• العنوان:
    اليمن.. شرفُ الإسناد وشموخُ الموقف
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    ويكفي اليمن فخرًا وتاجَ عز، هذا الشرف العظيم في الدعم والوقوف والإسناد الصادق مع غزة وطوفانها المبارك.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

لقد كان لليمن دورٌ كبير ومؤثر منذ اللحظات الأولى لعملية طوفان الأقصى، ابتداءً من الإشادة الكبيرة والمباركة، وُصُـولًا إلى الإعلان الرسمي بالانخراط الفعلي في هذه المعركة التاريخية من خلال الإسناد العسكري والشعبي الذي تجاوز حدود الكلمات إلى صميم الأفعال.

عامان مرّا، والموقف اليمني لم يتغيّر ولم يهن أَو يضعف قيد أنملة؛ بل على العكس، فمع كُـلّ يوم يمرّ من أَيَّـام هذا الطوفان المجيد، يزداد الشعب والجيش والقيادة ألقًا وثباتًا وصبرًا وجَلَدًا وعنفوانًا، بلا تراجع ولا انثناء.

إن هذا الثبات أشبه بالجبال الراسيات؛ رغم عظيم التضحيات والمحاولات اليائسة لكسر إرادَة اليمنيين، إلا أن تلك المحاولات لم تزدِ الموقف اليمني إلا قوةً وصلابةً؛ إنها إرادَة لا تكسرها الأحداث، وعهدٌ لا تزحزحه الأهوال.

لقد تعرّض هذا الموقف الشامخ لحملات إساءة وتحريض وتقليل ممن نصّبوا أنفسهم أعداء للأُمَّـة، بعيدًا عن مسؤولياتهم وواجبات الدين والعروبة.

لقد اختار هؤلاء الأقزام من الأنظمة العربية والمرتزِقة المحليين الوقوف مع الموقف الصهيوني الأمريكي، حَيثُ جعلوا من أنفسهم دروعًا بشرية للدفاع عن الكيان الصهيوني بالأقوال والأفعال، ووصل بهم الحال إلى اعتراض الصواريخ والطائرات اليمنية التي تستهدف الكيان الصهيوني، وفعلوا ذلك كذلك مع الضربات الإيرانية.

ورغم أنهم قد يُبدون تعاطفًا خجولًا مع القضية الفلسطينية وغزة، إلا أنهم في حقيقة الأمر يُحمّلون حماس وحركات الجهاد والمقاومة ومن معهم المسؤولية الكاملة عن الجرائم الصهيونية بحق أبناء غزة.

وعلى رأس هؤلاء النظام السعوديّ وأنظمة الخليج، ومعهم لفيف الخونة والمرتزِقة الذين أعلنوا رفضهم للعمليات العسكرية التي تنفذها قوات صنعاء.

ولكن هيهات أن يؤثر رجع الصدى على هدير المدفع؛ لم ولن يؤثر ذلك على القرار اليمني الأصيل في صنعاء، الذي كان ولا يزال قويًّا ومترجمًا لإيمان عميق وواجب مقدّس.

ورغم كُـلّ ما تعرّض له اليمن من تحديات وعدوان؛ بسَببِ وقوفه وإسناده لغزة وتضامنه معها، إلا أن الموقف اليمني ظل صُلبًا وصادقًا في مختلف المجالات، منذ الوهلة الأولى لعملية طوفان الأقصى وحتى التهدئة المؤقتة.

إن الموقف اليمني ليس فصلًا عابرًا في كتاب الأحداث، بل هو عقيدةٌ ثابتة وفعلٌ مُستمرّ.

وإن عاد الصهاينة ونكثوا الاتّفاق وأخلّوا بمضامينه وعادوا إلى حربهم على غزة، فسيكون لليمن عودة قوية وأشد بأسًا؛ وإن عادوا عدنا، وعاد الله معنا ناصرًا ومؤيّدًا.

نحن هنا، ومن منطلق وواجب الشكر لله سبحانه وتعالى على نعمه وهدايته، نقولها بملء الفم والفؤاد: الحمد لله الذي أحيانًا بنعمة الإيمان والمسيرة القرآنية والقيادة المجاهدة في سبيله، وأمات غيرنا في ظلمات الضلال والتيه والخيانة والنفاق والارتزاق والانقياد في سبيل الطاغوت.

الحمد لله الذي وفقنا لأن نكون في صف غزة، شعبًا ومجاهدين، قولًا وفعلًا، ولم يخزنا بعار التخاذل والخيانة والارتزاق.

ولم نكن سببًا، ولو بكلمة أَو صمت، في تعاسة وخِذلان غزة، ولم نشارك الصهاينة في قطرة دمٍ سُفِكت بغزة بأية وسيلة كانت.

بل نحن من اختلطت دماؤنا بدماء أبناء غزة، وقدّمَ اليمن تضحياتٍ جسيمة بشرية ومادية على طريق القدس؛ وهذا ليس منّةً على أحد، بل هو تكليف شرعي - إن لم نقم فسنكون عرضة لغضب الله المنتقم الذي دعانا لما يحيينا سعداء في الدنيا والآخرة.

إن الموقف اليمني وعلى مدى عامَينِ ليس مُجَـرّد سياسة وهتافات ومسيرات وبيانات شجب وإدانات كحال الأنظمة العربية والإسلامية، بل كان موقفًا وتحَرّكا عمليًّا قويًّا ومؤثرًا في مختلف المجالات: عسكري، شعبي، وسياسي - ومن أعلى هرم في السلطة والثورة وهو استجابةٌ لله سبحانه وتعالى وانتصارٌ لمن ظُلِموا، وتضامنٌ مع إخوة الجهاد والدين؛ وهو عبادة مقدّسة وشرف عظيم، وميراثٌ ستتناقله الأجيال كقصيدةِ فخرٍ في زمن الخِذلان كموقفٍ مفعمٍ بالعزة والكرامة.