• العنوان:
    مراسلنا في الضفة: الاحتلال يحوّل فرحة استقبال الأسرى المحررين إلى ساحة قمع واعتداءات
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    شهدت مدن وقرى الضفة الغربية يوماً حافلاً بالأحداث والتوترات، بالتزامن مع الإفراج عن دفعة جديدة من الأسرى الفلسطينيين ضمن صفقة التبادل التي أبرمتها المقاومة الفلسطينية مع كيان الاحتلال، والتي شملت إطلاق سراح 96 أسيراً من أصحاب الأحكام العالية والمؤبدات.
  • كلمات مفتاحية:

وأكد مراسل قناة المسيرة في الضفة الغربية، حاتم حمدان، أنه وفي تمام الساعة الثانية عشرة ظهراً، أفرجت سلطات الاحتلال عن الأسرى عند أحد المعابر المؤدية إلى رام الله، حيث احتشد آلاف الفلسطينيين من مختلف المحافظات لاستقبال أبنائهم الذين غيّبتهم السجون سنواتٍ طويلة، إلا أن قوات الاحتلال حوّلت مشهد الفرح إلى ساحة مواجهة، بعدما أقدمت على إطلاق القنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع باتجاه الحشود، في محاولة لمنع الأهالي من الاحتفال واستقبال الأسرى المحررين.

وأشار حمدان في مداخلة مع قناة المسيرة، صباح اليوم الثلاثاء، إلى أنه ورغم القمع، واصل الفلسطينيون احتشادهم عند قصر رام الله الثقافي، حيث وصلت حافلات الأسرى المحررين وسط أجواء مفعمة بالدموع والتكبيرات والتهليل، كانت لحظات مؤثرة حين تعانقت الأمهات مع أبنائهن بعد سنوات من الفراق الطويل، وسط هتافات تمجد المقاومة وتبارك نصرها.

ووفقاً لمراسلنا، فإن العديد من الأسرى المحررين بدت عليهم آثار التعذيب وسنوات الاعتقال الطويلة، إذ ظهرت على وجوههم كدمات واضحة، كما بدت أجسادهم نحيلة ومرهقة، وبعضهم يعاني من أمراض مزمنة وإعاقات جسدية نتيجة الإهمال الطبي المتعمد في سجون الاحتلال.

ولفت بعضهم إلى أنهم أُجبروا على حلق رؤوسهم كنوع من الإذلال المتعمد قبل الإفراج عنهم، لكنهم أكدوا أن معنوياتهم بقيت عالية، وإرادتهم لم تنكسر.

وفي الوقت نفسه، أفاد حمدان أن قوات الاحتلال شنت حملة تهديدات واسعة ضد الأسرى المحررين وعائلاتهم، متوعدةً بـ الاعتقال والملاحقة في حال إقامة مظاهر للفرح أو الظهور الإعلامي، في محاولة جديدة لكسر رمزية الانتصار التي يمثلها الإفراج عنهم.

وخلال الساعات التي تلت الإفراج، نفّذ الكيان اقتحامات متفرقة في مناطق متعدّدة من شمال ووسط وجنوب الضفة الغربية، تخللتها اعتداءات على المواطنين وتخريب واسع في المنازل، إلى جانب عمليات اعتقال جديدة، فيما أسفرت بعض الاقتحامات عن إصابة عدد من المدنيين واستشهاد أحد الشبان جراء إطلاق النار المباشر عليه.

وأوضح مراسلنا أن المشهد في الضفة بات يتكرر يومياً، إذ لا يمرّ يوم دون اقتحامٍ أو عملية مداهمة تطال المنازل الفلسطينية، في سياسة ممنهجة تهدف إلى منع أي مظهر من مظاهر الصمود الشعبي أو الفرح بالانتصارات الوطنية، خصوصاً تلك المتعلقة بالأسرى والمقاومة.

ورغم ذلك، تبقى الروح الفلسطينية صامدة، حيث يصرّ الفلسطينيون في الضفة على استقبال أحرارهم بالفخر والكرامة، معتبرين أن الإفراج عن الأسرى هو نصر لكل بيت فلسطيني، ورسالة واضحة بأن المقاومة هي الطريق الوحيد لتحرير الأرض والإنسان.

ونوه حمدان إلى أن الاحتلال يحاول عبثاً أن يكتم أنفاس الفرح الفلسطيني، لكنّ الإرادة الشعبية الصلبة ستبقى أقوى من القمع، مضيفاً أن "كل بيت في الضفة الغربية اليوم يعيش بين فرحة التحرير ووجع العدوان، في لوحةٍ تختصر حكاية فلسطين التي لا تعرف الانكسار".