• العنوان:
    اليمن.. حين يَخرُجُ الوعي
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    خروجُ الجمعة الأخيرة تتويجٌ لعامين من انتصار غزة وصمودها الأُسطوري.. هو انتصار الوعي على التزييف، وانتصار الموقف على الصمت.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

*****************************

      

منذ السابع من أُكتوبر لطوفان الأقصى، واليمن لا يغيب عن الميادين.

شعبٌ اختار أن يجعل الإسناد رسميًّا وشعبيًّا.

يجمع بين الوفاء بالقول والفعل.

فيخرج في مشاهدٍ تتردّد فيها أصوات الملايين، من صنعاء إلى صعدة.

ومن إب إلى تعز، ومن الحديدة إلى البيضاء.

في مشهدٍ مهيبٍ لا يُرى مثله إلا في أرضٍ آمنت بأنّ الكلمة موقف، وأنّ الميدان مرآة الإيمان.

من طوفان الأقصى إلى طوفان الوعي

لم تكن مسيرات اليمن الأسبوعية مُجَـرّد مظاهرات، بل تحوّلت إلى طوفان وعيٍ يذكّر الأُمَّــة كُـلّ جمعة، بأنّ فلسطين ليست خبرًا قديمًا، ولا قضيةً موسمية، بل قضيةً أَسَاسيةً ومقدّسة.

وأنّ من يخذل غزة إنما يخذل الأُمَّــة كلها.

اليمنيون خرجوا من رحم الحصار والجراح، لكنهم أثبتوا أنّ الجراح لا تُطفئ البصيرة، وأنّ الجسد وإن أُتعب، فالقلب ما زال نابضًا بالقدس.

صوت الميادين

في صنعاء ترتفع أصوات الملايين وتلهج بذكر غزة،

وفي صعدة يعلو التكبير في الأودية والجبال، أما في عمران وذمار وإب وحجّـة والحديدة وتعز والضالع والبيضاء ومأرب والجوف.

فالجماهير تهتف بصوتٍ واحد:

القدس أقرب، والنصر آتٍ، والمقاومة وعدُ الله.

تتّحد أصواتهم جميعًا على كلمةٍ واحدة:

لستم وحدكم.

فطريق الحقّ واضحٌ مهما كثرت العواصف.

خروجُ الجمعة الأخيرة تتويجٌ لعامين من انتصار غزة وصمودها الأُسطوري.

هو انتصار الوعي على التزييف، وانتصار الموقف على الصمت.

غزة صمدت بالدم، واليمن صمد بالموقف والدم معًا.

وحين تتلاقى الدماء في دربٍ واحد، يُكتب التاريخ من جديد:

أنّ الانتصار حليف المجاهدين.

العالم يدرك ويرى في هذه المسيرات أنّ اليمنيين ليسوا متفرّجين.

بل شعبٌ حيٌّ يعي أن القضية ليست سياسية ولا حدودية.

بل قضية دينٍ وأمّةٍ وهوية.

يخرجون لأنّ فلسطين في قلوبهم لا تغيب.

ولأنهم أدركوا أن من يخذلها يخسر دينه وإنسانيته.

في كُـلّ جمعةٍ من جمُعات طوفان الأقصى.

يخرج اليمنيون ليقولوا للعالم:

نحن مع غزة قلبًا وقولًا وفعلًا.

لم تُلهِنا الجراح عن القدس.

ولم تُنسِنا المعاناةُ من نحن.

فإذا كانت غزة تنتصر في الميدان.

فإنّ اليمن ينتصر معها في الميدان.

ليُكتب بين فلسطين واليمن ميلاد فجرٍ جديدٍ للأُمَّـة.