• العنوان:
    ﴿أَلَا إِنَّ أولياء اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    الواجب الديني والجهادي في الحروب الدفاعية لا يُقاس بمقياس الربح والخسارة، بل بالدروس التي تقدّمها للإنسانية.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

*********************************

                             

إن ما قدّمه المجاهدون الأبطال في حركة حماس، ومعهم جميع أبطال حركات المقاومة الفلسطينية من تضحيات، هو تجسيدٌ لأبهى صور الاستبسال والفداء في ميدان المعركة، في مواجهة أعتى آلة للقتل والتدمير في هذا العصر، التابعة للعدو الصهيوني الإسرائيلي، وبدعمٍ ورعايةٍ مباشرة من قوى الكفر والشرك والاستكبار العالمي، بقيادة أُمِّ الإرهاب أمريكا وبريطانيا، المتمثّل في الدعم العسكري والسياسي.

وسيظل هذا البذل والتضحية -بكل تأكيد- شاهدًا حيًّا، ونموذجًا رائعًا وفريدًا في تاريخ الصراع العربي–الإسرائيلي.

وقد جعل ذلك من أُولئك الأبطال منارةً للنصر، ومعراجًا للشهادة، في تجلٍّ واضحٍ لمصداق قول الله تعالى في الآية الكريمة: ﴿أَلَا إِنَّ أولياء اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾، وسيبقون -بإذن الله- صمام أمان لولادة الدولة الفلسطينية وبقائها.

فمن يتوقّع اليوم أن حماس وحركات المقاومة ستغيبُ عن المشهد السياسي والعسكري، فهو واهمٌ ولا يمتلكُ وعيًا كافيًا بمصداقِ قول الله تعالى وسُنَّته في الأرض بنصرِ المستضعفين وتمكينهم.

لقد قدّمت المقاومة -من خلال شجاعتها وإصرارها على خوض معركة السابع من أُكتوبر- لفلسطين دولةً لطالما طال انتظارُها، ويتجلى ذلك اليوم بكل وضوح في الاعترافات الدولية والتضامن العالمي مع مظلومية الشعب الفلسطيني.

وسيُرسِي هذا المشهد - لا محالة - دولةً عاصمتها القدس، بعد أن وصل الكيان الصهيوني إلى قناعةٍ بحتمية زوال حلمه بدولةٍ يهودية خالصة، وتنفيذ آخر خططه في الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية.

ومن خلال مجريات الأحداث وما رافقها من معطيات، يتضح أن خطة رئيس الإدارة الأمريكية كانت مخرَجًا للكيان الصهيوني، الذي حاول - من خلال حملته الإعلامية المصاحبة لإعلان وقف الحرب - أن يقنع شعبه بأنه حقّق الأمان من الجبهة الجنوبية، وأنه يمكنه الاطمئنان لخروج حماس وحركات المقاومة من الساحة العسكرية ومن صدارة العمل السياسي.

لكن الحقيقة أن الصهاينة خسروا طموحات التهجير والتوسع في الأراضي الفلسطينية، وخسروا التعاطف والدعم الذي ظلّ يصاحب دولتهم.

وأصبحت (إسرائيل)، في نظر شعوب العالم أجمع، دولةً منبوذةً وعنصرية، وهو ما ظهر جليًّا في الحراك السياسي الرسمي والشعبي المندّد بكل ممارساتها.

ويؤكّـد ذلك المشهد الصادم الذي هزّ الكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية من خلفه: إخلاء قاعة الأمم المتحدة عند صعود نتنياهو لإلقاء كلمته.

وفي الختام، نؤكّـد أن الواجب الديني والجهادي في الحروب الدفاعية لا يُقاس بمقياس الربح والخسارة، بل بالدروس التي تقدّمها للإنسانية.

وقد قدّمت حماس وحركات المقاومة والشعب الفلسطيني في غزة أنبل الدروس في الفداء والتضحية والصمود والصبر، خلال ملحمةٍ جهاديةٍ استمرت 24 شهرًا، كفيلةٍ بأن تُنبت دولة فلسطين، وتضمن بقاء حركات المقاومة الفلسطينية.

سلام الله على غزة، وعلى شعب غزة، وعلى الشهداء رحمةُ الله ورضوانه.