• العنوان:
    وجه كيان الاحتلال بعد 7 أُكتوبر
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    احتلال ثم إبادة وتطهير عِرقي فتهجير قسري.. لذا تصاعدت موجة تضامنٍ أُمَمية غير مسبوقة، وتغيّرت مواقفُ رسمية وشعبيّة في مختلف أنحاء العالم، لتُدخل (إسرائيل) وسردياتها أحلك صورةٍ في تاريخها.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

***************************

        

لم تهبط صورة كيان الاحتلال عالميًّا في أي وقت إلى الحضيض كما حدث بعد 7 أُكتوبر 2023م.

فالمذبحة المتواصلة في غزة، التي يتابعها العالم بأسره ببثٍّ مباشر، جرّدت المشروع الصهيوني من أقنعته، وأسقطت سردية "المظلومية" التي طالما استخدمتها (إسرائيل) غطاءً لجرائمها بحق أبناء غزة.

منذ قيامها عام 1948، اصطدمت (إسرائيل) مرارًا بأزمات شرعية ومصداقية على الساحة الدولية، لكنها لم تتوقف عن السعي المحموم لنيل الاعتراف والتطبيع مع العالم، لإخفاء طبيعتها كامتداد للاستعمار الغربي في منطقتنا.؛ إذ كانت تدرك أن بقاءها مشروطٌ بإقناع العالم – كذبًا – بأنها الطرف المظلوم والمحاط بالأعداء.

فكما قال المؤرخ الإسرائيلي إيلان بابِه: "قلّما نجد دولًا في العالم، غير (إسرائيل)، تحاول بإلحاحٍ إقناع العالم ومواطنيها بشرعية وجودها".

إذ تعرف في قرارة نفسها أن شرعيتها هشّة، ملفّقة، قائمة على القتل والنفي والإزالة للآخر من الوجود.

لكن هذه المرة فشلت أدوات الدعاية، وعجز الحلفاء في الغرب والمنطقة عن ستر الجريمة.

فصور الأطفال المحترقين تحت الركام، وأجساد النساء الممزقة في الشوارع، والآباء الذين يجمعون أشلاء أبنائهم بأيديهم من بقايا بيوتهم، اخترقت كُـلّ شاشات العالم وأسقطت الصمت.

لم توقف الإبادة، لكنها فجّرت سؤالًا وجوديًّا في ضمير العديد من الناس حول العالم:

ماذا نفعل حين تُبثّ الإبادة مباشرة؟ كيف نصمت أمام كُـلّ هذه الدماء وهي تسيل على الهواء؟

فخرج الناس إلى الشوارع يصرخون، تظاهروا، قاطعوا، وعبّر بعضهم عن صرخته كما لو أنها محاولة أخيرة لإنقاذ روحه.

وحين ضاقت السبل ببعضهم، أبحروا بسفن صغيرة هشّة، يحاولون الوصول إلى غزة لكسر الحصار، وكسر العجز الذي خنق العالم.

اليوم، لم يعد ممكنًا طمس الحقيقة التي حاول العالم تجاهلها:

فالشعب الفلسطيني هو الضحية، أما (إسرائيل) فهي قوة استعمارية استيطانية تمارس التطهير العرقي والإبادة.

هذه الحقيقة التي أنكرها العالم لعقودٍ انفجرت في وجهه دون استئذان.

ونتيجة لذلك، تصاعدت موجة تضامنٍ أممية غير مسبوقة، وتغيّرت مواقفُ رسمية وشعبيّة في مختلف أنحاء العالم، لتُدخل (إسرائيل) وسردياتها أحلك صورةٍ في تاريخها.