• العنوان:
    يحيا الطوفان.. للشاعر محمد بلابل
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
  • التصنيفات:
    ثقافة
  • كلمات مفتاحية:

 

شُمُـــــوخٌ لَا يُطَاوِلُـــــــهُ سَحـــابُ

ومجـــد لا يُــعادلــــــه حســــــاب

 

أبـــا جبريـــلَ كيـف تفي المعــاني

بوصفكَ أيُّهـــا السِّبـــطُ المهــــاب

 

فـــدًى لـــك أمــةٌ دافعــت عنـــها

فــدًى لك كلُّ من حضروا وغــابوا

 

حملـــت الهـــمَّ وحـــدك لـم تُــبالِ

بأعـــرابٍ لأمريكــا استجابـــــــوا

 

سعــيت تُســـاندُ المظلـــومَ سعيًا

ورمـلُ الأرض فـي الـدنيا حِــراب

 

فـ(لبنــانُ) الجريــحُ بِكُـم يباهـــي

جبـــال الأرز مـن خجــلٍ هِضــاب

 

تُنـــاجيكــــم شواطئُهــا رُبــاهــــا

وترقُبكـــم وقــد عظـمَ المصـــاب

 

بفقــد السيـد (الحسـن) الـمفـــدى

يقيــنُ المخلصيـــنَ إذا استرابُــوا

 

فكم من نصحه انتفضتْ شـعـوبٌ

بتوجيهـــاتــــه شبُّـــوا وشابـــــوا

 

حبيـــبَ الشعــب هـدِّدْ كُلَّ طـــاغٍ

تَوعَّدَنَـــا ففـــي فِيـــهِ التُّـــــــراب

 

زمــــانُ البطــــشِ والتنكيـلِ ولَّــى

ففي يمنِ الهدى العجبُ العجــــاب

 

وطــــوفانٌ مــــن البركــات يسـري

لــــهُ بقلــــوب أُمتنا انسيــــــــــاب

 

مضــى عامــانِ والطوفـــانُ حـــيٌّ

يُدمـــدِمُ وقعُـــهُ ولـــه اصطِخــابُ

 

تُحرِّكُهُ عصــا (السنـــوارِ) يحيــــى

لتأديـــبِ الأُلــى بالخــــزي آبـــــوا

 

أيحيى يا تُرى من مِـثلُ (يحـيى)

إذا الغيمـــاتُ عـــزَّ بها انسكــــاب

 

أتــــى (يحيى) فأحيــا كُلّ قــلب

بطـــوفانٍ به انكشــف النِّقــــــابُ

 

يرددُ وهـــو في سَـــوحِ المــنايــا

(وللحــــرية الحمــــــراء بـــــابُ)

 

فليـس لبـــدر نجــــدته مغيـــــبٌ

وليـــسَ لشمـــس ثورته غيــــابُ

 

يـــــزيدُ رجــــاله الأحــرار بأسًــا

ونيـــران العـــدو لها التهــــــــابُ

 

يصـوم يذود يدفع عن حمــــانــا

ليــــطعم أهـلــــنا ما يُـــستـطـابُ

 

يــــحارب شـر خلق الله حـــــتَّى

تَذِلَّ لهولِ سطــــــوتهِ الرِّقــــــابُ

 

يُجاهــد في سبيــل الله حــــــرًّا

كـريمًا لا يـخَـــــاف ولا يــهَـــــابُ

 

يـــقول لأمــة بـــالذلِّ بـــــــــاءت

دعوا (صهيون) فهو لكم عِقـــابُ

 

ذرونـــا ثائِريـــنَ فـــإن نُصِرنــــا

كــفيناكُم بمــن ضلـــوا وخابــوا

 

وإن كنَّا غـــداهُ غـــدًا فـــــــأنتم

بِــموقِفِكُم لِنُــــــخبَتِهِ شــــــرابُ

 

سَـــنغنَمُ بالـــجهادِ وإن قُـــــتِلنَا

فلــيسَ غــنيمةَ الــحُرِّ الإيَـــــابُ

 

صحــــيحٌ يســقُطُ القاداتُ مـنَّـا

وتقـــذفُنا الصـــواريخُ الصِّــلابُ

 

وتُهــدَمُ دُورُنَــا ونعـيشُ حــــربًا

ولـــكــن ما لعــزَّتِنـــــــا ذهـــــابُ

 

أنبقـــى تحــتَ سطوةِ غاصبينَــا

ونسكُتُ حين تنهشنــا الذئـــــابُ

 

غـــزاةٌ جرعـــونا المُــرَّ دهــــــرًا

وكم قتلُوا وكم سجنوا وعابُــوا

 

فـــكم مــن حرةٍ سـحلوا بـنيهــا

فنادتــــكم وما سُمِعَ الجـــــواب

 

وكـــم من طفـلة عطشـى لمــاءٍ

تصيَّــدها من الجــوِّ الكــــــلاب

 

وكـم مـن لا هثـين وراء خــبــزٍ

أبيــدوا عنــدما لمــع الســــرابُ

 

وكــم في قــدسِ عـزتنا مـــآسٍ

يشيـــب لها من الهولِ الشَّــبَابُ

 

أنرضى أن نعيش وهم ضحــايا

ونضحك والجميع هنا غِضـــاب

 

فــلا والله لا نامـــت عــيـــــونٌ

و(غــزَّتُـــنا) بمـــرآنا تُــــــــذاب

 

فـــلولا اللهُ لم نرخص نفــــوسًا

ولولا الدينُ لم ينصــر مصــــاب

 

ولولا الـــمُـرُّ لم نشـــــــرب زُلَالًا

ولولا العــذبُ لم يـــكنِ الــعذابُ

 

سيعلمُ كلُّ من غدروا بشعبــــي

بأنَّ القتـــــلَ للحمقى نِصـــــابُ

 

ومن ولغـوا وعاثوا في دمانــــا

حياتهم مع الأغـــــرابِ صــــابُ

 

(حماسٌ) حرَّرت جيـلًا سـجينًـا

فما في عزمهــــا إلا الصــــواب

 

فداعي الغرب مهزومٌ وضيــــعٌ

وداعي الله للعلــــــيا مجــــابُ