• العنوان:
    مراسلنا في الضفة: بيتونيا تعيش لحظات الانتظار والترقب وسط إجراءات عسكرية مشددة
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    في مشهدٍ إنساني تختلط فيه مشاعر الفرح والقلق، تعيش بلدة بيتونيا الواقعة غرب مدينة رام الله حالة استنفار شعبي كبير استعداداً لاستقبال دفعة جديدة من الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم من سجون الاحتلال، ضمن الاتفاق الذي تمّ بين المقاومة الفلسطينية والعدو الصهيوني بوساطة دولية.
  • كلمات مفتاحية:

 وقال مراسل قناة المسيرة في الضفة، حاتم حمدان، إنه ومنذ ساعات الصباح الأولى، توافدت عشرات العائلات الفلسطينية إلى محيط سجن عوفر العسكري، وهو أحد أكبر المعتقلات الصهيونية في الضفة الغربية، في انتظار لحظة اللقاء التي طالما حلموا بها، مبيناً أن الأمهات يرفعن صور أبنائهن، الأطفال يحملون باقات الورد والأعلام الفلسطينية، والدموع تختلط بالهتافات التي تعبّر عن فرحةٍ مؤجلة منذ سنوات.

غير أن هذه المشاهد الإنسانية لم تخلُ من التوتر الأمني والعسكري؛ إذ أفاد مراسلنا بأن قوات الاحتلال دفعت بتعزيزات كبيرة إلى محيط السجن، شملت آليات مدرعة وجرافات عسكرية، إلى جانب نشر طائرات استطلاع مسيّرة (درون) في سماء المنطقة، وقد استخدم الجيش تلك الطائرات لإطلاق قنابل صوتية في محيط تجمعات الأهالي والصحفيين في محاولة لتفريقهم وإبعادهم عن البوابة الرئيسية للسجن.

وقال حمدان إن الوضع في بيتونيا يشهد توتراً ملحوظاً، فالاحتلال يحاول فرض طوق أمني واسع حول السجن، فيما تصرّ العائلات على البقاء قرب المكان حتى خروج آخر أسير، مضيفاً: "نرصد في المكان انتشاراً مكثفاً للجنود الإسرائيليين، وإطلاقاً متكرراً للقنابل الصوتية، في حين تتعالى من مكبرات الصوت الفلسطينية الهتافات المطالبة بحرية الأسرى وإنهاء الاحتلال".

وفي تطوّر مفاجئ، ذكرت مصادر محلية أن عدداً من الأسرى الذين كان مقرراً الإفراج عنهم إلى مناطقهم في الضفة الغربية، جرى نقلهم ضمن قوائم الإبعاد إلى مصر أو إلى قطاع غزة، وأثار هذا الإجراء صدمةً وارتباكاً بين أهالي الأسرى، الذين كانوا ينتظرون عناق أبنائهم بعد سنوات طويلة من الفراق.

وقالت والدة أحد الأسرى المقررين إبعاده إلى غزة، لمراسلنا: "كنا ننتظر أن يعود إلينا إلى بيته هنا في رام الله، لكننا علمنا صباحاً أنه سيُنقل إلى غزة. نحن فرحون بحريته، لكن القلب مكسور لأننا لن نراه قريباً".

في المقابل، عبّر عدد من الأهالي عن اعتزازهم بالمقاومة الفلسطينية التي تمكنت من فرض معادلة تبادل مشرفة رغم الضغوط الصهيونية، مؤكدين أن "الحرية وإن كانت في المنفى تبقى أفضل من قيود السجن".

بالتوازي مع مشهد بيتونيا، علمت "المسيرة" من مصادر ميدانية أن إدارة مصلحة السجون الصهيونية بدأت منذ ساعات فجر اليوم بنقل دفعة من الأسرى من سجن النقب الصحراوي جنوب فلسطين، استعداداً لإتمام إجراءات الإفراج وفق الترتيبات المقررة.

وتشير المعلومات إلى أن الأسرى المنقولين سيتم توزيعهم على وجهتين رئيسيتين، الأولى نحو معبر رفح البري، تمهيداً لدخولهم قطاع غزة، والثانية نحو الأراضي المصرية، حيث سيُمنح بعض الأسرى خيار الإقامة المؤقتة خارج فلسطين، في انتظار تسويات سياسية لاحقة.

ورغم ما رافق عملية الإفراج من قيود وتشديدات، فإن أجواء الفرح العارم تغمر الشارع الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة على حد سواء، فالإفراج عن الأسرى يُعدّ نصراً معنوياً كبيراً بعد عامين من العدوان، ويؤكد صمود الشعب الفلسطيني وإصراره على نيل حقوقه المشروعة.

ويقول أحد الشبان المنتظرين أمام سجن عوفر لمراسلنا: "اليوم نشعر أننا استعدنا شيئاً من الكرامة، فهؤلاء الأسرى ضحّوا بسنوات عمرهم من أجل حرية الوطن، وعودتهم هي انتصار لكل الفلسطينيين".