٌ نعيشه، ووعدٌ للمستقبل نستشرفه ونصنعه.

فلم يكن الرابع عشر من أُكتوبر مُجَـرّد شرارةٍ لثورةٍ ضد الاحتلال البريطاني فحسب، بل كان عنوانَ ولادة الإرادَة اليمنية التي قال فيها اليمنيون كلمتهم الفصل: «برَّع يا استعمار»، فكان تجسيدًا حيًّا لحلم التحرّر والكرامة والاستقلال.

لماذا يبقى الرابع عشر من أُكتوبر حاضرًا؟

لأنه يومٌ خالدٌ تجسدت فيه الوحدة، وتجاوز اليمنيون فيه كُـلّ الانقسامات القبلية والمناطقية، ليتحدوا تحت رايةٍ واحدة هي راية الحرية.

لقد أثبتوا أن العدوان الخارجي -مهما بلغت قوته- لا يقوى على إرادَة شعبٍ توحّد قلبه وهدفه.

وهذا الدرس هو ما يحتاجه اليمن اليوم أكثر من أي وقتٍ مضى؛ فالتحديات تتكرّر، والاستعمار القديم الحديث يتوغل، ولكن الحاجة إلى الوحدة تبقى هي الأَسَاس.

لأنه شُعلة الكرامة.

لقد روّى أبطال الرابع عشر من أُكتوبر ترابَ الشطر الجنوبي من الوطن بدمائهم الزكية ليظلّ رمزًا للعزة.

الكرامة التي انتُزعت من بين أنياب المحتلّ، وها هي اليوم نفسها التي ترفض أي شكلٍ من أشكال الهيمنة أَو الوصاية من أية جهةٍ كانت -سواء المحتلّ البريطاني الأمريكي الصهيوني أَو أدواتهم: المملكة السعوديّة والإمارات-.

فالكرامة متأصِّلة في النفس اليمنية، تستمدّ عزمَها وإيمَـانَها من هُويتها وذلك الإرث التحرّري.

وستبقى ثورة الرابع عشر من أُكتوبر نبراسًا للصمود، ومدرسةً لكل الأجيال التي يتعلمون منها أن الحرية لا تُوهب بل تُنتزع انتزاعًا مهما كان الثمن غاليًا.

هذا الإدراك هو ما يجعل اليمنيين، رجالًا ونساءً، يصمدون في وجه أعتى التحديات الحالية بكل صمودٍ وعنفوان.

وإنّ الروح التي واجهت الدبابات والطائرات البريطانية ستواجه اليوم أعاصير وعواصف المعتدين وكل الظروف الصعبة برؤوسٍ مرفوعةٍ وإيمانٍ راسخ.

فالحديث عن الرابع عشر من أُكتوبر ليس حنينًا إلى الماضي أَو وقوفًا عندَ أمجاده فحسب، بل هو استشرافٌ للمستقبل.

إنه دعوةٌ للأجيال الجديدة أن تستلهمَ الدرسَ وتلتقطَ الراية وتتيقّظَ وتنهضَ بواجباتها، وتُدرِكَ أن حرية الوطن مسؤولية دائمة، وأن السيادة لا تُورّث بل تُصان.

خلاصة القول:

الرابع عشر من أُكتوبر هو روحٌ لا تاريخ.

هو الدم الذي يسري في عروق كُـلّ يمنيٍّ حر، يذكّره بأن أرض اليمن أرض العزة والكرامة والحرية، والعيش باستقلال، وأن شعب اليمن -الرجال الأبطال- لا يقبلون بالإذلال والتبعية، وأنه القاعدة الصلبة التي تُبنى عليها مستقبل اليمن، يمن الحرية والكرامة والوحدة.

وسيظلّ هذا اليوم خالدًا ومحفورًا في القلوب، وحاضرًا في كُـلّ مرةٍ يُرفع فيها علم الجمهورية اليمنية.

وستبقى راية الجمهورية اليمنية -الرابع عشر من أُكتوبر والـ21 من سبتمبر- خفّاقةً رغم أنف الأعداء والحاقدين، وليست قماشًا على سارية، بل إرثًا في الضمير، ووعدًا في القلب، وشُعلةً في الدرب.